فهيم سيداروس
هناك الكثير من السيدات المصريات اللواتي تركن اثرا في الحياة السياسية والثقافيه والتعليميه والاجتماعيه
وكانت المراءه عظيمة الشان ومحترمه من حيث نظرة الرجل لها في العمل او الشارع لان المراءه المثقفه والمتنوره هي من ربت الرجال العظماء والسليمي الفكر والنظره للمراءه لكن وللاسف بعد دخول الوهابية للعالم المصري والعربي وتجيش الخوات وقوة سطوتهم تغير كل شيء للاسوا واصبحت المراءه مرمطون في يد الرجل والمجتمع
بوست رائع يضع نموذجين مختلفين تماما لعصرين متغايرين..... كانت المرحومة مفيدة عبد الرحمن المحامية والبرلمانية المرموقة والأم والزوجة الناجحة مثالا لعصر من انعتاق المراة وسعيها لاحتلال مكانتها التي تستحقها في مجتمعاتها الحديثة.. والاخري فتاة تسعي ايضا لشغل مكانة في مجتمع مختلف. مغاير بات يحط من شأن المراة ويضعها في قالب الانثي الغاوية التي تتخلي عن اي طموحات علمية او. سياسية او مكانة اجتماعية مميزة لتكتفي بدورها كزوجة تابعة تتخذ من الخنوع والتخلي عن حقوقها الطبيعية كأنسانة وسيلة لتحقيق شهرة وثروة باتت هي الاهم في عصر التوحش الرأسمالي.... المراة القوية والمحامية المفوهة والسياسية المرموقة علامة لعصرها وكذلك الفتاة التي صنعتها تكنولوجيا عصرها لتحيلها دمية تملك مقومات الغواية... لتنطلق مخاطبة ذكورية مجتمع ذكوري بامتياز. هي ايضا علامة علي عصرها. رحم الله السيدة العظيمة مفيدة عبد الرحمن وجيلها من الرائدات العظيمات.
صاحبة الصورة الأولى هى مفيدة عبد الرحمن التى قالت ذات يوم لعميد كلية الحقوق (إذا كنت ترفض قبولى بكلية الحقوق لأننى إمرأة ، والكلية ليس بها نساء ولا ارتدى البرقع ، فقل لى لماذا سمحت لنفسك ان تدرس الحقوق بفرنسا على يد سيدات متبرجات ، وكنت تحترمهن وتنظر لهن بإجلال ..) ، أما مناسبة تلك الكلمات ، فانها حينما قدمت فى كلية الحقوق عام 1935 كأول فتاة مصرية تقدم فى تلك الكلية ، إشترط عميد الكلية بعد مجادلة كبيرة بينهما ، موافقة كتابية من زوجها بإعتبارها مهنة صعبة لا تصلح للمرأة فقالت له (أنا إنسانة كاملة الأهلية ولى الحق كاملا أتعلم ما أشاء ، وميدان الدراسة والعمل هما معيار الحكم فى قدرتى )
وامام تعنت عميد الكلية اضطرت لإحضار زوجها لإمضاء ورق الموافقة على مضض ، ودخلت مفيدة الحقوق وواجهت بعض التعنت من بعض أساتذة الكلية الذين لم يروقهم وجود طالبة انثى ودون برقع بين طلابهم ، لأن الكلية قاصرة على الرجال وقادة العمل السياسي وقتها ، ونجحت بتفوق وتخرجت اول محامية مصرية ومارست العمل سريعا على الارض ...
وباحد احياء القاهرة الشعبية تعاملت مع كل اصناف المجتمع وترافعت بقضايا صعبة ، اشهرها الدفاع عن سياسيين اواخر الخمسينات قد اتهموا بمعاداة نظام الحكم ، وترشحت لمجلس الامة عن دائرة الأزبكية ، ونجحت ثلاث مرات متتالية ، وقد انشأت الجمعية النسائية ، والتى شهدت اشتراك نساء كثيرات من الاحياء الشعبية ، وانشطة مكثفة لها لنشر الوعى والتنوير وتحرير عقل المرأة من براثن الجهل ...
وفى نفس الوقت كانت اما لتسعة ابناء كلهم جامعيين ، ورغم ان والدها الخطاط كان واعيا ومنفتحا ، ولكن كان زوجها اقل انفتاحا ورغم ذلك وامام اصرارها وصمودها وايمانها بقضيتها وقف معاها وساندها وتباهى بها وبما حققته ..
مفيدة عبد الرحمن أثبتت ان المراة المصرية اذا ما اتيحت لها الفرصة فانها ستفعل ما يظنه الجميع مستحيلا
أما صاحبة الصورة الثانية فجاءت نتاج ثقافة تشويه وطمس ومحو عقل المرأة المصرية على مدار خمسين عاما حاولوا ان يرسخوا داخلها ان مهمتها الانجاب فقط ، وإذا ما استطاعوا تحطيم المرأة داخليا وأقنعوها أن دورها جانبيا ضاع المجتمع
وكلامنا هنا فى صلب دعم اسرة سوية متوازنة ، وبين طرفيها تقدير وود واحترام ، مما يدفع لاستمرار حياة زوجية سليمة ..
والفرق بين النموذجين واضح فى حجم المنجز ، فمفيدة كانت زوجة ناجحة جدا وأم ناجحة جدا ، وسيدة مجتمع ونائبة فى مجلس الشعب ومحامية كبيرة ، فى زمن لم يكن فيه نموذج ياسمين وكلماتها غير المسئولة أو الواعية والتى لم تقدم شئ