بقلم سمية مدغري علوي
اشتهر الكثير من الفنانين في بداية القرن العشرين و أصبحوا رموزا و أساطير في هذا الميدان، غير أنه لم يتسنى إلا القليل من الناس الاستماع إلى تلك الأصوات الضاربة في الشهرة، بينما راحت آلاف الأسطوانات من 78 لفة لم ينجو من التلف منها إلا القليل، و إن الاهتمام بهذه الثروة الموسيقية بات ضروريا، إذ نجد فيها ما يستمتع به المعجبون في غياب المعاهد الموسيقية و المنهجيات، و ظلوا بفطرتهم يسعون إلى السبيل في شهرة محلية و بما تحمله تلك الأسطوانات من أصوات لاح صيتها، منها ما أدخل في سجل التاريخ الفني العربي و بقي أصحابها في طي النسيان.
و من هذا المنطلق، فإن الحديث عن الأغنية المغربية خاصة، و الأغنية العربية عامة، تكتنفه صعوبات و مشاق كثيرة باعتبار أن الأغنية ترتبط بمجالات متعددة، تتحكم فيها ميادين مختلفة و باعتبارها الآن و أكثر من أي وقت مضى ترتبط بالتيار التكنولوجي و الإعلامي، و أنها قبل ذلك كانت من سماتها الأساسية النص الأدبي المتميز، و اللحن الجيد، و الأداء الرائع، الآن، و قد بدت الأغنية الحالية في غالبيتها خاضعة للمؤثرات الصوتية التكنولوجية، و للترويج الإعلامي الذي يساهم أكثر و بشكل لافت للنظر في ترويجها، بل و في عرضها و إدخالها إلى كل البيوت.