لي وين ليانغ هو طبيب عيون من مواليد عام 1986 , تم توجيه إتهام إليه من شرطة ووهان الصينية فى نوفمبر 2019 أنه أحد مروجي الشائعات وتقدمت بطلب للمحكمة الشعبية العليا ضده لما نشره على حسابه بــ وي شات عن فيروس الكورونا الجديد والذي يشبة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحادة (السرس), ليتوفي الطبيب فى فبراير 2020 متأثراً بإصابته بكوفيد 19 والذي أعلنت سلطات ووهان عنه رسمياً فى 30 ديسمبر 2020 .
هكذا بدأت رحلة كورونا التنمرية, فلقد تنمر المجتمع الصيني على مكتشف الفيروس ولقبوه بالجرس وقت نشره للتحذيرات, وها نحن الآن وللأسف الشديد فى مجتمعاتنا العربية نتنمر وبشدة على مصابي الكورونا, فالكورونا مجرد جرثومة لا يمكن أن نراها بالعين المجردة إلا أنها أرعبت العالم كله وجعلته محبوس الأنفاس بين الخوف والجدران, فكيف لمن لم يصبهم الفيروس أن يتنمروا بشكل غير مقبول على مصابي الفيروس.
لقد حزن المصريون كثيراً من رد فعل أهالي قرية "شبرا البهو" حينما تجمهروا لرفض دفن طبيبتهم التي كانت يومًا خادمة للصغير والكبير منهم وذلك لوفاتها بسبب الكورونا, ولكن يأتي الرد من شعب كفر الشيخ الطيب حينما توفت سيدة من قرية "شباس عمير" إثر إصابتها بالفيروس وشارك فى دفنها العديد من أهالي القرية بشكل منظم وحضاري.
مما لا شك فيه أن التنمر مرفوض فى الديانات السماوية فيقول تعالي فى كتابه العزيز "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا", وكذلك فقد ورد بالكتاب المقدس بسفر عوبديا 1 : 12 " يجب ألا تنظر إلي يوم أخيك يوم مصيبته".
يظهر رقي المجتمعات وتحضرها بمدي تطبيقها للأخلاقيات العامة والرسالات السماوية وتعاليم الأديان ولا خير في مجتمع تشتمل بأركانه عناصر اللاأخلاقية, ولذا فعلينا أن نبني حضارة بأخلاقنا ونصنع جيلا راقياً ينشر حسن المعاملات.