الأحد, 09 مايو 2021 06:09 مساءً 0 474 0
الاعلامية سمية مدغرى علوى تكتب عن ليلة القدر في المغرب
الاعلامية سمية مدغرى علوى تكتب عن ليلة القدر  في المغرب

 

يحتفي المغاربة بليلة القدر أو ليلة السابع والعشرين بعادات وتقاليد مميزة لا تتكرر في مناسبة أخرى، ويحيون من خلالها ما توارثوه عن أجدادهم، من طقوس وعادات أصبحت تندثر مع مرور الوقت.

 

أول صيام

 

من العادات التي اشتهر بها المغاربة في شهر رمضان الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان خاصة في السابع والعشرين منه، أو ليلة القدر بالمفهوم الديني، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية، حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل شهر رمضان، والتي تعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني للطفل المغربي المسلم.

 

 و قد توارثت هذه  العادة منذ القدم، وذلك بهدف إشعار الطفل الصغير بالمسؤولية، وأنه لم يعد طفلا غير مسؤول، فخلال هذا اليوم  يتبارى الأطفال الصغار فيما بينهم من أجل صيام أول يوم لهم في حياتهم، وذلك استعدادا منهم لتجريب هذه الفريضة التي ستلازمهم طوال حياتهم.

 

كما تجتهد العائلة المغربية في تحبيب وترغيب أطفالها الصغار في شعيرة الصيام، وتذكره بأن الصوم الأول هو بمثابة الالتزام، ذلك أن الطفل يدرك بأنه لن يتراجع عن الصيام في السنة القادمة بعد أن علم الناس بأن فريضة الصوم قد فرضت عليه منذ هذه السنة.

 

وتقضي العائلة المغربية يومها في تحفيز الابن الأصغر على إتمام يومه الأول من الصيام، ويصبح محط اهتمام جميع أفراد أسرته، فتجدهم يرافقونه طوال اليوم مخافة أن يشتد عليه الصوم ويفطر، وذلك من خلال إشراكه في تحضير الإفطار، والذهاب إلى المسجد، وتلاوة القرآن...

 

إفطار ببيضة كاملة

 

من الطرائف التي تميز هذا اليوم هو أن الطفل المغربي الذي لا يصوم كان يحظى بنصف بيضة على مائدة الإفطار، غير أنه بعد صيامه الأول فإنه يحظى ببيضة كاملة، وفي ذلك إشارة إلى كبره ونموه.

 

يجتمع الأطفال الذين صاموا يوهمهم الأول في منزل الجيران قبل آذان المغرب، وقد تم تجهيزهم في أبهى حلة، حيث يتم تزيين العرائس الصغار بالقفطان المغربي التقليدي والحلي والمجوهرات، فيما يرتدي الأطفال الذكور الجلباب المغربي أو "الجابادور" و"البلغة".

 

رمضان في المغرب  له عادات خاصة تميزه عن غيره من الدول العربية والإسلامية، ولليلة القدر مكانة كبيرة لا نظير لها في مكان آخر، حيث خصوصية الأجواء الإيمانية والروحانية التي تميز ليلة القدر، تعكس مظاهر التدين لدى المغاربة، وتشبثهم بالنفحات الربانية التي تضاعف فيها الأجور، ويزداد خلالها المؤمن قربا من ربه، طمعا في رحمته ونيل رضاه، كما تعكس قيم التضامن والتكافل وتربية النشء على جب العبادة، والالتزام بها منذ نعومة أظافره.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
اإعلامية سمية مدغرى علوى تكتب عن ليلة القدر في المغرب

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق