الثلاثاء, 06 يوليو 2021 00:34 صباحًا 0 539 0
حرب المياه ومستقبل الشعوب العربية بقلم الدكتوره سامية الحريرى
حرب المياه ومستقبل الشعوب العربية بقلم الدكتوره  سامية الحريرى

"وجعلنا من الماء كل شيء حيّ" .. الماء هو السائل السحري الذى أنعم به الله سبحانه تعالى على عباده، وهو سرّ الحياة لجميع المخلوقات، والماء هو رمزا للخصوبة والعطاء وخرير الماء صوتا يريح النفس وهطول المياه من السماء فيه انقاذ للحياه على سطح الارض فقد قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وقد سمى هطول الماء من السماء بالغيث لما فيه من فضل ورحمة واغاثة للناس واستخدام الماء لا يقتصر على الشرب فقط، بل هو يمثل الامن الغذائى ايضا بالنسبة للإنسان والحيوان . و

واختفاء الماء هو اختفاء مظاهر الحياة مما يشكل رعبا كبيرًا وذعرا للناس، ويُنذر بالجفاف والذبول ومن ثم الموت. لا اشك أن المياه في ظل الصراع الحالي هى اهم مقومات الأمن القومي لدول العالم المختلفة وعلى رأسها البلدان العربية ، فقد صرحت المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن العالم العربي يعانى محنه مائية في القرن الحالى ، وأن بلدانه مقبلة على موجة من الفقر المائي الذي يهدد الامن القومي لتلك الدول ويعرقل خطا التنمية ، ورغم أن القطاع الزراعي بالدول العربية يستهلك نحو 85% من إجمالي الموارد المائية المتاحة، إلا أن الدلائل المستقبلية تؤكد حاجته إلى المزيد؛ لمواجهة أخطار الفجوة الغذائية العربية العميقة في المستقبل. حيث يستورد 59% من غذائه من الخارج [1] واعلنت الاحصائيات الاخيرة إن 60 مليون شخص من مواطني العالم العربي لا تتوافر لديهم مياه صحية ، وأن نصيب الفرد العربي من المياه اقل من 1000متراً مكعباً سنوياً ، في حين يصل المعدل العالمي للفرد إلى 12900متر مكعب .

 

ولعلم الكيان الصهيوني وادراكه جيدا لأهمية المياه وقوة تأثيرها على حياة الشعوب والتقدم الحضاري فى جميع النواحي التنموية وان شح المياه سبب رئيس لإخضاع الامم واذلالها فبات من اولويات المخطط الصهيوني هو السيطرة على المياه في فلسطين والمنطقة العربية وقد بدأ بالسطو اولا على المياه الفلسطينية بفلسطين ،بإصدار عده اوامر وكان اهمها : -الأمر رقم 158 في 1/10/1967م والذي يقضي بوضع جميع الآبار والينابيع ومشاريع المياه تحت السلطة المباشرة للحاكم العسكري الإسرائيلي. -لأمر رقم 291 لعام 1967م وينص على: "جميع مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية أصبحت ملكاً للدولة وفقاً للقانون الإسرائيلي الصادر في العام 1959م". -الأمر 948 وينص على: "إلزام كل مواطن في قطاع غزة الحصول على موافقة الحاكم العسكري الإسرائيلي إذا أراد تنفيذ أي مشروع يتعلق بالمياه". -إقامة العديد من السدود الصغيرة لحجز المياه السطحية للأودية ومنعها من الوصول إلى الفلسطينيين كما هو حاصل الآن في وادي غزة. قيام إسرائيل عن طريق شركة (ميكوروت) الإسرائيلية ببيع 5 مليون متر مكعب من المياه سنوياً إلى سكان قطاع غزة بأسعار عالية تقدر قيمتها من 15-20 مليون شيكل حتى أن الفلسطينيين اليوم يعانون من الشح المائي ، ويتعرضون للموت عطشاً كل يوم ، بعد أن سيطرت إسرائيل على مصادر المياه ، بعد خططت لأذلالهم والسيطرة عليهم من خلال حرمانهم من المياه.

 

وإذا كانت المخططات الإسرائيلية لحرمان الفلسطينيين من المياه معلنة ، فهناك عديد من المخططات الصهيونية الغير معلنة والتي لاحت في الافق مؤخرا احدث المخططات لسرقة المياه العربية وهى مياه نهر النيل ، فأطماع إسرائيل في المياه العربية مدروسة جيدا ولها مخططات زمنيه وساريه التنفيذ منذ زمن ولا عجب في ما يحدث لنا الان ولا جدال فى ذلك فقد صرحت جولدامائير في تصريح لها حيث قالت فى أعقاب حرب 1967م ( إن التحالف مع تركيا وأثيوبيا يعني أن أكبر نهرين في المنطقة "النيل والفرات" سيكونان في قبضتنا) وبالفعل تم بناء سد اتاتورك الذى بالتالي اضر بحصة سوريا و العراق من نهرى دجله والفرات [2,] وقد قامت حرب يونيو 1967م من أجل الوصول إلى المياه العربية، فاحتلت مصادر مياه نهر الأردن ومرتفعات الجولان، ثم حاربت لبنان عام 1982م لتفرض سيطرتها على نهر الليطاني ،فقد بسطت سيطرتها على منابع نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان والأردن وقد وصل السطو الاسرائلى على المياه العربية الذى امتد إلى نهر اليرموك، وهو أكبر روافد نهر الأردن، والذى يبلغ محتواه السنوي 475 مليون متر مكعب.

 

وقد بات واضح للعيان أن الحرب العربية -الصهيونية لن تكون على مساحات اراضى جغرافية فحسب، بل حرب التركيع الأساسية هى حرب المياه. وعلى الرغم ان هناك عديد من الابحاث تحدثت عن سرقة واستغلال اسرائيل للمياه العربية فقليل منا من يقرأ وقليل منا من يعي ,افلا يدرى العرب ان الأمن المائي العربي هو أمن قومي عربي؟ فواقع العرب يبدوا شيئا عجيبا ويدعو الى الدهشة فبينما يتراشق السياسيون العرب في المؤتمرات والمنتديات تنكب اسرائيل لوضع الخطط لسلب المياه العربية و لم يتخذ العرب حذرهم واستعداداتهم ولم يهتموا بوضع الخطط الاستباقية لمواجه حرب الحياه او الموت حرب المياه تلك الحرب التى دقت طبولها منذ عقود.

 

إن الحق فى الماء انما هو حق إنساني معترف به وهو حد من حدود الكفاف المعيشي للانسان ولذا فالحق الإنساني في المياه هو ضمن العهود الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويشمل الحق في الماء توفير ما يكفي من الماء للاستعمالات الشخصية والمنزلية، وتسهيل وتيسير الوصول إلى الماء، داخل كل منزل أو بالقرب منه، والاولوية للمشاريع الموفرة للماء والقدرة على دفع تكاليفه، وان يكون الماء خالي من الملوثات. لذا طبقا لهذه العهود فقد وجب على جميع الدول ان تفي بالتزاماتها المباشرة تجاه رعاياها بتوفير المياه الكافية والمأمونة للاستعمالات الشخصية والمنزلية لحفظ حقوفهم فى الحياة و للوقاية من الأمراض – كما يتعين على كل دولة حماية وتأمين مصادر المياه بها للحفاظ على حق مواطنيها فى العيش الكريم. فمنذ عام 1959وقد امنت مصر حقوقها في مياه النهر

 

عبر عدة اتفاقيات لتحمى مياهها حيث تعتمد مصر بنسبة 97% على مياه النيل ، على عكس بعض بلدان حوض النيل الأخرى ثم يأتى السد الأثيوبي ليهدد مظاهر الحياه فى وطننا ويهدد امننا القومى واستقرارنا ولما ذكر هيرودوت بان مصر هى هبه النيل .. هبة الله التي حولت الصحراء المصرية إلي حضارة عظيمة, فهل يختفى شريط الحياه الازرق ويتحول النيل الى واد غير ذى زرع ؟

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
حرب المياه ومستقبل الشعوب العربية بقلم الدكتور سامية الحريرى

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق