الاربعاء, 23 فبراير 2022 11:28 مساءً 0 259 0
شذرات لغوية ٠٠ !! ((( إعراب و معنى آية )))
شذرات لغوية ٠٠ !!  ((( إعراب و معنى آية )))

شذرات لغوية ٠٠ !!

((( إعراب و معنى آية )))

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
*****************
قال تعالى :
" سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
( سورة الإسراء: الآية ١ )
=الإسراء : لا يكون إلا بالليل و الذي أسرى به هو القادر و السميع البصير الذي يقول للشيء كن فيكون خارج محيط الزمن و الحساب المعلوم و المعروف لدينا بمقاييس البشر ٠
= ليلا : أراد قوله ليلا بلفظ التنكير تقليل مدّة الإسراء، وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة ٠
أخي الصديق الكريم ٠٠
في البداية وفي هذه الأيام التي تغمرها فيها نفحات إيمانية إشراقية من فيوضات رحلة الإسراء و المعراج مع ليلة الإسراء بالحبيب محمد خاتم الرسل الكرام نتوقف مع هذه الآية الكريمة إعرابا و معنى لبيان مقاصدها ٠٠
فقد عاد بعض المشككين و المتنطعين في القدح في هذه الذكرى التي فُرضت فيها ( الصلاة ) من فوق السموات العُلى ، و من ثم نستعرض الخطوط العريضة في يسر محمودا هكذا ٠٠
* أولاً : الإعراب :
===========
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أسرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بعبده) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (ليلا) ظرف من المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، (الحرام) نعت لمسجد مجرور (إلى المسجد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسرى)، (الأقصى) نعت للمسجد الثاني مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد (باركنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (باركنا)، والهاء مثل الأول اللام للتعليل (نريه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والهاء ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم.
والمصدر المؤوّل (أن نريه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسرى).
(من آياتنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نريه).. و(نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (السميع) خبر مرفوع، (البصير) خبر ثان مرفوع.
جملة: يسبّح (سبحان...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أسرى...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (نريه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّه هو السميع...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو السميع...) في محلّ رفع خبر إنّ.
* ثانيا : معنى الآية:
=============
هذا معنى إجمالي عام
( الإسراء ) :
انتقال النَّبيّ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حدثت معجزة الإسراء والمعراج في شهر رجب قبل فتح مكة و ذلك بعد عام الحزن و الصبر جاء الفرج و التسلية له تمهيدا لفتح مكة المبارك و النصر المؤزر و دخول الناس في دين الله أفواجا ذلك الفتح المبين الذي اكتملت به دعوة الإسلام ٠
و كلمة ("سبحانه )تنزيها للذي أسرى بعبده وتبرئة له مما يقول فيه المشركون من أن له من خلقه شريكا , وأن له صاحبة وولدا , وعلوا له وتعظيما عما أضافوه إليه , ونسبوه من جهالاتهم وخطأ أقوالهم . و سبحان :
اسم وضع موضع المصدر , فنصب لوقوعه موقعه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقد كان بعضهم يقول : نصب لأنه غير موصوف , وللعرب في التسبيح أماكن تستعمله فيها .
فمنها الصلاة , كان كثير من أهل التأويل يتأولون قول الله :
" فلولا أنه كان من المسبحين " ٠
فلولا أنه كان من المصلين .
* و في عجالة ونظرة شاملة لبعض المفردات التي توضح تفسر مقاصد السورة و الآية هنا على النحو التالي :
سبحان: كلمة تدلُّ على تقديس الله تعالى وتنزيهه عمَّا لا يليق بجماله وجلاله، وفي افتتاح سورة الإسراء بها رمزٌ إلى التعجب من باهر قدرته في إسرائه بصفوة خليقتِه، وقد غلا فريقٌ من الناس في هذا التعجب حتى أنكر ما تعجب منه !٠
والإسراء: السير بالليل خاصة، فذِكرُ الليل إذًا بعده تأكيد وتعظيم، وفي إيثار (عبده) على نبيه أو رسوله أو أحمد أو محمد مثلًا - تشريفٌ للعبودية وتكريم لها، وإشارة كريمة إلى أن لكل عبد حظًّا من هذا الإسراء الكريم، يختلفُ باختلاف الأسوة بذي الخلق العظيم ٠
وكان الإسراء يقظةً بالروح والجسد، كما كان المعراج أيضًا، ومَن شك في ذلك، فليُجدِّد إيمانه بمن بيده ملكوت السماوات والأرض؛ ليكون من الموقنين .
والمسجد الأقصى: هو بيت المقدس؛ لأنه لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد، وقد أفاض الله عليه مِن بركاته في الدين والدنيا، فجعله متعبَّدًا للأنبياء، ومهبطًا للوحي، وحفَّه بالأنهار الجارية، والأشجار المثمرة.
و الإسراء، والمعراج: آيتانِ من أعظمِ آيات النبوة، وكلتا الآيتينِ حُلَّة عظيمة قدسية، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل هجرته إلى المدينة:
أما أولاهما، فأرضية؛ مبدؤها المسجد الحرام بمكة، ومنتهاها المسجد الأقصى بالشام، وكلا المسجدين مهبطٌ من مهابط الوحي، ومعهد من معاهد النبوات، التي كانت - ولا تزال - مثابةً للقاصدين، وأمنًا للخائفين، وهداية للحائرين.
والإسراء ثابتٌ ثبوتًا قاطعًا لا ريب فيه، بهذا النص القطعيِّ المبين.
وأما أخراهما، فسماوية علوية، تبدأ بالمسجد الأقصى، وتنتهي إلى السماوات السبع العلا، إلى سدرة المنتهى، إلى المستوى الأعلى؛ حيث يُسمَع صريف الأقلام تجري في ألواح الملائكة، إلى المقام الذي لا ينبغي لأحدٍ سواه.
والمعراج ثابت ثبوتًا قطعيًّا بالأحاديث الصحيحةِ الصريحة، وثبوتًا إشاريًّا بالقرآن الكريم.
* و قد قالت أم هانئ بنت أبي طالب , في مسرى النبي صلى الله عليه وسلم :
ما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة , فصلى العشاء الآخرة , ثم نام ونمنا , فلما كان قبيل الفجر , أهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : " يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت لهذا الوادي , ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه , ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين " .
و نختم هنا بأن كل هذا الخير من فضل الله و كان فضل الله عليك عظيما ٠
هذه كانت تأملاتي المتواضعة حول هذه الآية الكريمة المباركة التي تثبت لنا أهمية رحلة الاسراء و المعراج تشريفا للنبي المختار ٠٠
و التي تدل على قدرة الله و نعمته على عبده ورسوله تخفيفا لمَ لما أصابه و مما نزل به فجاء الفرج و تم الجزاء الأوفى حيث فُرضت الصلاة في تلك الليلة الطيبة المباركة الذي يظل أثرها باقيا خالدا - برغم بعض المشككين - مع شعيرة الصلاة في كل زمان ومكان دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
شذرات لغوية ٠٠ !! ((( إعراب و معنى آية )))

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق