( موقف الإسلام : من الفن و العلم و الفلسفة / فضيلة الإمام د٠ عبد الحليم محمود )
مسألة الصلة بين الدين و العلم - انسجاما واتفاقا ، أو تعارضا و نزاعا - مسألة تثار دائما ٠
عزيزي القاريء الكريم : هذا الكتاب " موقف الإسلام من الفن و العلم و الفلسفة للدكتور "عبد الحليم محمود" شيخ الأزهر الشريف " ٠
كتاب من مكتبتي كنت اطالعه مرات و مرات لأهميته و اليوم أقدم لك ملخصا مختصرا عن فكرته لتعم الفائدة هكذا ٠٠
و الكتاب من سلسلة العلوم الاجتماعية يقع في ٢٦٨ صفحة ٠
تناول فيها عددا من القضايا الشائكة التي التبس فهمها علي بعض الناس من أجل إحياء المفاهيم الإسلامية الصحيحة حيث يعرض بالتحليل العميق لعلاقة الدين بعدد من موضوعات المعرفة موضحا موقف الإسلام من الفن بأنواعه المختلفة و موقفه من العلم و منزلة العلم في الإسلام مفندا أسطورة التعارض بين الإسلام و العلم شارحا المناهج العلمية و الحضارة الحديثة ، و التوفيق بين الدين و الفلسفة و الوصول الأخلاق الإسلامية و الأسس التي انبثق منها و ترتكز عليها في الدين الإسلامي الحنيف ٠
فجاء الكتاب موسوعة متنوعة ذات دلالات مستنيرة لفهم النصوص ٠
٠٠٠٠٠٠
حيث يقول الشيخ "عبد الحليم محمود" في مدخل هذا الكتاب :
كثيرا ما يلتبس علي بعض الناس المفهوم الحقيقي لزاوية من زوايا الثقافة ، و كثيرا ما يلتبس عليهم أيضا موقف الدين من جانب من جوانبها ٠٠
و من ثم يتحدث الدكتور "عبد الحليم محمود" في اجمال مجمل عن علاقة الدين ببقية موضوعات المعرفة ٠
و كل هذا من أجل الوضوح من خلال تعريف هذه الموضوعات ، بعيدا عن النقاش و الجدال ، في إطار تعريفا موجزة تعطي الفكرة و تجانب الصواب أن شاء الله ٠
* و الخلاصة :
------------------
-إن ما بني علي الوحي : هو دين ، و هو شريعة ٠
- و ما كان مرده الي الذوق و العاطفة و الوجدان فهو فن ٠
- و القواعد و الفوانيس و- التي قامت علي الملاحظة و التجربة و الاستقراء - علم ٠
- أما مجال ما وراء الطبيعة ، و مجال الأخلاق بمعناها الشامل ، هذا المعني الذي يدخل في نطاق التشريع و نظام المجتمع ، فإن ما بني من ذلك كله علي العقل و البحث فهو ( فلسفة ) ٠
و قد وضح و فسر و شرح و حلل كل هذه القضايا في ارتباط بالدين و العلم في علاقة وثيقة مقنعة ٠
و يخلص بنا الكاتب إلي ما موقف الدين من الفن ؟؟!! ٠
و جوانب الفن متعددة تشمل :
( الشعر ، القصص و الروايات ، التصوير ، النحت ، السينما المسرح ، ٠٠٠ الخ ) ٠
و في النهاية ما موقف الدين من ذلك كله ؟!٠
و قد تناول الكاتب في كتابه القيم كل هذا زوايا عدة موثقة بالبراهين النقلية و العقلية معا ٠
و لفت نظري كلمة جميلة للإمام الشيخ عبد الحليم محمود عندما تحدث عن " ما يتعلق بالتشريع " :
فإن كثيرا من الناس يعتقدون أن التشريع الإسلامي متطور ٠٠
و لكن التشريع مباديء ووسائل ٠٠
و قد يترك الإسلام بعض الوسائل غير محددة ، يتركها للزمن ٠٠
و لكن النتائج أو الغايات هي هي ٠
مثلا :
مبدأ الشوري لم يحدد و سيلته الإسلام ٠٠ أي أن الشوري نفسها مبدأ إسلامي ثابت ، ووسيلة الشوري لم يحددها الإسلام و تركها للبيئات و تركها للأزمان يحددونها عن طريق البرلمان أو بأي طريقة أخري يحددونها كيفما شاءوا ٠
لكن الغايات و النهايات و المبادىء و القواعد ٠٠ إنها ثابتة ٠
و يتساءل كثير من الناس :
و ما شأن الاجتهاد إذن؟!٠
و الواقع في الإسلام معناه ان يحاول المجتهد ما استطاع و ان يحاول ما أمكنه و أن يربط حادثة حدثت جديدة و بين قاعدة إسلامية موجودة ، أو يدخل في نطاق قاعدة إسلامية عامة حادثة من الحوادث التي حدثت جديدة ٠
و ان أخلاقيات الإسلام موضوع جليل لا تكاد تنتهي الصبر الحلم الإنصاف العدل الإحسان ٠٠٠ و التي استفاضت فيها السنة و استفاض فيها القرآن ٠
وختم الكتاب بخاتمة في الفلسفة من رؤية ظواهر اجتماعية بغية الفضيلة ٠
كما سجل هدفه في كتابيه : التوحيد الخالص و الإسلام و العقل ٠
و موقفه من الغزو الفكري في العقائد و في نظام المجتمع و في مجال التشريع ٠
و لم يغفل منج الاتباع ٠
و في النهاية اتمني ان تحوذ هذه الدراسة المقتضبة من خلال رحلة في كتاب من مكتبتي الخاصة في البيت عندما نطالع بعض الكتب للوقوف علي جوهر بعض الموضوعات لأعلام الثقافة العربية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد و كتاب آخر أن شاء الله ٠
