الجمعة, 13 ابرايل 2018 04:05 صباحًا 0 1010 0
الدكتورة سامية الحريرى تكتب عن أهمية الوفاء بالعهد**
الدكتورة سامية الحريرى تكتب عن أهمية الوفاء بالعهد**

الدكتورة سامية الحريرى تكتب عن أهمية الوفاء بالعهد**


العَهْد في اللغة هو ميثاق بين شخصين أو بين مجموعتين، ويأتي العَهْد بمعنى الوصية، وعهد أى التزم بتنفيذ ما عاهد عليه أو وعد به.. أما الوفاء في اللغة فهو (إتمام العهد) وللوفاء أنواع أربعة، هى: الوفاء مع الله تعالى، والوفاء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، والوفاء مع النفس، والوفاء مع الناس في الأقوال والأفعال، والوفاء بشكل عام هو صفة راسخة في النفس تدل على طهارتها وسموها.


والوفاء بالعهد قد أوصت عليه كل الديانات السماويه منها والإنسانية، فالحفاظ على العهد والوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق.


ومثل من ينقض العهد كمثل من بنى بيتنا عظيم العمد والزخارف، ثم قام بهدمه دون مبرر، وهذا التشبيه يدل على التحقير والمهانة، فكيف تعمر ثم تهدم، وهذا عمل خسيس حقير ولنقض الوعد أثر مقبح في النفوس، والقلوب، وما يرضى إنسان كريم النحيزة لنفسه أن يكون مَثُلُه كمثل هذا الإنسان الهدام الساعى للخراب، وكذلك خراب العلاقات، فإن وعدت أحدًا بوعد فأوف بهذا الوعد حتى لو على عمرك، أو حياتك، لأن نقض الوعد ما هو إلا تدمير للعلاقات، والمحبة فى النفوس، هذا علاوة على فقدان الثقة التى يكون من المستحيل استعادتها.
 

وشخصيًا كنت أعد أطفالى بالخروج والتنزه فى يوم العطلة، وقد يأتى هذا اليوم فأجدنى مريضة، ورغم ذلك أقوم، وأذهب معهم رغم مرضى مخافة أن أكون من هؤلاء الذين ينقضون الوعود، وحتى أربى فيهم معنى احترام الوعد الذى أسعد كثيرًا وأنا أراهم يطبقونه على أنفسهم مع أساتذتهم وزملائهم ومحيط معارفهم.
 

علمتهم أن من خان العهد، أو نقض الوعد لا يوثق فيه، ولا يُطمأن إلى حركته في الحياة، ويُسقطه المجتمع من نظره، ولا يستحق أن يتعامل معه أحد على سبيل الثقه المتبادلة، وأنه -والله- لا ينقض عهدًا إلا كذوبًا دنيئا، فالصادقون يعرفون قيمة الوفاء بالعهد جيدًان وكرام الناس يدركون جيدًا قيمه الحفاظ على العهد والحرص على الوفاء به.

 

والوفاء بالعهد سنة من سنن الأنبياء، فأكثر المؤمنين إيماناً أكثرهم وفاءً بعهدهم ، وأوفوا بعهد الله تعالى، فقال تعالى فى ذلك "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، وقال تعالى "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [الأنعام:152]، وفي سورة الإسراء "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً" [الإسراء:34]، وفي سورة النحل: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل:91]، {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل:92]، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل]، (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [النحل:95].


وعن اقول الحكماء:
)
الوعد دين غير مدفوع) – روبرت سيرفس.

 

ولا خير في وعد إذا كان كاذبًا .. ولا خير في قول إذا لم يكن فعل) - علي ابن أبي طالب.


سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .. صديق صدوق صادق الوعد منصفا الشافعي
 

علموا أولادكم هذه الصفة النبيلة حتى يحيوا كرامًا أعزاءً، يثق فيهم من حولهم ويحترمهم .. فهؤلاء الصادقون هم أمل المستقبل، وهم نبراس الأمة المنتظر.

** أستاذ الكهرباء بجامعة كفر الشيخ

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
سامية الحريرى الوفاء بالعهد جامعة كفرالشيخ

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق