النهضة الاوربية ليست الابنة الشرعية لحركة الاصلاح الديني ولم ثمرة من ثمارها الطبيعية.
فهيم سيداروس
يخطئ كل من يظن أن النهضة الاوربية هي الابنة الشرعية لحركة الاصلاح الديني وثمرة من ثمارها الطبيعية.
فحركة الاصلاح الديني تبنت ذات مفردات الخطاب الديني الإقصائي "التكفيري"
وحرقت من حرقت ايضا من اتهمتهم بالهرطقة عندما ظهرت لهم شوكة في (جينيف) "المدينة المقدسة" ، بديل روما.
وفي زمن (جون كالفن ) نفسه المعتبر عمود اللاهوت البروتستنتي ، هذه الوحشية منذ زمن التأسيس ، وهم بعد في هوان يملكون مدينة.
فما بالكم لو ملكوا العالم كله كما ارادوا ؟
ونافقت الحكام واتهمت الثوار بأن واجب الامراء قتل من يخرج عن طاعتهم إذ أن الكتاب يقول أن " الحكام خدام الصلاح ومن يقاومهم يقاوم ترتيب الله " ، فليعمل الحكام السيف بغير شفقة وكأنهم يسفكون دماء كلاب مسعورة ضالة.
كما قال "مارتن لوثر" نفسه الذي كان وراء هذه الثورة التي فلتت من يده ، فوجد الامان في الارتماء في حضن الامراء لا الله ...
الحركة البروتستنتية بعيدا عن تصورات ( جون هس )الهادئ الجميل ، ( وويكلف) المفكر العميق ، تجسدت فعليا على ارض الواقع مع لوثر الذي صارت دعوته اكبر من قدرته هو ذاته على استيعاب ابعادها.
ثم ( كالفن )المُنظر السوداوي الكئيب خليفة ( زونجلي) الثائر الدموي ...
انها تاريخيا بدأت بموقف معادي لكل تفكير حر ، ولم تعرف إلا حقوق الله على البشر من خلال نص صنم ، لا حقوق البشر على البشر في الحياة الكريمة ..
إنها فقط كسرت احتكار الكنيسة الكاثوليكية كممثل وحيد حصري لله على الارض ثم انفرط العقد ...
ودون أن تدري ، بل ورغم انفها حققت معجزة الشك في قلب الإنسان ..
ومن الشك تفجرت مفاهيم جديدة بدأ الإنسان بها يرسم عالم جديد اجدر بالعيش فيه رغم نقصانه