الاربعاء, 29 يوليو 2020 05:51 مساءً 0 373 0
عبدالرزاق مكادى يكتب.. مصر على طريق استعادة عرشها فى صناعات الغزل والنسيج
عبدالرزاق مكادى يكتب.. مصر على طريق استعادة عرشها فى  صناعات  الغزل  والنسيج

لعقود طويلة ظل الفلاح  فى مصر ومعه منظومة الادب والفن يتغزلون  فى محصول القطن، واحتفى المصريون بموسم ومهرجان حصاده وجمعه وهم يرددون (نورت  يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل )،( اجمعوا يا بنات النيل يلا، دا قطن جميل ألف ما شا الله).. 
وقتها  كان القطن محصولا استراتيجيا ( دلعناه ودللناه) و اطلقنا عليه اسم (الذهب الابيض) بعد ان صاغ   لمصر عرشا عالميا فى مجال صناعات الغزل والنسيج،كانت اكبر قلاعها فى المحلة الكبرى .
 
وكان  الاجانب  يتباهون ويتفاخرون  بارتداء   القمصان و الملابس  الداخلية من انتاج مصر.
وارتبط موسم جني القطن فى الريف المصرى بمواسم الخير والفرح ، فكنا نؤجل افر احنا وحفلات زفافنا الى جنى القطن..ونر جئ خطط  تجديد وبناء منازلنا وشراء الدكتين والبقرتين الى توريد غيط القطن، ونربط تسديد ايجار الفدانين وبقية ديوننا الى حين استلام ( فلوس القطنيات )!!
 
وكنا ونحن صغارا نقوم بجمع بقايا القطن من حقول الاقارب او ما يسمى ب "الصيفية"، لبيعه ببضع قروش وشراء لعبة صغيرة استهوتنا اوكرة قدم او سداد رسوم رحلة مدرسية.. !! 

** خيبة ثقيلة!!    


ظلت منظومة الخير والقوة المصرية الناعمة متوهجة متالقة حتى منتصف  ثمانينيات القرن الماضى ،وفجاة اصيبت بانتكاسة وخيبة ثقيلة ( ما وردتش على حد) بعد ان فتحنا بوابات اسواقنا على منسوجات وملابس الصين وباكستان وبنجلاديش ، وفقدت مصر شيئا فشيئا عرشها بفضل مؤامرات ( جيراننا الجدد ) الذين عقدنا معهم اتفاق سلام استغلوه لهدم مصر زراعيا  واقتصاديا، فكان ان تراجع انتاجنا من القطن  المصرى الاشهر فى العالم وتردى مستوى جودته من طويل التيله الى متوسط التيله ، ثم كارثة "اتقاق الكويز"الذى تم توقيعه عام 2004  بين مصر و إسرائيل وأمريكا .. ووقتها برر المسئولون ورجال الأعمال المروجون للاتفاقية، إبرامها بأنها ستجلب الخير والرخاء للاقتصاد المصرى، وستنعش صناعة النسيج والملابس الجاهزة... كانت الاتفاقية تقضى بفتح الأسواق الأمريكية على مصراعيها أمام منتجات الملابس والغزل والنسيج المصرية، دون أية رسوم جمركية، شريطة أن تحتوى تلك المنتجات على 11.7% مكوناً إسرائيلياً تم خفضها بعد ذلك إلى 10.5%. اورغم مضى سنوات عديدة على توقيع الاتفاقية، فأن شيئاً مما وعد به هؤلاء لم يتحقق، على الأقل على مستوى الصناعة، وربما كان الانهيار الحاد فى أرقام صادرات قطاع الملابس والمنسوجات بوجه خاص دليلاً على عدم إسهام الاتفاقية فى أى إفادة للاقتصاد المصرى، بل يمكن القول إنه لم يستفد منها سوى عدد محدود جداً من رجال الأعمال والانتهازيين من اثرياء عصر مبارك!!. حيث كان من تداعيات ونتائج تلك الاتفاقية (المقلب) تراجع معدلات تصدير المنسوجات  بنسبة 17بالمئة بل انها سجلت تراجعا بنسبة 40 % من 2011 الى 2019 .  

فضلا عن تقليص مساحة القطن الى معدل يعتبرالأقل تاريخيًّا- إذ لا تتجاوز 131 الف فدان بنسبة تراجع 47 بالمئة  !!
 وهى كارثة زر اعية يتحمل تبعاتها  نظام مبارك ووزير زراعته الاشهر  يوسف والى "عراب " صفقات الكيماويات الزراعية مع حكومات تل ابيب، التى فتكت باكباد وكلى المصريين على مدى عقود ومازالت تداعياتها واثارها تنهش فى اجسادهم !! 

 
 

 


** على طريق استعادة العرش

وبالامس جاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لقطاع النسيج،بالمنطقة الصناعية بمدينة الروبيكى،ليبعث الامل فى امكانية استعادة مصر لعرشها المفقود فى صناعات النسيج  حيث يضم 6 مصانع جديدة للغزل والنسيج، هى مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك، و٣ مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة، مجهزة بأحدث الماكينات التى تم استيرادها من أكبر وأهم الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال، لتعمل وفق أحدث النظم والبرامج التكنولوجية.
 لا شك  ان مصر مقبلة على صحوة كبيرة في مجال من صناعات الغزل والنسيج تستعيد بها أمجادها ،وهى صحوة لن تكتمل الا  بالوفاء بتنفيذ  خطة النهوض بمصانع المحلة الكبرى لاعادة الروح اليها ،فضلا عن ضرورة توسيع مساحات زراعة القطن طويل التيله فخر الانتاج المصرى. والاهتما بالفلاح المصرى وتشجيعه على العودة الى زراعة القطن واعادة النظر فى اتفاقية الكويز (كورونا القطن المصرى)..!!
 استعادة عرش مصر فى صناعات الغزل والنسيج يعنى تالق اسم مصر مجددا فى الاسواق العالمية وبالتالى زيادة التصدير والدخل القومى واعادة فرحة زمان لجنى القطن  وعودة غناء القطن فى حقول الريف المصرى..المصارف والترع اضناها الحنين الى مظاهرات حب وطلعة الفلاحين وهم يرددون  ( نورت يا قطن النيل )....

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
عبدالرزاق مكادى يكتب.. مصر على طريق استعادة عرشها فى صناعات الغزل والنسيج

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق