من عدد أكتوبر الورقى
المنتحر ضحية لعوامل كثيرة ومتشابكة ومتفاعلة تدفعه لذروة اليأس حتي يقدم علي الانتحار، فضعف النفس والمرض وغياب الثقافة والإدمان من العوامل التي تصيب الشخص باليأس والمرض وعلي رأس هذه العوامل نجد الأمراض النفسيه كالإكتئاب النفسي والعقلي هو الأخطر وذلك لأنه يحتاج لعلاج دوائي بخلاف الاكتئاب النفسي الذي يكون مؤقتا ويرتبط بظروف معينة يزول بزوالها.
وقد يكون وراء القدوم علي الانتحار الاستخدام الخاطئ للأدوية النفسية ومضادات الإكتئاب
وهناك أمراض أخري كالفصام أو الهلاوس السمعية والبصرية وهي أفكار تتسلط علي الذهن وتعزل صاحبها عن العالم الخارجي وتدفعه تحت وطأة ضغوط الحياة إلي الانتحار.
كما أن الألم النفسي الناجم عن الإصابة بمرض ما يدفع المريض أحيانًا إلي اللجوء للمخدرات حتي يسمي مدمنًا عليها وتحت تأثيرها ما قد يسهل عليه الإقدام علي الإنتحار.
وأيضا قد تفضي الأسباب المجتمعية إلي الإنتحار كالتفكك الأسري والفراغ والوحدة وعدم وجود هدف لحياة الشخص والخوف من العقاب عند ارتكاب جريمة ما أو الخوف من الفضيحة أو حتي التعرض للقهر والتنمر.
كما أنه قد يكون الدافع وراء الانتحار ظروف اقتصاديه كالفقر والبطالة وأيضًا ضعف الوازع الديني.
فقد أشارت الإحصائيات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية لعام ٢٠١٦ إلي أن معدلات الإنتحار سجلت ٣٧٩٩ منتحرًا في مصر، ووفقًا للمسح القومي للصحة النفسية التي أجرته وزارة الصحه المصريه العام الماضي فإن 7% من المصريين البالغ عددهم نحو 100 مليون نسمة يعانون أمراض نفسية في شكلٍ اضطرابات مزاجية لا سيما إضطراب الإكتئاب الجسيم يليه الإدمان ثم القلق والتوتر ثم الفصام.
فمن المسؤل.. الجميع هنا مدان ومسؤول عن ظاهرة الانتحار بداية من الشخص المنتحر والأسره والإعلام والدراما وعلماء الدين والأصدقاء فلكل دوره في حماية من يفكرون في الانتحار وفي بعض الاحيان يكون هؤلاء هم السبب في التفكير في الإنتحار.
فالأسرة يجب عليها احتواء أبنائها ودعمهم خصوصًا في أوقات الأزمات وإشباعهم نفسيًا وعاطفيًا، والمدرسة دورها مكمل للأسرة بتعزيز ممارسة الأنشطة والهوايات
ثم يأتي دور علماء الدين بأهمية الحفاظ على النفس وعدم اليأس.
ونناشد هنا بضرورة أن تكون هناك سياسة إعلامية تؤكد علي أهميه وقيمة الطب النفسي والمعالج النفسي وتصورهم بالشكل اللائق وتشجعهم عند اللجوء إليه وقت الحاجة.
هناك عدد من التدابيرالتي يمكن اتخاذهاعلي المستوي الفردي لمنع الانتحار محاولات الانتحار ومنها: تقييد الوصول إلي وسائل الانتحار مثل الأدوية أو الأسلحة النارية أو المبيدات الحشرية،
فمن يقدم علي الانتحار يعتقد ان الألم والصراع سينتهي بمجرد انتحاره فيفكر بالذهاب لله أفضل من البقاء بين الناس في ظروف لا يتكيف معها وأحيانا يري أنه سبب ألم الآخرين فيقرر الانسحاب من حياتهم في هدوء وربما يقدم علي الانتحار ليشعر من ظلموه بأنهم السبب بإنهاء حياته فيعذب ضمائرهم.