بقلم المستشار عبدالفتاح الملا
تُعد مزارع الإ نتاج الحيوانى بمناطق "سخا" و"محلة موسى" و"القرضا" بمحافظة كفر الشيخ، التابعة لقطاع الإنتاج بوزارة الزراعة، والتى تعود نشأتها لثلاثينيات القرن الماضى أحد أهم الطاقات الانتاجية المعطلة، والثروات المهدرة بعد تردى حالتها الانتاجية وإغلاقها بعد أن ظلت لسنوات طويلة قلاعًا شامخة، إلى أن امتدت لها يد الإهمال اللعينة، فباتت تلك القلاع خرابًا إلا من أعداد بسيطة وهزيلة من الحيوانات، وكل المساحات الشاسعة بهذه القلاع الخاوية تندب حظها العاثر، لعدم وجود استغلالها الاستغلال الأمثل كما كانت فى الماضى.
فى ستينيات القرن الماضى أنشأت الدولة مصنعًا لمنتجات الألبان بجوار هذه المزارع بمدينة سخا، وكان ينتج كافة منتجات الألبان التى تغطى لجودتها كافة أنحاء الجمهورية والتصدير للخارج، وكان أكبر مصنع فى الشرق الأوسط، إلا أنه تم تدميره وتدمير كافة معداته وآلاته وأجهزته الحديثة، فى مرض "سرطان الخصخصة" الخبيث، الذى دمروا وسرقوا به القلاع الصناعية والشركات العملاقة، التى بناها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
اصبح هذا المصنع خرابًا تنعق فيه البوم والغربان كمزارع الإنتاج الحيوانى المجاورة له بمدينة سخا ومحلة موسى والقرضا، ولم يتحرك أى مسئول وطنى يحب وطنه بمحافظة كفرالشيخ، لإعادة تشغيل هذه المزارع وهذا المصنع من جديد، لتعظيم موارد الدولة التى يهتم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
ونناشد عدد من المعنيين بالمنفعة العامة والحريصين على تنمية موارد الدولة ومنهم رئيس الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، دراسة ذلك الأمر الحيوى الهام لإقامة أكبر مجمع للإنتاج الحيوانى، بمدينة سخا ومحلة موسى والقرضا بمحافظة كفر الشيخ، والتنسيق فى ذلك مع المسئولين بوزارة الزراعة، وعدم التعويل على تقارير المحافظة التى يوجد بها الكثير من الكنوز المهدرة والمتمثلة في عدد من المشاريع العملاقة والمساحات الحكومية التى تحتاج إعادة هيكلة، وتحديث.
المتخصصون فىً هذا المجال يروا أن معطيات نجاح ذلك المجمع كثيرة وقائمة ومتوفرة تمامًا، خاصة وأن جهة وطنية متخصصة هى التى ستقوم بتنفيذه بإرادتهم الوطنية المخلصة القوية، بعيدًا عن حالة الإهمال والتردى، وقصر الرؤية.
ومن المتوقع أن يحقق هذا المجمع نقلة حضارية كبيرة لأبناء محافظة كفرالشيخ، بتوفير الكثير من فرص العمل المتنوعة والمختلفة للعاطلين فى مختلف التخصصات، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير منتجات الألبان واللحوم للسوق المحلى والتصدير للخارج، وبذلك يتحقق مبدأ تعظيم موارد الدولة الذى ينادى به الرئيس.