" ترنيمات إمرأة عراقية لديمة الشعر" الشاعرة العراقية الدكتورة سجال الركابي
امنحني ما في قلبَكَ ......بلا مُقدّمات
حنان آفاقٍ لا متناهية... لا تُجزّئني
لا تقُل ... عيناكِ شلّالُ قُبَل
مُترعة بالغَزَل ....ناغِ روحي
مُغرَمةٌ أنا ....بالغيمِ الضوء الورد الشجر
بشَجنِ اللَحنِ بوحِ التأمّلِ ....وبها معاً
أنتَ...لا تسطُ على ذاكرتي
" من قصيدة : هيمنة "
--------------------
تقول سجال : ( أنا مغرمة باللغة العربية والقراءة منذ تعلمت الحروف الأبجدية )
من منطلق الورد يبكي والبارود يبتسم ---- !!
تقول شاعرتنا العراقية في ومضة تختصر مشوار الحقيقة :
ينظرون يحدقون
عمياء أنا
ولكني أبصر السراب
الذي لا يرونه
-----
نتجول معا من بلاد الرافدين و التي س تظل مفخرة العرب عبر العصور التليدة حيث الحضارات المتوالية و لا ننسي دور المرأة العراقية في مشاركة حقيقية رائدة في شتي مجالات الحياة ولا سيما في محفل الإبداع و الفنون ---
و من مدينة البصرة تطل علينا نخلته السامقة " دكتورة سجال الركابي " عالمة ومبدعة وفنانة ومحاضرة ورسامة تلون مظاهر الحياة في اقتحام للمخاطر في جرأة صوت أنثوي معبر عن ظلال الحياة العراقية الحديثة من منظور الأصالة و العراقة و الحداثة معا
و لم لا فثمة أسماء سجلت معالم الحياة العراقية في حضور للمشهد المتناغم للعطاء تمضي في خطي واثقة في ثبات تنسج ملامح حياتها من شط العرب بطعم بغدادي مصبوغ من دجلة الخير كي تستكمل مشوار الأوائل حقا ---
نتوقف مع شاعرة عراقية من ارض كربلاء كان مولدها ثم اقامتها بالبصرة و العمل بجامعتها و لكنها تحولت الي مدينة السلام " بغداد " كما عملت مستشارا ثقافيا في " استراليا " 0
و أخيرا تعود الي شارع المتنبي كالفراشة تتبختر بين تراثها العابق تشدو برحيق كلماتها الشاعرة في عشق بين أترابها في حب و لقاء دافيء ----
و لدت شاعرتنا سجال الكركابي بكربلاء و تلقت دروسها هناك و بعد حصولها علي بكالوريوس العلوم من جامعة بغداد ثم معيدة في جامعة البصرة، وواصلتا دراستها العليا حتي حصلت على الماجستير والدكتوراه في آن واحد من جامعة ريدنج المتحدة في بيولوجية الخلية والفطريات المائية ١٩٨٠م
و عملت في الجامعة المستنصرية بتدريس لعلم الخلية 0
و قد ألفت كتابا هاما في ( علم الخلية ) .
عملت معاون مستشار ثقافي ثم مستشار ثقافي (وكالة) لجمهورية العراق في استراليا من العام 2006 للعام 2010، حيث برزت حضورها ومشاركاتها في مجالات عدة، ورغم مسؤولياتها الدبلوماسية إلا أنها لم تنفصل عن رحلتها العلمية ------
كما عملت أستاذا مشاركا فخريا في جامعة جنوب كوينزلاند،
شاركت الكثير من المؤتمرات خارج وداخل العراق ولها العديد من الندوات العلمية والادبية تملك نتاج علمي مكون من 30 بحث منشور بمجلات علمية عالمية وعربية ومحلية0
حازت على براءة اختراع وأشرفت على الكثير من رسائل لطلاب الماجستير والدكتوراه، وشغلت منصب عضو في العديد من الجمعيات العلمية -----
و من شعرها هذه المقطوعة التي بعنوان ( سكتة قلبية!) تقول د. سجال الركابي عاشقة الورد و ترانيم البلبل بين أمواج البحر :
هو ... ...
الوردةُ ...لا تفهم الذبول
البلبلُ ... لا يسلو الغناء
زُرقةٌ نجومٍ ... تلاعبُ السماء
عِطرُ بنفسج تموجُ بهِ البِحار
... هو الحبُّ ... ... لا يشيخ
لكن ...
وا حسرتاه!
يعطسُ بالسكتة القلبيّة .
من إنتاجها :
----------
مجاميع شعرية منها ترنيمات امرأة عراقية
وصوب بستان النخيل لسنة ٢٠١٣ صدرت الاولى عن منشورات ضفاف
لم يأتِ القمَر ٢٠١٤، حديث الياسمين وكان مشترك مع نخبة من الشعراء العرب سنة ٢٠١٥
ومجموعة صدى الفصول وكان مشترك مع نخبة من الشعراء سنة ٢٠١٥
ومجموعة الوردُ يبكي والبارودُ يبتسم عام 2016
و أخيرا ديوان " هاك أجنحتي " طبع بسوريا 0
تقول سجال في هذه المقطوعة الرائعة التي تتحرر من خلالها بتحطيم القيود صبرا و تمسك بأهداب أوراق الخريف معتذرة عن الحزن و البكاء :
لاتبكِ حين ينفكُ قيدي
غدا ...سأتحرر من جسد يكبلني
اصير لونا في ورقة خريفية
في غابة ما ...او ندى في غيمة خجلى لا تبلل اليمشون
في صيف بغدادي قائظ
غدا ...أتسلل لأرقب لوحات مونيه
بعد ان يغلق الحراس الأبواب
غدا ...أتهادى موجة كسلى في شط العرب
= = =
و في قصيدتها البديعة التي بعنوان " اتوق اليك " ترسم روح الحنين نحو الراحلين مستلهمه الذكريات في تجلد حيث المناجاة في كبرياء :
أتوقُ اليكَ لعينيكَ
نجمتين ...في عُتمة حيرتي
صخرتين ....تتكأ عليها وحدتي
ليديك ....دليلي لهويتي
لصوتكَ ....عطرٌ رجولي يؤجج صبوتي
ياسهيلاً ...يُخفق في ليل وحشتي
يارجلاً .....إحتكر شوقي ولهفتي
= = =
و نتوقف مع هذا المقطع من قصيدتها بعنوان " لا ترحل" تسجل فيها تباريح الروح ولوعة وحزن الوداع لحظات انكسار وضعف وترمز المراكب بالرحيل وشلالات الدموع تغمر البحر كالامواج المزمجرة حالة يأس و تعبير بصدق عن الفراق و اذا كان الراحل حبيب له شوق وحنين فتقول الدكتورة سجال الركابي :
ليتَ القطارَ أخرسٌ ...باحَ منديلُ الوداع... فارتَعَشتْ الأُذنُ
لإندلاعِ العَطَشِ ....سالَ عِطرُ المواعيدِ
على تُفاحِ شَغَفٍ
ليتَ المراكبَ لاتبوحُ بإقلاعها
يُسفَحُ الحنينُ لتأوّهِ المرساةِ
يبتلعني الرصيفُ ....وحشةَ خُطىً
يكتنفني البحرُ أسودَ التقلّبِ ...فحمةً أغدو
ليتَ مُحرّكُ السيّارةِ ينتابهُ الزكام ...يشيرُ له الفراق أن
أخلِد للنوم...لترنَّ أجراس جذلٍ زهريّة
(بسكوتة) روحي يفتّتها الفراق ...لا تَرحَل ...قضيتُ عُمري في وداع
ثم تطل علينا ابنة الركابي من قمقم الثلج بمنفاها الاختياري تستلهم حلم الوطن في فلسفتها التي تبرز لنا محطات من الذكريات تؤرخ لنا فيها من خلال ومضات تعكس مرايا الروح الهاربة فتقول :
يُغرقني موتي
بينَ
مدّ زهق براءتكَ
...المسفوحة على أرصفةٍ جافية
وبين
صدود الفرح ... تتشبّث بظلاله
ولو ...
بمفرقعاتٍ مُستوردة
لا أملكُ إلّا أن
يرنّ صمتي
قد أغرقني موتي
هذه كانت أهم المحطات في عالم سجال الركابي المركب الذي يطوف في جزيرة الحب و النغم برغم العواطف و الأمواج الهادرة تقتحم الصعاب شرق و غربا كي تصل بعد رحلة حزن وحنين و مناجاة إلي شاطيء الخلود في جماليات للنص ذات الدلالات و الرمزية بعيون الواقع مع روح الحداثة تظل تسافر في صراع مع الزمن كي تمسك بظلال الحقيقة بين العلم والثقافة في ثنائية وبكائية تنقش مع حضارات الوادي معني الحياة.
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله