((( مع السنة النبوية المطهرة ٠٠ !! )))
جاءكم من الله نور و كتاب مبين ٠٠
أطيعوا الله و أطيعوا الرسول ٠٠
فما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ٠٠
تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي ٠٠
تركتم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ٠٠
------
في لقاء سابق من حلقات ( حول الكتاب و السنة ) تحدثنا عن مأدبة القرآن الكريم في التعريف به و علومه ٠٠
و اليوم أن شاء الله نتحدث عن السنة النبوية الشريفة ٠٠
* مع السنّة النبوية :
============
السنة النبوية هى المصدر الثاني للأحكام بعد القرآن الكريم المصدر الأول ٠
و السنة : هي الطريقة أو المنهج ٠
و هى كل قول أو فعل أو تقرير للنبي صلي الله عليه و سلم ٠
فالسنّة قد فسرت كثيراً مما أبهمه القرآن، وخصصت كثيراً مما عممه القرآن، وفصّلت بعض مجمله، وقيّدت قضايا جاءت في القرآن على إطلاقها، فهي حجّةٌ ومصدرٌ أساسيٌّ من مصادر التشريع الإسلامي بما اشتملت عليه من سنّة قولية، وسنّة فعلية، وسنّة تقريرية٠
* أهمية السنة النبوية :
=============
تجلت مهمة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في البيان والتبليغ، ففي حين كان القرآن الكريم المصدر الأول في تشكيل عقيدة المسلم وثقافته، جاءت السنّة النبويّة كمصدرٍ ثاني تُركّز على الجانب العملي في حياة المسلمين ٠
* تدوين السنة النبوية :
--------------------------
أي تسجيلها في كتب بعد حفظ القرآن الكريم لأهميتها في التشريع الإسلامي بجانب فهم الكتاب و تبينه و توضيحه ٠٠
و من أسباب تأخر تدوين السنة النبوية ٠٠
يرجع تأخّر تدوين السنّة النبويّة المطهرة هنا لعدة أسباب، منها:
= انشغال الصحابة -رضوان الله عليهم- بكتابة آيات القرآن الكريم في العهد النبوي، فقد تنزّل القرآن الكريم بعد بعثة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على مدار ثلاثة وعشرين سنة، اتخذ خلالها النبي الكريم كتّاباً للوحي من أصحابه الكرام، يكتبون بأمره كل ما يتنزّل من سور القرآن وآياته، ولا شك بأنّ كتابة أقوال النبيّ وأفعاله جميعها كانت تتطلّب مشقّةً وتفرغاً ٠
= بالإضافة إلى أنّ قليلاً من الصحابة من كان يتقن الكتابة حينها.
= الخوف من حدوث لَبسٍ من قبل عامّة المسلمين بين القرآن والحديث النبويّ، فقد نهى النبي الكريم أصحابه من أن يكتبوا شيئاً سوى القرآن الكريم، وأن يمحوا كل ما كتبوه عنه ٠
* و الخلاصة :
---------------
وقد تجلّت الحكمة في تلك المرحلة أن ينكب الصحابة على حفظ كتاب الله ودراسته، ولو أمروا بكتابة السنة والحديث معه لأدّى ذلك إلى كثير من المشقة عليهم، وخاصة أن وقائع السنّة النبويّة كثيرة ومتشعّبة.
* مراحل تدوين السنة النبوية :
---------------------------
مرّ تدوين السنّة النبويّة بمرحلتين أساسيتين، كالآتي:
أ = المرحلة الأولى:
بدأت هذه المرحلة حينما اجتهد بعض الصحابة ومنهم عبد الله بن عمرو بن العاص، بكتابة كل ما يسمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحينما نهاه بعض الناس عن ذلك، أمره النبي -عليه الصلاة والسلام- بالاستمرار في الكتابة، باعتبار أن كل ما يصدر عن النبيّ الكريم هو حق ٠
ب = وفي عهد الخلفاء الراشدين لم يتّخذ أي منهم قراراً بجمع السنّة النبويّة، حتى جاء عصر الخلفاء الأمويّين وتحديداً في نهاية القرن الأول الهجري، فأمر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بتدوين السنّة النبويّة؛ حتى يطلع المسلمون عليها في ظل عدة متغيرات، حيث اتسعت الدولة الإسلامية وظهرت الفِرق والمذاهب الإسلامية، وقد تصدّى علماء الأمّة لهذه المهمة الجليلة فدوّنوا السنّة في دواوين مخصوصة، وعلى رأسهم: الإمام محمد بن شهاب الزهري.
* المرحلة الثانية:
----------------------
بدأت في القرن الثاني الهجري حيث أصبح لعلماء الحديث كتبهم المستقلة عن علوم الدين الأخرى، من فقهٍ وتفسيرٍ وغير ذلك، كما أصبح لهم منهجهم الواضح في تصنيف الأحاديث، وظهرت في تلك الفترة السُّنن، والمسانيد، والمُصنّفات، والجوامع..
* و أخيرا حتى عرفنا الكتب الصحاح الستة في تدوين السنة :
" صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح البخاري ، سنن النسائي ، سنن أبي داود ، سنن الترمذي ، سنن ابن ماجه " ٠
ثم تتوالى المصنفات الاخرى ٠٠
* أنواع الحديث النبوي الشريف :
=============
ينقسم إلى علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، لأنّ موضوعه (السند) الرواية وهي نقل السنة ونحوها ٠٠ وإسناد ذلك إلى من عزى إليه بتحديث أو أخبار وغير ذلك ٠
وشروطها:
تحمل راويها لما يرويه بنوع من أنواع التحمل، من سماع أو عرض أو اجازة ونحوها، وأنواعها: الاتصال والانقطاع ونحوها، وأحكامها القَبول والرد.
وحال الرواة العدالة والجرح، وشروطهم في التحمل والأداء.
* أصناف المرويات:
------------------------ المصنفات من المسانيد والمعاجم والأجراء وغيرها، أحاديث وآثارا وغيرهما، وما يتعلق بها من معرفة اصطلاح أهلها ٠
و أهم الأحاديث :
حديث صحيح، حديث حسن ، حديث ضعيف ٠
الحديث النبوي المقبول ينقسم الحديث النبوي الشريف من حيث القبول إلى أربعة أقسام:
* الحديث الصحيح لذاته:
وهو الحديث الذي اتَّصل سنده بنقل العدل التام الضابط عن مثله، من أوّل السند إلى آخره، وله شرطان: أن يخلو من الشذوذ ومن العلة.
* الحديث الصحيح لغيره:
وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الحسن لذاته، فرُواته أقل ضبطاً من رواة الحديث الصحيح لذاته، ولكنه ينجبر بتعدّد الطرق التي رُوي بها الحديث.
* الحديث الحسن لذاته: وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الصحيح لذاته لكن راويه خف ضبطه، ولا يوجد ما يجبر ذلك القصور.
* الحديث الحسن لغيره: وهو الحديث الضعيف الذي انجبر ضعفهُ بتعدُّد طرق روايته حتى ترجَّح قبوله.
و في النهاية نسلط على الحديث النبوي الضعيف ٠
* ينقسم الحديث الضعيف إلى أقسامٍ كثيرة منها ما يأتي :
-----------------------
= الحديث الضعيف بسبب فَقد العدالة والضبط.
= الحديث الضعيف بسبب فقد الاتصال.
= الحديث الضعيف بسبب وجود الشذوذ أو العلة.
= الحديث الموضوع والمختلق والمكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر أسوأ أنواع الحديث الضعيف.
هذه الكلمات مدخل حول معرفة بسيطة و يسيرة نحو منهج السنة للوقوف على الخطوط الرئيسة للمصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد الكتاب العزيز ٠
فالقرآن و السنة هما النور الي الصراط المستقيم ، و هما مصادر الأحكام و التشريع الإسلامي نحو منهج الدعوة لخدمة الدين و الدنيا معا ٠
و ذلك وصولا لعبادة الله الغاية حيث النعيم المقيم ٠
فيا رب انفعنا بالقرآن و السنة آمين ٠
و للحديث بقية أن شاء الله