بلية مات يا رجالة في زمن الكورونا و موسم الإنتخابات ٠٠ !!
( مع حكاية بلية )
بلية صبي غلبان تسرب من المدرسة من أسرة كبيرة جدا غنية بس هو من الفرع الفقير وهذا ليس بعيب اطلاقا ٠٠
يعمل صبي في ورشة والده متوفي ، يعول أسرة من سبعة أفراد ٠٠
أمه مريضة مرض مزمن ، ورحلت امه في صمت دون مشيعين و معزيين بلا رجعة ٠٠
ثم تتوالى الهموم و يحاول أن يستنجد بكل هؤلاء للمساعدته في ظروفه الخاصة ، لكن الكل بلا حرج تفلتوا منه ٠٠
من بعض مشكلاته البسيطة :
اسمه الرباعي به خطأ و شهرته " الأسطى بلية " المهم أنه أراد استخراج بطاقة شخصية ، وبطاقة خبز ، و بطاقة تأمين صحي ، و أخيرا فيزا كارت ٠٠ أيام " الكورونا "من أجل صرف مبلغ زهيد إبان عطلة المكرونة ٠٠ !
فشل أن يسمع صوته أحد من أرباب الحل و العقد ، مسؤولون و برلمانيون معا ٠٠
و كل يوم يشحن كارت و يحول رصيد و يرن على أصحاب السعادة عملوا له حظر ٠٠ !!
و باختصار تمر الأيام و تأتي دورة مجلس الشعب الجديدة ، و ما أن سمعوا عن وفاة بلية تسابق الجمع و مواكب السيارات الفارهة ، الشوارع تغص بكل هؤلاء للعزاء و كل فرد معه مائة شخص أو يزيدون و يبكون عشاء قائلين:
الله يرحمك يا بلية كنت ولد شهم !!٠
و أهل القرية يتعجبون في دهشة :
بلية يعرف كل الناس هذه ؟!
و يتسائلون :
عزاء العمدة منذ شهور لم يحضره ١٠ % ١٠٠ من مأتم الأسطى بلية !! ٠
و أنا اضرب كف بكف بقى ياولد يا بلية تعرف الناس ده كلها ٠٠
يا ابني لو ترشحت كنت نجحت بهذا المستوى العالي في الجولة الأولى بجدارة ساحقة ٠٠ !
و أثناء تشيع الجنازة أتت رسالة من بلية لكافة المحاميل في العزاء لو سمحتم اطردوا المرشحين ٠٠
و أنا على قيد الحياة تنكروا لي و لم يقدموا كلمة طيبة لي ٠٠ !
و بعد الخراب يريدون أن يحيون الذكرى تبا ، و هيهات هيهات أن ينفع سعيهم اليوم ٠
----
و للحديث بقية أن شاء الله ٠
" السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري "