الجمعة, 19 مارس 2021 06:49 صباحًا 0 601 0
محمود سليمان يكتب.. كورونا .. يوم المسغبة
محمود سليمان يكتب.. كورونا  .. يوم المسغبة
محمود سليمان يكتب.. كورونا  .. يوم المسغبة

#من العدد_الورقى

بين عشية وضحاها، وجد سكان العالم أنفسهم أمام وباء لم يعرفوه، وتحد لم يألفوه، من قبل، وفرضت الجائحة على العالم اجراءات غير مسبوقة ووجدوا أنفسهم مطالبون بميزانيات إضافية لمجابهة البلاء الذى حل، والوباء الذى عّم الأرجاء وانتشر، فتقلصت معطيات، واستجدت متطلبات وبات الناس محاطون بالذعر والعوز، زعر من وباء فتاك وعوز فرضته طبيعة الإنفاق والاجراءات، فتوقفت مهن عن العمل، وعجزت المؤسسات عن الوفاء بالتزامتها، ففقد البعض منا المصادر الآمنة للدخل، وضاقت الأرزاق، وأصبح البعض منهم عاجزًا عن تأمين طعامه ودوائه، فى وقت أغلقت فيه الدول مؤسساتها وأبوابها فلم يعد بإمكانهم أن يضربوا فى الأرض باحثين عن أرزاقهم.

وعفوا أنفسهم عن السؤال حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولا، طالت الأزمة وطال انتظار الفرج، وبَقى الأمل معقودًا على الله فليس لها من دون الله كاشفة.

وهنا يبرز التباين بين معادن البشر الذى يجسد المعنى الحقيقى لمفاهيم الإنسانية، التى تستوجب التكافل والتعاون والبحث عن الله فى بطون الجوعى وأنين المرضى لمن تقلصت أرزاقهم، ممن ترجموا قول الله تعالى "أو إطعام فى يوم ذى مسغبة" ولما كانت المسغبة تعنى الجوع والعوز الذى فرضته الظروف الراهنة، فقد كشفت الأزمة عن أفضل وأسوأ ما فينا بعدما تبارى البعض من الميسورين والمقتدرين فى مد يد العون لمن ضاقت بهم الأرزاق، وأنفقوا من عطاء الله على خلق الله، فوفروا لهم مأوى وطعام ودواء وتنازل بعضهم عن مقابل إيجار المنازل والمحلات التى أغلقت، هؤلاء هم من قيدهم الله للتخفيف على عبادة فقد آمنوا أن المال مال الله، والرزق رزق الله، والخلق خلق الله، والأيام دول

والعسر واليسر أوقات وساعات، فكانوا ظهيرًا شعبيًا عوضوا بعضا من إخفاق الحكومات.

فاقتدى بهم البعض ممن ساهموا بجهدهم وممتلكاتهم حين منعهم قصر ذات اليد أن يبذلوا المال فاستعاضوا عنه بالجهد والممتلكات فكانوا جزءً لا يتجزأ من إدارة الأزمة وأعادوا للمجتمعات زمن البطولات الذى مضى.

وفى المقابل اقتات البعض من الأزمة فعمد إلى استغلال النقص فى الأدوية والمستلزمات  وحاجة الناس إلى العمل وسعوا الى تحقيق ارباح وثروات من رحم أزمة طاحنة، فتضخمت  أرصدتهم المادية، وحساباتهم البنكية على حساب رصيدهم الإنسانى، ولن يستقر فى الأذهان إلا ما قدم كل منا، ولا يعيش فى الضمير الجمعى إلا ما رأته العيون، وعقلته القلوب عن النقيضين كيف كانوا يوم المسغبة.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
محمود سليمان كورونا يوم المسغبة

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق