الخميس, 01 أكتوبر 2020 04:46 مساءً 0 1381 0
الثقافة المغربية بقلم..سمية مدغري علوي
 الثقافة المغربية بقلم..سمية مدغري علوي
 الثقافة المغربية بقلم..سمية مدغري علوي
 الثقافة المغربية بقلم..سمية مدغري علوي
 الثقافة المغربية بقلم..سمية مدغري علوي
المغرب من الدول العربية التي تزخر بالكثير من الفنون الشعبية و الفلكلورية بسبب تعدد العادات و اللهجات فيها، و ذلك بسبب موقعها الجغرافي الذي ساهم بشكل واضح على الانفتاح فالمغرب تتصل مع أوروبا، و ترتبط أيضا بالشرق مع الدول العربية، و يمكن القول أن المغرب دولة غنيّة بالحضارة منذ الحضارات القديمة و حتى الفتوحات الإسلامية، وكل حضارة تركت أثرا واضحاً في مجال العادات و الموروثات، و لهذا تتعدد الموسيقى، و يقام في المغرب الكثير من المهرجانات الموسيقية التي تعنى بالطرب والموسيقى المغربية، و أيضا المعارض التي تهتم بالآت الموسيقية المغربية و ذلك للمحافظة على التراث المغربي الذي على وشك الاندثار في ظلّ العولمة، فالطرب المغربي الأصيل له سمعته العالمية و العربية، و لهذا سنتحدث عن الآت الموسيقى التي رسخت معنى الطرب المغربي.
أنواع الموسيقى في المغرب.
تتنوع الموسيقى المغربية بتعدد اللهجات و اللغات، و تعدد المناطق الجغرافية في المغرب، فكل لهجة لها آلاتها الموسيقية الخاصة بها و لباسها الخاص و كذلك الإيقاعات و النغمات، فالمغرب غني حضاريا وعرقيا، مما صنع تنوعا كبير جدا في الألوان الموسيقية، و من أبرز أنواع الموسيقى المغربية نذكر الموسيقى الأندلسية و الطرب الغرناطي، فالمغرب شهد فتح الأندلس و غرناطة، و الدقة المراكشية، و كذلك العيطة الجبلية، و موسيقى الملحون، و عيساوة، و فن الحمدوش، و الموسيقى الحسانية، و الموسيقى الصوفية من المديح و السماع، و موسيقى بربر المغاربة و غيرها من الموسيقى الأخرى فكل ما تحن و تروق له الأذن تجده في المغرب، وكل نوع من أنواع الموسيقى يوجد آلات موسيقية خاصة ساهمت في تشكيل النمط الموسيقي، فهذه آلات قديمة جداً و تمت المحافظة عليها عند توراثها من جيل إلى جيل، فعندما تتنقل بين الموسيقى المغربية ستأخذك إلى البيئة الأندلسية أو إلى التراث الإغريقي أو إلى مصر القديمة و غيرها.
آلات الطرب المغربي الأصيل متنوعة جدا وكل آلة لها تاريخها الخاص.
آلات الطرب المغربي الأصيل:
الآلات المغربية الموسيقيّة متنوّعة جداً وكل آلة لها تاريخها الخاص بها، و من هذه الآت الموسيقية التي ترافق الطرب المغربيّ نذكر:
آلة الكنبري تشبه آلة الكنبري العود المصري و هي من الآلات الوترية، فهو عود بدائي قديم جداً فشكله عبارة عن صندوق صوتي كدرع السلحفاة مغلف بجلد مقوى و له زناد طويل مزود بثلاثة أوتار، فالعود المغربي أو الكنبري أصله من مصر قدم إلى المغرب خلال عهد الرومان، ودلّت عليه الرسومات والنقوشات التي عثر عليها في المغرب، و من أبرز أسماء الكنبري الهج هوج، و:كناوة، و سوسن، و لهذا له دور واضح في صنع إيقاع خاص أثناء العزف.
البندير هي نوع من الآت الإيقاعية و هي آلة تشبه الدف الكبير، و تصنع من الخشب و جلد الماعز، فعند شد الجلد على محيط الخشب تتحمل قوة الإيقاع عند ضرب عليها، و يستخدم البندير في المديح و الغناء الصوفي.
الكنبري هي آلة وترية وراثت من الشعوب التي تناقلتها من اليمن، و الهند، و الباكستان خلال الحضارات القديمة و لها طابع فارسي قديم، فتتكون هذه الآلة من صندوق خشبي على شكل الإجاصة أو الكمثرى، وهذا الصندوق قطعة واحدة من الخشب و أما الزند فهو طويل قليلا عليه مشد للنغمات و محبس مسطح، و يحتوي على وترين و مشبك للمفاتيح مائل للخلف، فهذه الآلة لها نغمة خاصة جداً.
الطعريجة تعتبر من آلات الإيقاع و هي من أهم آلات التراث المغربي الأصيل، تتمّ صناعتها من الجلد و الطين، وتنقش عليها زخارف متعددة جميلة حسب المنطقة التي تصنع فيها الطعريجة أو التعريجة، و يتم العزف على الطعريجة في الطرب الأندلسي و الدقة المراكشية و العيطة فهي حاضرة في كافّة المناسبات الاجتماعية المختلفة خصوصاً في الاحتفالات الشعبية، و تختلف التعريجة عن الدربوكة بأنّها صغيرة الحجم و زخرفتها، و كذلك نوع الجلد المستخدم فيها، فهي قريبة في شكلها الدربكة في منطقة الشرق العربي.
الرباب من الآلات القديمة جداً وهي آلة وترية كان يستخدمها الرعاة و البدو الرّحل، فالربابة تشبه مبدأ عمل العود و لكنها بوتر واحد، فهي تتكوّن من صندوق خشبيّ مسطّح أو بيضوي مغطّى بجلد حيوان و له زند طويل يتمّ شد الوتر عليها، و يتم العزف عليها باستخدام قوس على شكل نصف دائري يتم صناعته من شجر الزيتون وسبيبه مصنوع من شعرذنب أو ذيل الحصان وعند العزف يحتك بالوتر الموجود على الربابة، و يطلق على الرباب اسم النوبلي وهو الرباب العربي الأندلسي و يستخدم في الموسيقى الأندلسية، و تم دخول الرباب للمغرب في القرن الثاني عشر من خلال العرب الذين قدموا من الأندلس، و أما في جنوب المغرب يطلق عليه اسم الرباب السوسي، ويستخدم في الموسيقى الأمازيغية، فالربابة آلة يتمّ تناقل أناشيد الرعاة وأحاديث الحكايات الشعبية بلهجات مختلفة عند العزف عليها.
العود يختلف العود المغربي عن العود الشرقي بكثير ولكن يبدو أنّ الأخير له مكانة قوية في الموسيقى ممّا جعل العود المغربيّ في طور الانقراض مع القرن العشرين، فالعود آلة وترية ويطلق عليه اسم عود الرمل أو القويترة، ويتميّز هذا العود بحجمه الصغير وأنه أكثر استطالة ويضمّ شمسية واحدة في وسطه، ويضمّ أربعة أوتار مزدوجة مصنوعة من الأمعاء، وحسب الموسيقيين يرمز لها بأربع مصوتات أو نوتات وهي دو ا ، لا ا ، لاي ا وصول ا ، ويجب التنويه أنّ العود الشرقي هو صندوق خشبي بيضوي الشكل أكبر حجماً من حجم العود المغربي، وزنده قصير ويحتوي على ثلاث شمسيات وستة أوتار مزدوجة مصنوعة من النايلون.
الغيطة هي آلة نفخ كالمزمار، تتكوّن من عدد من الثقوب وعند العزف عليها لها نبر حاد، وهي آلة تناسب العزف في الهواء الطلق، ويتمّ صناعة الغيطة في مدينة وزان فهي الأشهر في صناعته داخل المغرب، وعند ذكر الغيطة لابدّ من الإشارة إلى الناي وخصوصاً الناي الصغير الذي يسمّى بالليرة.
النفار أو النفير هي آلة يتم النفخ عليها باستخدام بوق إسطواني مصنوع من النحاس، والنفير أو البوق آلة مشهورة جداً خصوصاً في منطقة البحر الأبيض المتوسط فقد تم استخدامه في الوظائف العسكرية، واليوم في المغرب يستخدم عن طائفة عيساوة خصوصاً في موسم شهر رمضان المبارك.
آلات الإيقاع من آلات الإيقاع بجانب التعريجة والبندير نذكر طبيلات وهي إيقاعات مختلفة الحجم مصنوعة من الطين، والجلد، والخشب تختلف في الإيقاع باختلاف ارتفاعها، ولهذا تتعدّد الأصوات والرنات.
الدقة المراكشية تتميز الدقة المراكشية بالشهرة الواسعة داخل وخارج مراكش خصوصاً في المناسبات الشعبية والأعراس، والدقة هي عبارة عن فرقة يتجاوز عددها العشرين شخصاً، ويستخدمون آلات مختلفة مثل القرقب، والقرقب من الآلات القديمة الإيقاعية تحتوي على صفيحتين معدنيتين يتمّ وضعها بين الأصابع أي زوجين في اليد اليمنى وزوجين في اليد اليسرى، وتم استخدامها من قبل غينية أو غناوة المغرب، والشخص الذي يستخدم القرقب يتنقل بحركة بطيئة وسريعة بين أفراد الفرقة، ويستخدم مع القرقب صنوج الرق والبندير الكبير والطعريجة، وتترواح مدّة الدقة المراكشية النصف ساعة تبدأ بحركة بطيئة وتنتهي بحركة سريعة. الغناوة المغربية استمدّ هذا اللون الموسيقي اسمه من عبيد غينيا الذين قدموا إلى المغرب وخصوصاً في الصحراء المغربية، يتشابه إيقاع الغناوة مع إيقاع الغابات الإفريقية فيتم استخدام آلة الكانكاه وهي تشبه الطبل الكبير، وتستخدم الهجهوج أي التعريجة والقرقبات، ويشتهر هذا النوع من الموسيقى في مراكش، والصويرة، والرباط، ومكناس، فمع الغناوة لا حدود للموسيقى المغربيّة أو للطرب المغربيّ الأصيل.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
المغرب-الفنون-الموسيقى-خشبي-الالات

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق