#عدد_أكتوبر_الورقى
قد يدفع الشعور بالوحدة، والخوف من مرور قطار العمر للتسرع فى الزواج واختيار الشريك الغير مناسب لذا ينبغي على الفرد أن يرضى بالواقع الذي يعيشه، وأن لا يُشعر نفسه بالنقص.
وعليه أن يأخذ وقت كافٍ قبل اختيار شريك الحياة، لتقييم احتياجاته العاطفية، والانسانية والجسدية والنفسية فهو يحتاج إلى شريك يوازن نقاط القوة والضعف لديه ويشعره بالتكامل والتشبع، ويلبي كل هذه الاحتياجات.
فالاحتياجات العاطفيه تتمثل فى شعور متدفق داخلى تجاه الشريك بالاستأناس لوجوده وحب سماعه ولمسه أيضًا، والاحتياجات الإنسانية، هو أن تتفق مع الشريك إنسانيًا فى مساعدة الغير، ومساندتهم والرحمة بهم.
أما الاحتياج الجسدى فهو ليس إطفاء الغريزة الجسدية وحسب، ولكن هو اعترافك بجسد الشريك وعشقك لكل تفاصيله والرغبة فيه، والاتفاق النفسى هو إنك تشعر بحالة من التوازن والانسجام حبنما تكون معه.
كما يشار أيضًا إلى ضرورة التعرّف على عادات الشريك، الروتينية اليومية، لمعرفة مدى إمكانية تحملها على المدى الطويل، ودراسة هل يمكن تحملها أم لا، ولا تمنى نفسك أنك ستعتاد على تحمل عادة تكرهها فيه قد يأتى عليك الوقت الذى ترى فيه نفسك لم يعد لديك القدرة على التحمل اكثر من ذلك .
عليك أيضًا معرفة كيف تربى الشريك، وما هى نشأته وبيئته، والتأكد أيضًا من تحلّي الشريك بخصال عامة ومهمةٍ، كالصدق والأمانة والوفاء بالوعد.
وقبل اتخاذ قرار الزواج يجب الشعور بالانجذاب النفسي، بين الشخصين، والإتفاق بنسبة كبيرة في الفكر والمستوى الثقافى والطباع، وكذلك في أهداف الحياة، كذلك يجبأن يكون هناك تكافؤ اجتماعي، وتعليمي، ومن الضرورى أيضًا توافر الظروف المادية الجيّدة لإتمام مراسم الزواج.
قد يختار البعض شريكه على أحد هذه المقاييس فقط ويغفل أغلبها فيجد نفسه بعد فترة بسيطة يطالب بالانفصال أو إذا كان هناك أطفالا فيستمر فى زواجه خشيه من تشتيت الأطفال فيستمرا فى حياة جافة مليئة بالألم والوحدة إلا أنهم أمام المجتمع متزوجون .
قد نجد بعض الشباب يكتفى باختيار فتاه يتفق معها أخلاقيًا، ويغفل سائر الاحتياجات العاطفية والجسدية، وقد يكون بداخله تمنى لفتاة بمواصفات جسدية وروحية معينة إلا أنه يظن بداخله أن الجميلة ستكون مطمعًا للرجال فيكتفى بهذه الفتاة الخلوقة، فيجد نفسه أيضًا بعد الزواج معذبًا تعيسًا لأن باقى النواحى الضرورية لم تتشبع بعد .
وكذلك الفتاة قد تختار شابًا له القدرة المادية على أعباء الزواج، إلا أنه لا يملك المقومات الأخرى التى تحبها وحالات كثيرة غير هذه الحالات تمثل اختيارات فاشلة تتسبب فى فشل الحياة ومن ثم تنتهى بالطلاق.
إذان عنصر مهم جدًا أن تعرف من أنت أولًا ثم ماذا تريد؟ ليس هناك صفات ثابته لاختيار شريك الحياة، ولكن ما هى الصفات التى تحبها فيه وتحتاج إليها، لأن ما يسعدك، قد يتعس غيرك! فتحديد ماذا أريد يمثل أهمية كبيرة فى نجاح المشاركة فيما بعد.
إذن اسعى ولا تتعجل، وابحث جيدًا علك تجد ضالتك، ومبتغاك، وقد يكرمك الله بنصفك الثانى الذى يلتصق بك مدى الحياه لتعيشا حياة كريمة، تتبادلان خلالها المحبة والعطاء.