لا تكسروا دروعنا فى معركتنا مع كورونا..!! الدورالذى يقوم به ابطال جيشنا الابيض -اطباء وافراد اطقم تمريض- فى معركتنا المتصاعدة مع كورونا -طاعون العصر- لا ينكر قدره ومخاطره الا احمق جاحد ولا يقلل من شان تضحياته الا اهوج جاهل ؛ بعد ان اصبح من الراسخ والثابت فى الضمير الوطنى والانسانى- ليس فى مصر وحدها بل العالم كله- ان هؤلاء الابطال انما يمثلون خط الدفاع الاول فى تلك المعركة. التى تخوضها مصربخصوصية مطلقة ،حيث تجرى بالتزامن مع حربها الضارية لاقتلاع جذور وفلول الارهاب من سيناء .وهى حقيقة تدركها الدولة ولطالما اكدت واثنت عليها القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي ومصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.. غير ان البيان الصادر بالامس عن نقابة الاطباء بشان توفير الحماية لكتائب هذا الجيش جاء صادما للراى العام ، حيث يتهم صراحة وزارة الصحة بالتقاعس عن القيام بواجبها فى حماية الأطباء، بداية من الإمتناع عن التحاليل المبكرة لإكتشاف أى إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى التعنت فى إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، وصولا إلى التقاعس فى سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم، حتى وصل عدد الشهداء إلى 19 طبيبا كان احدثهم الطبيب الشاب وليد يحيى الذى عانى من ذلك حتى استشهد، بالإضافة الى أكثر 350 مصابا من بين الأطباء فقط." والحقيقة ان البيان بهذه الصورة رغم الجهود الطبية المبذولة لمحاصرة الفيروس وتداعياته يؤكد للاسف مقولة ( باب النجار مخلع ) التى نرددها فى مصر التى ياتمن مواطنوها الوزارة وجيشها الابيض على ارواحهم فى تلك المعركة ،فمن غير المقبول ان يصل حد التقصير داخل اجهزة الوزارة -ان صح ما جاء فى البيان – الى حد ارتكاب مثل هذه الجريمة بحق محاربيها العظماء الذين ندين لهم بحماية ارواحنا بصمودهم وجسارتهم فى الخطوط الامامية ،بينما الوزارة عاجزة عن توفير اجراءات حمايتهم..!! لا شك ان مواجهة وباء كورونا واجب مهني ووطنى والتزام اخلاقى يقوم به الأطباء وجميع افراد الاطقم الطبية بكل جدية وإخلاص.ولكن وبالمقابل فان نفس المسؤولية الاخلاقية والوطنية تحتم على اجهزة الوزارة ان تولى افراد هذا لجيش الابيض عناية خاصة ، كونهم يتصدرون الصفوف الامامية فى المعركة معرضين انفسهم وعائلاتهم الى اكبر المخاطر. وعليه فاننا نحسب انه لن يشكل- ترفا اوابتزازا او تعاليا - ان يكون من حق الأطباء واطقم التمريض الذين يشكلون دروعا وسيوفا غالية للوطن فى تلك الحرب المقدسة ان تتوافر لهم وسائل الوقاية الشخصية الكاملة.فضلا عن تلقى التدريب الفعلى على التعامل مع حالات الكورونا سواء في مستشفيات الفرز أو العزل . كما انه من المنطقى ان تجرى مسحات الى هؤلاء حال وجود أعراض أو حال مخالطة حالات إيجابية دون وسائل الحماية اللازمة .. ان تداعيات المعركة مع الوباء العالمى وضحاياها بين المصريين لا تحتمل اثارة الغضب داخل صفوف المقاتلين من الأطباء ، خاصة ان الوباء راح يتمدد ويظهر فى محافظات كانت نظيفة..فلا تحطموا باهمالكم وسوء الادارة دروع وسيوف الوطن فى معركتنا مع كورونا..!