الزواج سنه من سنن الكون لتضمن بقاء الجنس البشريّ، لذلك سن الله الزواج في الأرض، وللزواج أهميه عظيمة فى بناء المجتمعات، وتنشئتها تنشئة قويمة ومعتدلة.
الزواج بمعناه اللغوى هو الارتباط والاقتران، بين شيئين، وارتباطهما معاً بعد أن كانا منفصلين عن بعضهما، والزواج اصطلاحاً: هو اتفاق بين الرجل والمرأة على الارتباط بهدف تكوين الأسرة، .
أمّا الزواج شرعاً: فهو استمتاع الزوجين كلٌ بالآخر بغرض النكاح، والهدف الأسمى من الزواج هو حفظ النوع البشري وعمارة الأرض.
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة سامية، و قد استخدم الإسلام مصطلح "من أنفسكم" في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21]؛ يعبّر سبحانه وتعالى عن الزواج بأنه السكن، والاستقرار والسكن هنا يأتى بمعنى الراحة والطمئنينة فتسكن الروح ويهدأ الجسد وتطمئن النفس وقد ذكر الرحمن كلمه النفس للدلالة على نفس الجنس لتسهل عمليه السكن، وكتهيئة لما بعد الاندماج وما يليه من مودة ورحمة فما يحدث بين الأزواج من الاستمتاع واللذة والمنفعة والحب والفضفضة شيء بديع فلا تجد بين اثنين على وجه البسيطة مثل ما تجد بين الزوجين من المودة والرحمة، فالرجل يعطف على المرأة ويحتويها ويصبح سندا وصديقا لها والمرأة تطيع زوجها، وتحنو عليه فتقر عينه بها كلما رآها فالاثنان يتبادلان الود والحب ويتآنسان ويأتلفان ويتعاشقان، ويكملان بعضهما البعض.
وقد بيّن الله تعالى في كتابه كيفيّة التعامل بين الأزواج، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف) [النساء:19]، وتتحقّق العشرة بالمعروف بإعطاء كل منهما الآخر حقّه كما جاء به العرف اى كما حدد العرف المجتمعى فى ذلك الوقت الذى تم فيه الزواج، كقوله تعالى أيضا: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة.. وقد حفظ الإسلام لكلا من الزوجين حقوقه، ومن حقوق الزوجين على بعضهما أن يحسن كلا منهما للآخر .
فحقوق الزوجة المهر والنفقة، فللزوجة الحق على زوجها فى نفقتها كاملة . وعلى الزوج أن يوفر لها مسكناً لائقاً، يناسب مستواها الذى نشأت فيه ويوفر لها الخدمة والرعايه وأن يحسن معاملتها، فيعاملها بالرفق، واللين.
وعليها احترامه ورعايته وحفظه فى غيبته والاحسان إليه وإلى أهله وأقاربه .
وحتى يصح الزواج فإن له عدة شروط يجب أن تتوفر، منها: أن يكون كلّاً من الزوجين قادر على الزواج صحياً، ونفسياً، وجسديا، واجتماعياً، وشرعياً، واقتصادياً. أن يميز كلا منهما للآخر ويحدده، ولا يجوز الزواج بلا تمييز؛ كأن يعد ولى أمر الفتاه بتزويج الشاب أيا من بناته دون تحديدها بالاسم. ايضا يجب وموافقة ولي امر الفتاة، وولي الأمر أبوها، ثم جدها، ثم الأخ الشقيق، ثم الأقرب للأقرب.
ورضا كلٍّ من الزوجين بالزواج شرط ضرورى وبات، وتكون الموافقة بالقول الصريح دون إكراه أو إجبار.
أن يتم العقد بشهادة شاهدين، وعلى الشاهدين أن يكونا بالغين، عاقلين، مسلمين كما يجب أيضا خلو كلٍّ الزوجين من موانع الزواج الشرعية، كوجود مقاربة بينهما كالأخوة أو الأبوة ونحوها.
أحكام الزواج للزواج أحكام تختلف بحسب حالة الشخص: فالزواج يصبح فرضا فى حالة إذا كان الشخص يخشى الوقوع في المحرّمات وذلك فى حاله قدرته الجسدية والمادية على الزواج، ويكون الزواج حراما فى حاله عدم قدرة الزوج على إعالة زوجته، ومتيقناً أنّه سيظلمها، ويضرها. يكون الزواج مكروهاً إذا كان الشخص قادراً على إعالة زوجته، ولكنه سيعاملها معاملةً سيّئة.
ويكون الزواج مندوبا: في حالة ان يكون الشخص مقتدراً ولا يخشى أن يظلم زوجته، ولا يخشى عليه من الوقوع في المحرمات ، فهنا الزواج مستحب.
إن النكاح عند أهل العلم والفقه الشرعي مقدم على نوافل العبادات، وقد اتفق جمع من الفقهاء إلى أن الزواج قد يقدم على الحج، على الرغم أن الحج فريضة وركن من أركان الإسلام.
ومن أراد الزواج يجد العون من الله ، فقد قال رسول الله )ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)،)والزواج طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله وهوطريق لكسب الحسنات. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيس منىْ رواه البخاري، ومن ثم فإن الزواج هو سنه عن الحبيب المصطفى وقد دعا اليه واهتم بنشر فضله واهميته فما أروعها من سنه عظيمه تبنى المجتمعات وتصلحها حيث يبدأ الشريكان رحلتهما الجسدية والروحية سوياً ففيه يجدا الراحة النفسية والجسدية والشعور بالأمان والانتماء والاحترام ..انه الزواج ذلك القرار الفطرى العجيب والامر الإلهي الملهم الذى يدمج الانفس ويقربها ويقرها ويسكنها بعد أن كانت غريبه حائرة تائهة تبحث دوما عن ملاذ.