الخميس, 12 يناير 2017 00:50 صباحًا 0 852 0
الدكتور أحمد سليمان أبوشعيشع يكتب: التسويق للإرهاب سبب لكل الأزمات
الدكتور أحمد سليمان أبوشعيشع يكتب: التسويق للإرهاب سبب لكل الأزمات

** الدكتور أحمد سليمان أبوشعيشع يكتب: التسويق للإرهاب سبب لكل الأزمات

أصبحت كلمة إرهاب هي الكلمة الأكثر شهرة في الفترة الأخيرة ، وكأن أجهزة الدولة تريد أن تدمر نفسها بنفسها، فجميع دول العالم يوجد بها تفجيرات يومية، وجماعات خارجة عن القانون، ولكن الكثير من هذه الدول تمنع الإفصاح عن نشر تلك التفجيرات، أو ترويج ما يفعله الإرهاب سواء من خلال الإعلام أو غيره، بل أنها قد تصل لمرحلة النفي التام لهذه الجرائم، ويغطيها الأعلام للعالم كظواهر طبيعية، وارد حدوثها، ولا تنشر منها إلا ما يخرج عن السيطرة أو ما تريد أن تبعث به رسالة للعالم، أو تلفق به أمر ما لفئة معينة.

 الغريب أن العكس في مصر، حتي بات كل أمر، وكل ظاهرة، ولو كانت طبيعية الحدوث يتم الترويج والتسويق الإعلامي لها تحت مسمي "إرهاب"، فعٌرفت مصر بين دول العالم أنها دولة تخضع للإيذاء الإرهابي، وقد أدي ذلك لانهيار العديد من مصادر الدخل المصري، فقد أثرت هذه الكلمة على الترويج السياحي لمصر خوفاً على حياة السائحين، كما بثت الخوف في نفوس المستثمر الأجنبي، فمنع أو سحب استثماره؛ خوفاً من الإرهاب.

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل مصر حقاً بها إرهاب؟ والإجابة هي أن مصر دولة آمنه مستقرة، وما يحدث بها ليس بجديد، ففي عهد مبارك ومن قبله كان يستشهد جنود على الحدود، وحدث العديد من الإنفجارات، وحدثت عمليات أكثر وحشية، ومذابح للسائحين، ولكن المنع المباشر لعدم الترويج للأمر، ومعاقبة المقصرين، والناشرين يجعل الأمر دائماً كأن لم يكن.

إذن كيف نجزم أن دولة بها إرهاب؟ الدول التي بها إرهاب هي التي تقع تحت سطو الجنسيات والصراعات المسلحة، والانهيار الكامل لمؤسسات الدولة كسوريا ونيجيريا والعراق وليبيا واليمن، أما مصر فلا زالت دولة تتمتع حكومتها بالسيادة، وتتمتع بوحدة أراضيها، واستقرار نظام الحكم بها، ومن هنا لا يوجد بمصر إرهاب، ولكننا نصنع القبور التي ندفن فيها أمن هذا البلد، ونهدم موارده، ومصادر دخله، بالترويج لذئب ليس له موطن بيننا، وغير موجود.

فحادث مقتل السفير الروسي في "أنقره" بتركيا، وهو آخر الجرائم ذات الشهرة الأكثر عالميًا، لم تصفه وسيلة إعلام تركية واحده بأنه إرهاب، وكذلك مجموعة التفجيرات، ولكنهم وصفوه بعمل وحشي غير مقبول، لأن التسويق والترويج للكلمة سيؤثر على أمن البلد، واستقرارها مصر ليس بها إرهاب ولكن بها من يصنعون الأساطير بدون قصد ليجني ثمارها أمن واستقرار الوطن وموارده، ومصر دولة ذات سيادة، وذات نظام، ولها مؤسسات تحكم، ورجال تحمي، وعين إلهيه تحرس ولا تنام .. حمي الله مصرنا وحفظها من كيد الكائدين

** كلية التربية الرياضية جامعة كفر الشيخ .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
التسويق الإرهاب الأزمات كفر الشيخ

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق