من العدد الورقى
الزواج سنة من سنن الكون لتضمن بقاء الجنس البشريّ، لذلك سن الله الزواج في الأرض، وللزواج أهميه عظيمة فى بناء المجتمعات، وتنشئتها تنشئة قويمة ومعتدلة.
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة سامية، وقد استخدم الإسلام مصطلح "من أنفسكم" والسكن هنا يأتى بمعنى الراحة والطمأنينة فتسكن الروح، ويهدأ الجسد، وتطمئن النفس، فما يحدث بين الأزواج من الاستمتاع واللذة والمنفعة والحب والفضفضة شيء بديع، فلا تجد بين اثنين على وجه البسيطة مثل ما تجد بين الزوجين من المودة والرحمة، فالرجل يعطف على المرأة ويحتويها ويصبح سندًا وصديقًا لها والمرأة تطيع زوجها، وتحنو عليه، فتقر عينه بها كلما رآها فالاثنان يتبادلان الود والحب ويتآنسان ويأتلفان ويتعاشقان، ويكملان بعضهما البعض.
وقد بيّن الله تعالى في كتابه كيفيّة التعامل بين الأزواج، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف) [النساء:19
فحقوق الزوجة المهر والنفقة، وعلى الزوج أن يوفر لها مسكناً لائقاً، يناسب مستواها الذى نشأت فيه ويوفر لها الخدمة والرعاية وأن يحسن معاملتها، فيعاملها بالرفق، واللين.
وعليها احترامه ورعايته وحفظه فى غيبته والاحسان إليه وإلى أهله وأقاربه . ويجب وموافقة ولي أمر الفتاة، وولي الأمر أبوها، ثم جدها، ثم الأخ الشقيق، ثم الأقرب للأقرب.
أن يتم العقد بشهادة شاهدين، وعلى الشاهدين أن يكونا بالغين، عاقلين، مسلمين كما يجب أيضا خلو كلٍّ الزوجين من موانع الزواج الشرعية، كوجود مقاربة بينهما كالأخوة أو الأبوة ونحوها.
وللزواج أحكام تختلف بحسب حالة الشخص: فالزواج يصبح فرضا فى حالة إذا كان الشخص يخشى الوقوع في المحرّمات وذلك فى حاله قدرته الجسدية والمادية على الزواج، ويكون الزواج حراما فى حاله عدم قدرة الزوج على إعالة زوجته، ومتيقناً أنّه سيظلمها، ويضرها، يكون الزواج مكروهاً إذا كان الشخص قادراً على إعالة زوجته، ولكنه سيعاملها معاملةً سيّئة.
ويكون الزواج مندوبا: في حالة أن يكون الشخص مقتدراً ولا يخشى أن يظلم زوجته، ولا يخشى عليه من الوقوع في المحرمات ، فهنا الزواج مستحب.
إن النكاح عند أهل العلم والفقه الشرعي مقدم على نوافل العبادات، وقد اتفق جمع من الفقهاء إلى أن الزواج قد يقدم على الحج، على الرغم أن الحج فريضة وركن من أركان الإسلام.