الثلاثاء, 11 مايو 2021 04:29 مساءً 0 938 0
ماما هانم.. أمًا مثالية غير رسمية للأبناء والأحفاد
ماما هانم.. أمًا مثالية غير رسمية للأبناء والأحفاد

حياتها مليئة بالإبتلاءات والصعوبات، تماسكت من أجل تربية أبناءها وأحفادها وتزويجهم رغم ضيق الحال

"مع الناس نيوز" تحكي قصة كفاح

 الأم المثالية التي قرر أبناءها وأحفادها أن يكرموها

 

كتبت - بسمة باشا

 

توفي زوجها منذ أكثر من 28 عامًا، تاركًا لها  7 أبناء تعولهم من معاشه البسيط، تماسكت بكل ما أوتت من قوة لأجل تربية أبناءها، لكن لعب القدر لعبته وتدخل بإبتلاءٍ آخر أقوي وأكبر، فبعد 4 سنوات قليلة توفت ابنتها بعدما أنجبت 4 أبناء أصغرهم كان يبلغ من العمر 16 يومًا فقط، وتوفي لها ابنًا آخر بعد مرور أسبوعين من وفاة إخته وكانت زوجته تحمل ابنه فى رحمها، فى تلك الأثناء أيضًا دخلت ابنتها الأخري غرفة العمليات حدث لها مرض مفاجئ نتيجة الصدمة، ومازالت تعاني من المرض ....، ابتلاءات وصراعات داخلية وابتهالات للمولى عز وجل من أجل التمسك بهذه الحياة لتربية الأبناء والأحفاد الصغار وتزويجهم.

 

"ماما هانم" سيدة فاضلة من محافظة الغربية، ليست فقط أُمًا لأبناءها بل هي أيضًا أُمًا لأزواج وزوجات أبنائها ولجميع أحفادها وأحفاد أبنائها بشكلٍ عام، وبمثابة أمً وأبً لأبناء إبنتها بشكلٍ خاص التي تولت تربيتهم ورعايتهم.

 

تبدأ حفيدتها "هاجر" التي كانت تبلغ من العمر سنتين حين أخذ الله أمانته حديثها: بأن ما حدث في حياتهم منذ نعومة أظافرهم كان بمثابة كارثة كبري، فتوفت والدتهم وتربواً بعيداً عن أباهم لظروف خاصة به، وتضيف "لولا ستر ربنا معانا ووجود ماما هانم على وش الدنيا لكنا شعرنا بالمثل القائل اللى من غير أم حاله يغم".

 

وتقول "هاجر": أن من أكبر نِعم رب العالمين عليهم أن رزقهم وعوضهم بحنان ماما هانم، والتي كانت تبلغ من الـ عمر60 عام، وهو العمر الذي تستحق فيه الارتياح لا أن تتحمل عناء ومشقة مسئولية وتربية أطفال صغار مرة أخري.

 

تتذكر "هاجر" حين كانت صغيرة كانت تلعب كثيراً مع قطتها على السطح وتُبهدل ملابسها، وكانت ماما هانم تغسل يومياً على يدها ملابسها وملابس أخوتها وأخوالها، وتجهز لها البلح الأسود واللبن وتتحمل عناء دلعها حين ترفض، وكانت تشتري لهم ملابس العيد الصغير والكبير رغم ضيق المعيشة.

 

وتقول "هاجر" أيضًا: "كانت أمًا بمعنى الكلمة مش جدتنا، كانت حنينة جدًا وبتخاف علينا قوى وده كان بينتج عنه بعض القسوة، لكن كان غصب عنها عشان خايفة من ربنا هيسألها عن الأمانة اللى ادهالها، ودي أحسن حاجة فيها أنها كانت بتخاف ربنا فينا، ونفسي تسامحنى على فترة مرهقتى الصعبة اللى أنا عيشتهالها، أنا عارفه إنى كنت صعبه ولا أُطاق، يمكن دا كان بسبب الظروف اللى الواحد مر بيها، وعايزاها تسامحنى من قلبها على كل حاجة واى حاجة، أنا بحبها جدا ونفسى تعرف إنى بحبها أكتر مما تتخيل، بحبها حب البنت لأمها وحب البنت لستها وحب البنت لواحده بتحب ربنا وبتخافه ف الأمانة اللى ادهالها وبحبها على حنانها وعلى طيبتها وبحب فيها كل حاجة زرعتها فيا حلوة، هى لنا بمثابة الأم والأب، شايله كتير أوى ونفسي أشوفها مرتاحة البال من ناحية عيالها وسعيدة، ونفسى ربنا يخاليهالنا ومننحرمش منها أبداً، هى ليا كل حاجة وأنا بتسند عليها بعد ربنا، ربنا يخاليهالى لأنه عارف إنى من غيرها ولا حاجة انا واقفه فوق جبل لو أنهار هقع على جدور رقبتى ومش هيكونلى قومه تانى".

 

وتقول حفيدتها الكبري "هبة" التي كانت تبلغ من العمر 9 سنوات حينها: واصفةً إياها بأنها "حمالة القسية فأي واحدة ما بتصدق أنها تخلص مسؤولية تربية ولادها، لكن ست الحبايب كان أصغر أبنائها يبلغ من العمر حين وفاة والدتي ٢٠ سنة، وبالتالي فقد انتهت من مسؤوليتها نحو تربية أبناءها، ولكنها حملت نفسها مسؤولية تربيتنا حتى زوجتنا وأنجبنا، وحتى بعد زواجنا لازالت تحمل همنا وكإنها حقاً أمُنا التي أنجبتنا، وتستقبلنا ونُقيم فى بيتها بأزواجنا وأطفالنا".

وذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة .....".

 

وتكمل "هبة" حديثها عنها: أنها دائمًا معطاءة للجميع وتعطى ولا تنتظر المقابل، وختمت كلامها بالدعاء لها "ربنا يكرمها ويسعدها دنيا وآخرة ويبارك فى عمرها وصحتها".

 

وتكمل "عبير" قصة كفاح والدتها بادئة: بأنها أعظم أمرأة على وجه الأرض، رغم عدم حصولها على قدر كافى من التعليم إلا إنها كانت حريصة كل الحرص على تعليم أبنائها وأحفادها وحصولهم على المؤهلات العليا، وعلمتهم أهم شيء في الدنيا الصبر والصدق والأمانة والمبادئ والأخلاق التي قلما تجدها الآن، علمتهم الصدقة وحب المساكين والتواضع مهما علا شأنهم ومهما بلغوا من المعرفة، وكان زعلها من أبناءها بنظرة عين طويلة تحكي ما في الصدر.

 

تضيف "عبير" في حق أُمها: نعمة الأم والزوجة الصالحة، فبرغم وفاة زوجها منذ أكثر من 28 عامًا، إلا أنها مازالت تصل رحمه وتبرهم وفاءً له وإخلاصًا لحبها إياه.

وتكمل، لم تكن يوماً حماه سواء لزوج الأبنة أو زوجة الأبن، كانت أُمً للجميع بلا إستثناء، فهي منبع الحنان والطيبة والعطاء، تعمل دائما من أجل المولى سبحانه وتعالى ولا تنتظر مقابل، دائما تتسم بالمسامحة والصفاء نحو كل من أساء إليها، وتتميز بالعقل والحكمة في جميع الأمور ويذهب إليها الصغير والكبير لأخذ المشوره وحل المشاكل.

 

وتتوجه "عبير" بقول:  "كل الشكر والتقدير والإحترام والإمتنان والحب لأمي العظيمة منبع الحب والحنان ربنا يجازيها عنا كل الخير ويجعله في ميزان حسانتها".

وأكملت: أن تلك السطور القليلة أقل بكثير مما تستحقه والدتها ولن يوفيها حق تعبها وسهرها وصبرها من أجل الجميع.

 

ولا تنسي "عبير" فضل والدها رحمه الله وذكرياتها معه، وأجمل فطار كان يحضره بيديه في صباح كل يوم جمعة، وسعيه الدائم من أجل توفير حياة كريمة لزوجته وأبناءه، ومساعدة والدتها في تربيتهم وفى شئون البيت في أحيان كثيرة، فهو نعم الأب والزوج رحمه الله، وكان رغم ضيق الحال كريماً مع الجميع، ويبر جاره وأخواته وزملاءه في العمل، ومازالت سيرته العطره على لسان كل من عرفه وعَايِشُه".

 

ويختم ابنها "أحمد" آخر العنقود: "أمي سيدة عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معني، تحملت فقدان الزوج واثنين من أبنائها، وربت الأولاد والأحفاد ومازال عطائها لا ينضب، شكراً يا ست الحبايب على صبرك وتحملك، ربنا يجازيكى خير عننا ويجعل الجنة تحت قدمك ويرحم أبي".

 

ويتوجه جميع أبناءها وأحفادها بمدحها وشكرها على جميع عطاياها لهم من صفات وأخلاق حميدة وحل مشاكلهم جميعًا، داعين الله عز وجل أن يبارك لهم في صحتها وعمرها ويجازيها عنهم كل الخيرات والبركات ويجعله في ميزان حسانتها.

وتتقدم أسرة جريدة مع الناس نيوز بكل الشكر والعرفان والتقدير لهذه الزوجة والأم والحماة والجدة الفاضلة، بارك الله فيها وجعلها مثالاً وقدوة يُحتذي به.

وتهنئة خاصة بأسمي معاني الحب والتقدير والأحترام والإعتزاز لهذه الأم والجدة العظيمة من الصحفية بسمة باشا.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
ماما هانم بسمة باشا عيد الأم

محرر الخبر

Basma Basha
المحررين

شارك وارسل تعليق