السعيد عبد العاطي مبارك يكتب عن عذراء العيون الشاعرة الدكتورة دعاء رخا
حسْبي من العشقِ ..
إني ماذكرتهمُ
إلّا وفاضتْ مُزْنُ الزَّهْرِ في داري
وما نثرتُ ..
على الأوراقِ قافيةً
إلّا وصاحَ رَبُّ الشِّعرِ .. أنْ داري...!!
-------------
نتوقف مع تغريدة شعرية هادفة من أقليم كفر الشيخ - كعبة الشعر و الشعراء - و من مدينة بيلا التي قدمت لنا أعلام في شتي مجالات العلوم و الآداب و الفنون الجميلة مع شاعرة و صيدلانية تمزج الكلمات في توازن تجمع شتات غربة الروح و الجسد من واحة تعج بالصراعات تريد ان تعود الي الزمن الجميل بموسيقي أبجديها الشاعرة التي تهز وجدان الانسان موال شجن يبعث القيم جماليات النص في بوح شفوف تنطق بفلسفة الحكمة و الحب الذي هو عنوان استثنائي لصيرورة الشدو و الغناء في حوار يبدأ مع ذكريات تطفو من زوايا العمر حيث تجسد خلاصة تجربة ذاتية تنشد الكمال من وراء التمرد و الشكوك و الحيرة في روح ثائرة متمردة تجنح الي باحة الصوفي المعذب كي تصل الي الحقيقة في يقين ترسل لنا ظلال الوجدان و فلسفة المنطق في اطار محطات تعانق لحظات القلق و لم لا أنها عذراء العيون " د / دعاء رخا " .
نشـــــــأتها :
-----------
ولدت الشاعرة الدكتورة دعاء محمد مختار يونس رخا في 23 يوليو 1979 م ، ببيلا كفر الشيخ و قد درست في ثانوية بيلا للبنات ثم التحقت بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة
و من ثم حصلت على بكالوريوس العلوم الصيدلية في جامعة المنصورة حصلت على دبلومتين في مجال الصيدلة الإكلينيكية
و عضو لجنة الثقافة والإبداع لدى نقابة صيادلة مصر .
عضو نادي أدب بيلا عضو صالون القرضا الثقافي عضو بيت الشعراء العرب تهوى الشعر والأدب منذ سن مبكرة لها مدونة شعرية باسم نبض قلمي "دعاء رخا" على الفيسبوك
صدر لها ديوانان شعريان :
قلوب نقية (ديوان مشترك)
عذراء العيون - طبعتان
ولها تحت الطبع ديوان شعري باسم (سدرة المشتهى)
نشر لها العديد من القصائد بالصحف المصرية والعربية شاركت بالعديد من المؤتمرات والندوات والإحتفاليات الثقافية شاركت بالعديد من الدواوين الإلكترونية مع مجموعة من أرقى الشعراء العرب تطمح للمزيد .. فالشعر العربي معين لا ينضب.
و هي شاعرة لها تجربتها الخاصة تسجل تهويمات النفس التي تنساب عشقا بين أهداب الحياة حلما وليدا يبعث الأمل في النفوس كي تضيء درب مسيرتها في كبرياء من منطلق التبتل الصوفي و النزعات الاشراقية التي تتجلي بالحب المبني علي تنساق روحي و مادي يرسم لوحات فنية تعبيرا و تصويرا و ايقاعا تستلهم منها صيرورة الحياة في بناء ينمو كالنور في تدفق مفعم بالشوق و الحنين مع ذكريات العمر تختصر مسافات السنين وجدا يلوح بالحكمة في رسالة الي الانسانية لها دلالات تتوج جماليات النص في تأملات فلسفية لها صدي بين ديوان الأبجدية في يسر بعيدا عن السرد و الغموض .
و قد صدر لها ديوانها الرائعة تحت عنوان " عذراء العيون " .
حيث توظف فيها تشريحها الفني و العلمي معا من خلال القصائد المحملة بتباريح الأحاسيس الراقية .
و هي مفعمة بقصة الومضة تحكي ملخص حكاية تعكس مشاعرها لدي الواقع و الخيال في تناسق هكذا تمضي بنا نحو ربة الفنون و الجمال تنشد معاني الخلود في دفقات نورانية كعاشقة الليل علي ضفاف النهر تسافر بنا الي عالمها الكبير فتلقي بصباخ الخير و الحب شعار الأمل و التفاؤل فتقول دعاء رخاء :
صباحُ الحبِّ ..
أشرقَ .. لو تَجَلَّى
عَتِيُّ الحُسنِ .. مَن بِسماي أَوْلَى
صباحٌ لو ..
أتآهُ ضيُّ شمسٍ
لفَرَّ الضيُّ .. أَدبرَ حيث ولَّى
و من ثم تواصل في محرابها كالزهرة التي تفوح بشذي الهوي و عبقرية الألوان تصور لنا مشهد و مواقف خلاصة تجربتها الذاتية في بناء هرمي يستوعب رحلتها مع شهد الكلمات فتقول :
حَرِّكْ حنينَك ..
إنَّ قتْلَ الشوقِ قَتْلٌ
ودَعْ يقينَكَ .. ( إنني أقوَى بِبُعدِهْ)
وقُضْ نومَكَ ..
-إنْ أردتَ- ببعضِ طيفي
فذا سلامي .. أحيا لو فُقْتَ لِرَدِّهْ
و قد كتبت شاعرتنا في شتي الأغراض من وطنيات و رومانسية و اجتماعية و دينية و تأملات فلسفية صوفية تعكس لنا مدي مرايا الزمن التي تعانق رحلة الانسان في تلقائية و عبقرية سواء !!.
و عندما يشرق هلال رمضان تتوقف مع ربقة ايمانية حيث الذكريات و الصفاء فتطلب الغفران و الرضوان فتقول دكتورة دعاء رخا :
(رمضان فيك الذكريات ندية)
وعلى قيامِك يهميَ الغفرانُ
تشدو طيورُ الخير في بستانك
ويضوعُ في أرواحنا الريحانُ
فيك السباقُ وقد تعالت همةٌ
نحو العلا والمبتغي الرضوانُ
نزلت ملائكةُ الإلهِ بوحيهِ
في ليلك .. وتنزّلَ القرآنُ
فبك نزوّدُ روحنا بمعينِكَ
ومعينُكَ .. نورٌ .. تُقى .. إيمانُ
و من شـــــــــعرها :
تراتيل عاشقة تغازل روعة المكان و عبقرية الزمن في شجن من نافذة الحب بعد نوبة صمت تستدعي من أفلاكها السكينة التي تقف امامها تتأمل هالات الجمال فتحصد سنابل الخير من ظلال عالمها الشعري كالناسك الحائر بغية الوصول بلا موعد الي هدفها بعيدا عن صراعات الأنا و المجتمع في ازدواجية تكشف لنا أسرارها في روح ثائرة متمردة تنشد الخير و الجمال فتصور لوحتها البديعة في نقاء :
نظراتُ عينِكَ ..
يا حبيبي ما أرى؟
أم بحرُ عشقٍ بالمفاتنِ سُجِّرا ؟!
أم سِحرُ ..
أفلاكٍ تضيئُ بظلمةٍ؟
أم بيتُ روحٍ بالسكينةِ عُمِّرا ؟!
أم يا شريكَ ..
النّفْسِ مسجدُ عابدٍ؟
تُرمَي به كلُ الذنوبِ لتُغفَرا ؟!
أم جنةٌ ..
بالأرضِ كانت قِسمتي؟
تُغنِي عن الفردوسِ يَعلو أنهرا ؟!
قُلْ لي - بربِ ..
الكونِ - كيف تُوصِّفُ ..
ما بالجمالِ الفذِّ عاثَ تَجَبُّرا ؟!
***
و نختم لها بقصيدة ( ربان ) و التي تحمل دلالات تفيض بشجون الحياة عندما تسبح بين شواطئها تمسك بلآليء الحقيقة كالسندباد الذي يسافر مع عشق الابجدية الشاعرة بلا حدود مع امواج الرومانسية التي تحترق علي رجع صوت الناي في بوح عن حالة الحب في تناغم تذكرنا بشعر المهجر و البحث عن الحب و الحرية و النور و المثل فكانت انطلاقة موال شجن يستدعي قيم الجمال في تهويمات تشرق مع ليالي الحلم الجميل تنادي ثنائية النغم :
والله إنك ..
رُبَّانٌ لناصيتي
وريحُ حبٍّ .. التصقت بأشرعتي
وصوتُ ناي ..
عزَّ البوحِ يُصمتُني
لحنٌ وراقص أبياتي وقافيتي
ها مُذ ولجتُكَ ..
أشعاري تُقايضني
أن ترتديها .. كي تبقى على شفتي
يا من ملكتَ ..
كلَّ السعدِ في كفٍّ
أنا اليمامةُ .. في كفيك عشعشتي
أنا المليكةُ ..
لا بلقيس .. لا سبأٍ
بِدُرِّ عشقكَ .. قد شيدتُ مملكتي
بالله يا من ..
طُفتَ السبع بين دمي
إني أمرتك -كي أرضى- تُزِد مئتي
ماذا سكنتَ ..
تحديدا بأوردتي
حتى يضوعَ عطرُ المسكِ في رئتي؟
ماذا سكبتَ ..
في أكواب افكاري
حتى أراك معصيتي ومغفرتي ؟!!!
و بعد هذا العرض الموجز لشخصية شاعرتنا الدكتورة دعاء رخا التي تعانق الكلمات في ومضات تكشف لنا مدخل شخصيتها التي تهفو الي العلم و الحكمة و الشعر في روح جمالية مطرزة بهمسات اشراقية تتبتل في محراب الكلمات تعزف لحن العبقرية علي صدي قيثارتها المحترقة كالبلبل الغرد علي الفنن مع الليل حيث السكوت فتهيم عشقا تقرع بحور الشعر في همسات بين حيرة و قلق و حنين و شوق للواقع الذي يهفو الي الخيال ترسل رسائل عشق سريعة الي الانسانية دائما .
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشــــــــعر العربي أن شاء الله