منذ 5 ساعة 0 20 0
مقال بعنوان ... الفلاح اونلاين بقلم المهندسة مريم المهدي
 مقال بعنوان ... الفلاح اونلاين  بقلم المهندسة مريم المهدي

 

 

 هل سبق لك أن اشتريت خضاراً عبر الإنترنت؟

في عالمنا المعاصر الذي يتطور بسرعة أصبح من الممكن شراء أي شيء تقريباً بنقرة زر هل فكرت يوماً أنه بإمكانك شراء الخضروات والفواكه أيضاً بالطريقة نفسها؟

هل تعلم أن هناك فلاحين اليوم يعتمدون على التطبيقات الإلكترونية لبيع منتجاتهم مثلهم مثل أي تاجر إلكتروني آخر؟

 هذا هو الواقع الجديد الذي بدأ يطرأ على العالم الزراعي

مرحباً بكم في عصر "الفلاح أونلاين".

 

من الماضي إلى المستقبل: التغيير الكبير في حياة الفلاح

 

في الماضي: كان الفلاح يستيقظ باكراً عند فجر اليوم ليبدأ في جمع محصوله كان يذهب إلى السوق المحلي ليعرض منتجاته حيث ينتظره التاجر أو السمسار ليشتري منه المحصول بأقل الأسعار الممكنة وكان الفلاح في هذه العملية مجرد طرف ضعيف، يعتمد على الوسطاء لتحقيق الربح لم يكن لديه الحق في تحديد السعر الذي يراه مناسباً ولم يكن لديه الخيار في اختيار الزبائن الذين يشترون منه ببساطة كان السوق التقليدي هو المكان الوحيد الذي يعرض فيه الفلاح محاصيله وكان يعتمد بشكل كامل على الوساطة والسمسرة

 

لكن في السنوات الأخيرة تغيرت الأمور بشكل جذري أصبح الفلاح الآن في عصر الرقمنة والتكنولوجيا يمتلك هاتفًا محمولاً متصلاً بالإنترنت وأصبح بإمكانه الوصول إلى تطبيقات تسويقية على الإنترنت تتيح له عرض محاصيله وبيعها مباشرة للمستهلكين دون الحاجة إلى وسطاء أو سماسرة هذا التغيير التكنولوجي لا يُحدث فقط تحولاً في طريقة بيع المنتجات الزراعية، بل يساهم في تغيير كامل للمعادلة الاقتصادية بالنسبة للفلاح.

 

لماذا نحتاج إلى التسويق الرقمي؟

 

يعد التسويق الرقمي هو الحل المثالي للعديد من المشكلات التي يعاني منها الفلاح في أسواقه التقليدية في النظام التقليدي

 يواجه الفلاح العديد من الصعوبات التي تجعله الحلقة الأضعف في عملية البيع:

 

وجود وسطاء: يعتمد الفلاح بشكل كبير على الوسطاء الذين يأخذون جزءاً كبيراً من الأرباح هؤلاء الوسطاء غالباً ما يحددون الأسعار بشكل غير عادل، مما يضر بمصلحة الفلاح.

 

أسعار غير عادلة: في بعض الأحيان، قد يضطر الفلاح إلى بيع المحصول بأسعار منخفضة بسبب الضغوط التي يمارسها الوسطاء أو التجار

 

فاقد المحاصيل: بسبب التأخير في بيع المحصول قد تتلف بعض المحاصيل قبل أن تجد مشترياً هذا الفاقد يؤدي إلى خسائر كبيرة خاصة بالنسبة للمحاصيل الحساسة التي لا تتحمل فترة تخزين طويلة

 

 

ولكن مع تطبيقات البيع الإلكتروني يبدأ الفلاح في عرض محاصيله مباشرة للمستهلكين، مما يمنحه القدرة على تحديد سعر منتجه بناءً على تقديره الخاص كما أن تطبيقات مثل هذه تساعد في تسريع عملية البيع وبالتالي تقليل الفاقد في المحاصيل بل وتمنح الفلاح فرصة للوصول إلى أسواق جديدة لم يكن ليصل إليها بطرق التسويق التقليدية

 

التطبيقات الحديثة التي تحدث ثورة في الزراعة

 

قد يتساءل البعض: "هل هناك أمثلة حقيقية على ذلك؟" 

والجواب هو نعم

 هناك العديد من التطبيقات التي بدأت بالفعل في إحداث فرق في حياة الفلاحين والمستهلكين على حد سواء:

 

تطبيق "كرتونة": يساعد هذا التطبيق في ربط التجار بالموردين في لحظة ويتيح لهم تقديم عروض مباشرة. يسمح هذا التطبيق للفلاحين بعرض منتجاتهم بطريقة أكثر مرونة ويسهم في تقليل دور الوسطاء

 

تطبيق "تموينك": يتيح هذا التطبيق للفلاحين بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين، ويقلل من وجود الوسطاء بين الفلاح والمستهلك هذه الطريقة لا تقتصر على بيع المنتجات الزراعية فقط بل تمتد لتشمل الخضروات والفواكه والمنتجات المحلية الأخرى

 

شركة "FreshSource": هذه الشركة تقوم بتوصيل المحاصيل من المزارع إلى الفنادق والمطاعم، متخطية الحاجة إلى وسطاء، مما يعزز من كفاءة النظام الزراعي ويسهم في توفير المنتجات الطازجة بشكل أسرع.

 

 

هذه التطبيقات ليست مجرد أفكار نظرية، بل هي مشاريع عملية بدأت بالفعل في العمل وتُحدث تأثيراً حقيقياً على الأرض.

 

فوائد التسويق الرقمي للفلاح

 

عندما يتبنى الفلاح فكرة التسويق الرقمي ويبدأ في بيع محاصيله عبر التطبيقات الإلكترونية، فإنه يحقق العديد من الفوائد التي كان يفتقدها في النظام التقليدي:

 

زيادة الأرباح: بما أن الفلاح يبيع مباشرة للمستهلك دون وسطاء فإنه يحصل على كامل المبلغ الذي يدفعه الزبون وبالتالي تزيد أرباحه بشكل ملحوظ.

 

تحكم أكبر في الأسعار: الفلاح أصبح لديه القدرة على تحديد السعر الذي يراه مناسباً لمحصوله، دون أن يتعرض لضغوط من تجار أو سماسرة

 

تقليل الفاقد: بفضل البيع السريع عبر الإنترنت، يتم بيع المحصول في وقت أقل، مما يقلل من الفاقد الناجم عن تلف المحاصيل.

 

الوصول إلى أسواق جديدة: الفلاح الآن قادر على الوصول إلى مستهلكين من مناطق أخرى وربما من دول أخرى، حيث يتمكن من عرض منتجاته على نطاق أوسع.

 

رغم الفوائد الكبيرة التي توفرها التطبيقات الإلكترونية، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد يواجهها الفلاح في البداية:

 

عدم القدرة على استخدام التكنولوجيا: العديد من الفلاحين قد لا يكونون ملمين باستخدام الهواتف المحمولة أو التطبيقات الرقمية. لهذا هناك حاجة ملحة لتوفير تدريب وتوعية لهم حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا

 

ضعف الاتصال بالإنترنت: في بعض المناطق الريفية قد يواجه الفلاحون صعوبة في الاتصال بالإنترنت بسبب ضعف الشبكات، وهو ما يعيق قدرتهم على استخدام التطبيقات بشكل فعال.

 

التخوف من التعاملات الإلكترونية: بعض الفلاحين قد يشعرون بعدم الأمان في بيع محاصيلهم عبر الإنترنت أو قد يفتقرون للثقة في التكنولوجيا الرقمية.

 

 

فرص كبيرة رغم التحديات

 

على الرغم من هذه التحديات فإن الفرص التي يقدمها التسويق الرقمي للفلاحين أكبر بكثير من العقبات التي قد تواجههم إذا تم توفير التدريب المناسب على استخدام التكنولوجيا، وإذا تم تطوير تطبيقات سهلة وبسيطة تناسب طريقة تفكير الفلاحين، فإننا سنشهد تحولًا كبيراً في الاقتصاد الزراعي، بل وقد تكون هذه بداية لثورة حقيقية في كيفية تعامل الفلاحين مع السوق.

 

فكرة تطبيق "زرعتك"

 

تخيل تطبيقاً يُسمى "زرعتك"، حيث يقوم الفلاح بتصوير محاصيله ويرفع الصور على التطبيق يتمكن الزبون من طلب المنتج ودفع ثمنه عبر الإنترنت، ويتم شحن المحصول مباشرة إلى باب منزله كل منتج في التطبيق سيكون مصحوباً بصور حقيقية وتقييمات من أشخاص آخرين مما يضمن للزبائن تجربة شراء آمنة وموثوقة.

 

الخلاصة

الفلاح اليوم لم يعد في حاجة لانتظار الزبائن في السوق، بل أصبح هو من يخلق السوق بنفسه من خلال هاتفه المحمول هذا التحول الرقمي يفتح أمام الفلاحين فرصاً لا حصر لها ويضمن لهم الحصول على قيمة عادلة لمجهودهم.

وبذلك نكون قد دخلنا عصراً جديداً في عالم الزراعة عصراً يُطلق عليه "الفلاح أونلاين"

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق