صبرى بهوت يكتب... اغضب يا ريس

مشهد الاعتراض علي دفن ضحايا ال (كورونا) أرسل لنا برسالة مفزعة، مرعبة، مخيفة.. أصابت أول ما أصابت روحنا، وكسرت خاطرنا، وأباحت دموعنا؛ فهذا هو الفلاح المصري الذي نباهي به التاريخ، ونستدل بخطاه علي حدود البلاد العامرة..

ما برحنا نتعشم في حكمته، وطيبته، وعطائه، وتسامحه، وتضحيته، وتلاصقه كلما أصابتنا هواجس الضياع؛ فنعود كما كنا نرتل أسفار البقاء صامدين راخسين.. إنه أقوي خطوط الدفاع في هذه الأمة منذ آلاف السنين؛

إلّا أن الكارهين تسللوا اليه أخيرا ليسددوا سهامهم من خلاله؛ ليصيب الأمة في مقتل.. ولا تحدثني عن نظرية المؤامرة؛ فقد سقطت .. الذي نراه الآن هو قانون المؤامرة.. 

إن هناك من يحقد علي هذه البقعة، ويتحدي إرادة الله فيها.. إن الأغلبية الساحفة، القوية، المتماسكة، الواعية، المخلصة في هذه الأمة لن تركن، ولن تتهاون، ولن تستجدي جبر الخواطر، وإنما هي تمتلك إرادة فرض الإرادة؛ ليس بالضرورة بحكم العسكر، الذي يزايدون علينا به، والذي كثيرا ما نكون في أمس الحاجة اليه؛ وإنما بفرض القوة الغاشمة للقانون، الذي لو تم ما رأينا خروقات ولا شبه خروقات.. يا سيادة الرئيس، اغضب.. غضبا يزلزل أمهات الكارهين اغضب.. ( فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين)