في حلبة الشعر بين فرسان النقائص الثلاثة.. وتروي كتب الأدب أن قد اجتمع الفرسان الثلاثة : الأخطل والفرزدق وجرير فى مجلس الخليفة عبدالملك بن مروان، فاحضر بين يديه كيسا فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتا فى مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس.
وبدأ الفرزدق.. فقال:
أنا القطران والشعراء جربى
وفى القطران للجربى شفاء
وبعده قال الأخطل:
فإن تك زق زاملة فإنى
أنا الطاعون ليس له دواء
وبعدهما قال جرير:
أنا الموت الذى أتى عليكم
فليس لهارب منى نجاء
فقال عبد الملك لجرير: خذ الكيس، فلعمرى إن الموت يأتى علي كل شيء.
و من الثابت و المعلوم لنا جميعا أن هذا الفن " فن النقائص "
قد ظهر في العصر الأموي لظروف طبيعية تأثرت بتطور الحياة الأدبية و السياسية و الدينية وهو مثل غرض الهجاء في الشعر الجاهلى حيث يأتي شاعران أو أكثر في مسابقة بقصيدة مفعمة بروح الهجاء والفخر علي وزن وقافية واحدة، فيصارعه الثاني والثالث في هدم ما قد قاله ويبني مفردات ومعاني أخري تنقص ما قله كل منهما.
فيدور في نفس المنحنى حتي يكون له الفوز تعبيرا وتصويرها وهجاء و فخرًا كما يطالعنا هذا المشهد من قبل لهؤلاء هكذا.
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله.,