الشاعر والمهندس السوداني " عبد الله شابو " ٠
العبقري و أيقونة الشعر السوداني و عميده
الجذور :
وتَصرح الجذور فيِ طريق وحدتي
تُدمدِم الجذور
العارُ للذين بايَعُوا ونكَّسوا الجِباة
العارُ للضِّعافِ في بهيمِ ليلِنا
العار للضِّعافِ للجفونِ المسبلة
وتَركضُ الجذورُ في الدِّماءِ ثَائِرة
فنحلبُ الدُّجَى بَشائراً بَشائراً
فَمعذِزةً
أحِبَّتي أطَلتُ في الحَدِيث
لَكِنَّني لَكُم أعِيش
أَو أمُوتُ شَاعِرَاً
-----
" الزَّمن الأوَّل
آفاق السعد
مِْن ثُقبْ الشُبّاك تَداعَى صَوْتْ
شَهقةُ موسيقى
والصمتُ يُعِّرشُ في أرجاءِ البيتْ
ما أقسى أن تعرفَ لكنْ لا تَقوى أن تفعلْ
أن تُدركَ أنّ الوقتَ يَمرُّ ولا توقِفُهْ
فارغةٌ فارغةٌ كأسى والليلُ طويلْ
بالأمسِ دخلتُ السوقَ على غِرِّهْ
وأضبِعة وجهِ الحكمةِ في طابورِ الزيف
يامطر الصيفْ
غضِبتْ آلهةُ الدنيا لا تُمطر
ضَحَكَ الشاعرُ
يا أحبابَ القهوةِ ياأحبابْ
قلبي صحراء تمتدُ وتمتد
وصخورٌ ناتئةٌ سوداء ٠٠ "
من ديوان : " اغنية لإنسان القرن الحادي و العشرين "
--------
في هذه التغريدة نعيش مع الشعر السوداني الذي له طبع و مذاق فني خاص عند كل متذوق منصف جمال هذا الفن العربي مع اللغة و البلاغة و الموسيقي ٠٠
و هذا شاعر سوداني مهندس أحد فرسان فرسانه، و لم لا فقد أطلقوا عليه العبقري و ايقونة الشعر و عميد الشعر _ و قد صدقوا و أفلحوا - لما يتمتع به عبد الله شابة من موهبة و حس، و ثقافة و خبرة بالتراث و الواقع معا ٠
فهل يمتلك طاقة هائلة وقد وظفها في رسم لوحاته الفنية في بساطة يتنقل في رحابها كالطير الصداح يعزف لنا لحن الخلود مع الحياة هكذا ٠٠!!٠
أليس هو القائل:
ياقلبي يا جوابْ
ياقلبَ الحبِ ويا جمرَ الشِعْر
لا تَحلمْ
فالليل يَجُوسُ .... يجوسُ
يُمزِّقُنا يَرمينا للنارْ.
ما عادَ القيثارْ
والنغمُ الفوارْ
لا تذكْرهُ يا قلبي
بابلُ يطويها النسيان
شعراءُ الكأسِ الفضِيِهْ
والقهوةِ ذات الراووقْ
ما عادوا في الدارْ
سَلاَّمةُ والقَسْ
وجواري هارونَ الكُنَّسْ
ما عادَ الهَمسْ
فالليلُ يُغطِي وجَه الفَجْرْ ٠٠
نشأته:
٠٠٠٠٠٠٠
ولد الشاعر المهندس السوداني عبد الله ابراهيم موسي ، في مدينة الكوة علىشاطئ النيل الأبيض , السودان. تلقى تلعيمه في السودان ومصر وأمريكا وبتحدث اللغة الإنجليزية والإسبانية٠
الشهير باسمه " عبد الله شابو " عميد شعراء السودان، كما قالو عنه : أيقونة الشعر الحديث، على حد قول كبار الكتاب والنقاد السودانيين.
ولد في الستينيات وعاش كل تحولات العالم السياسية والفكرية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وله تجربة في بالولايات المتحدة الأميركية حيث درس فيها، وهو مهتم بالشعر والثقافة الإسبانية٠
فهو صاحب مدرسة رومانسية واقعية يسبح بين لغة لجمال و أصالة التراث بكل المقاييس الفنية لبناء مراحل القصيدة داخل مسارات فلسفية جدلية ٠٠
من دواوينه :
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
صدرت له ثلاثة دواوين :
١= حاطب ليل٠
٢ = أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين٠
٣ = أزمنة الشاعر الثلاثة ٠
و هو أحد مؤسسي جماعة أبادماك الثقافية في السبعينيات٠
و رئيس رابطة الكتاب السودانيين التي تأسست عام 2005
مختارات من شعره :
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يقول في قصيدة أغنية لإنسان القرن الحادي و العشرين - من نفس الديوان الذي طبع عام ١٩٦٨ م بالقاهرة - دار الهنا ٠
و هي من المطولات التي لها فلسفة خاصة متنامية ذات محاور تراثية وواقعية ٠٠ يقول عبد الله شابو :
الزَّمن الأوَّل
آفاق السعد
مِْن ثُقبْ الشُبّاك تَداعَى صَوْتْ
شَهقةُ موسيقى
والصمتُ يُعِّرشُ في أرجاءِ البيتْ
ما أقسى أن تعرفَ لكنْ لا تَقوى أن تفعلْ
أن تُدركَ أنّ الوقتَ يَمرُّ ولا توقِفُهْ
فارغةٌ فارغةٌ كأسى والليلُ طويلْ
بالأمسِ دخلتُ السوقَ على غِرِّهْ
وأضبِعة وجهِ الحكمةِ في طابورِ الزيف
يامطر الصيفْ
غضِبتْ آلهةُ الدنيا لا تُمطر
ضَحَكَ الشاعرُ
يا أحبابَ القهوةِ ياأحبابْ
قلبي صحراء تمتدُ وتمتد
وصخورٌ ناتئةٌ سوداء
ضَحِكَ الشاعر
قالوا أسعدُ مِنْ وطأت قَدماهُ الارضْ
أحبابي
لو كان الحَزنُ دموعْ
لو أنّا بالعيِن نُحسْ
ما يبستْ في شَفةِ الشعرِ الغُنوة
لو كان الحزُن يشم
نَزَفت رئتاي الدّمْ
وطلعتُ عليكم
جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
لكني أخجل أن تفضحني أَنّة
والدربُ طويل
والصبرُ على المكروهِ سلامة
أن نُضرب في الرمضاءِ ولا نكبو
أن نُشرقَ بالآلام ولا نَعبس
الكلمة يوقفها في شَفَتي مَحضُ حياء
يوقفها لو شئتم محضُ رياء
والشكوى أجهلها
لا تعرفني
ماذا يُرجى يا أحباب
شيخي قال الحب ثمين
والبهجةُ في رشفِ الشَّفةِ السفلى
في آنسةٍ صالحةٍ لا تعرفُ وجَه النومِ ولا تَكْرىَ
في كأسٍ تَمزِجُها هيفاءُ القَدْ
في الصمتِ المطبقِ
في الصمتْ
في جرحٍ يَتَفَّتحُ على الدنيا لا يَنْسَدْ
لكنَّ الملاح يقول
البهجةُ في فَكَ شراعِكَ للريحْ
في التطوافِ الأعشىَ
في جزرِ المجهول
طوّافُ أسيانٌ قلب الشاعر
والرحلةُ لا تلوي تَمْتدْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السَعدْ
أحبابي
يا أحبابَ القهوةِ يا أحبابْ
نائيةٌ .. نائيةٌ آفاقُ السعد
أغنية حزينة
كلماتي حُبلَىَ بالضوِءِ
بالنَفسَ الصاعدِ كالوَهجِ الأحمرْ
كالنيل الدفاقِ الأسمر
يحدوها قلقي يحبو فيها الإعصارْ
حُبلَى بالزهرِ وبالأمطارْ
بالأُفُقِ الأخضرِ بالأسفارْ
ياقلبي يا جوابْ
ياقلبَ الحبِ ويا جمرَ الشِعْر
لا تَحلمْ
فالليل يَجُوسُ .... يجوسُ
يُمزِّقُنا يَرمينا للنارْ.
ما عادَ القيثارْ
والنغمُ الفوارْ
لا تذكْرهُ يا قلبي
بابلُ يطويها النسيان
شعراءُ الكأسِ الفضِيِهْ
والقهوةِ ذات الراووقْ
ما عادوا في الدارْ
سَلاَّمةُ والقَسْ
وجواري هارونَ الكُنَّسْ
ما عادَ الهَمسْ
فالليلُ يُغطِي وجَه الفَجْرْ
هل يُبصرُ في الليلِ العميان
في الأفقِ يموتُ الإنسانْ
مِزقاً شائِهةً
ياربي أين الدرب؟
وكيف خلاصُ عبادكِ منْ هذا الطوفانْ
سكتَ حفيفُ الشَجَرِ الساهمِ
لم يَسلمْ حتى الرُبَّانْ
قلبي لا تهفُ للمجهول النائي
لا تغرقْ في بحرِ الوهمِ الخادعْ
لا تركضْ عَبرْ ديار الناسَ البيضْ
فالبعدُ الشاسعُ يَبقَى شاسعْ
والدمعُ الأبيضُ لنْ يخلق لن يخلقَ شيءْ
مزآمير الأسى
(رسائل إلى شيري اسكوت)
المزمور الأول :
ماذا إذا انسربتْ من المذياعِ أُغنيةٌ حزينةْ
وَتأوّه القيثارُ زفرةَ عاشقٍ
وَأَطلَ وجهُك كالصباح يرشُ لِي أُفقي نَعيما
ووقفتِ تبتسمينَ كالإشراقِ فِيكِ نداوةُ المطرِ الرزينة
وشهقتُ إذ حُييتُ ثم أعِدتِني فَرِحا
كما كنا تَكَّثفتِ إدكاراتٌ قديمة
ومددتُ كَفي كي ألُمَ جداتلَ الغبشِ النديَّ
رجعتُ أَعُثرَ بالهزيمة
المزمور الثاني :
النهرُ يدفقُ للبعيد يَصبُ في الأبدِ البعيدِ
وحنينُ مزمارٍ يرجِّع شوقَ ملاحٍ عمِيد
يا ساكني جزرِ المحارِ النائية
قلبي تَشَوّفَ للضفافِ الغافية
ولبَحْةٍ زُنجيةِ الترجيعِ تَدفقُ بالشَجَا
تنداحُ في الأفقِ المديد
تتراقصُ الأشجارُ تكرعُ مِن سنى
زبدٍ تدفق كالنشيدِ
تَتَنفسُ الغاباتُ في أفريقيا
تتدفقُ الأنهارُ باللحنِ ٠
٠٠٠٠٠٠٠
هذه كانت قراءات لعالم الشاعر السوداني عبد الله شابو ٠٠ العبقري ايقونة الشعر ، و عميد الشعر في السودان الذي عانق تجربة الإبداع الفني بلغة تواكب حداثة العصر صورة و معني و موسيقي كما نطالع مطولاته التي يوظف الأحداث في التراث في تسابق ينم عن عمق الثقافة و مدي استيعاب حركة الحياة مع جماليات النص كشف نا دلالات الحكمة في مصداقية مؤثرة تتلازم شكلا و مضمونا بظلال الواقع دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي ان شاء الله ٠