السبت, 31 يوليو 2021 01:18 مساءً 0 375 0
مدخل إلى علم النحو و الصرف
مدخل إلى علم النحو و الصرف

مدخل إلى علم النحو و الصرف

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
============
((( الاستثناء ٠٠ !! )))
" الحلقة الثامنة عشرة "
( إلا - سوى- غير - - خلا - عدا - حاشا ) ٠
استثنت إلا مع تمام ينتصب وبعد نفي أو كنفي انتخب
إتباع ما اتصل وانصب ما انقطع وعن تميم فيه إبدال وقع ٠
" ألفية ابن مالك "
حكم المستثنى بـ "إلا" النصب إن وقع بعد تمام الكلام الموجب سواء ٠
٠٠٠٠٠٠
* الاستثناء في اللغة العربية :
الاستثناء : الإخراج، من جنس الكلام ، وهو مأخوذ من الثني وهو العطف، لأن فيه رجوعاً إلى كلام سابق، فكأنك انعطفت إلى الكلام السابق ٠
* الاستثناء اصطلاحا نحويا :
هو أحد المنصوبات،
وهو إخراج شيء بإلا أو إحدى أخواتها مما كان داخل فيما قبلها ٠
* فائدة :
-----------
النحويون لا يعتنون بمعنى الاستثناء وشروط الاستثناء وما إلى ذلك ٠ وإنما يعتني به البلاغيون أو الأصوليون ٠ فالنحويون يقولون:
ما علينا إلا إصلاح اللسان، فالنحوي يخبرك بالذي ينصب والذي لا ينصب بعد إلا.
و هناك الاستثناء المتصل و التام مثل :
‏"‏قام القوم إلا زيدا‏"‏ ٠
و المنقطع، نحو‏:‏ ‏
قوله تعالى :
" مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ‏ " ٠
فإن الظن وإن لم يدخل في العلم تحقيقا فهو ‏"‏في‏"‏ تقدير الداخل فيه، إذ هو مستحضر بذكره لقيامه مقامه في كثير من المواضع‏.‏
مثالا في نحو :
-------------------
= أقبل المعلمون إلا معلما ٠
فالمعلم مستثنى قد خرج بإلا فلم يصدق عليه الحكم السابق وهو الدخول و الإقبال ، وقد نصب ٠
وثمة أمثلة في القرآن الكريم و الحديث النبوي و شواهد الشعر كثيرة تتكلم عن الاستثاء ٠
وأشهر ما عرفناه منذ نعومة أظفارنا و شائع لدى الجميع ٠
قول الله تعالى:
" فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، إِلاَّ إِبْلِيسَ " ٠
الاسم المستثنى هو "إبليس" الذي وقع بعد أداة الاستثناء "إلا" فخالف في حكمه حكم المستثنى منه "الملائكة" ٠
* وحكم المستثنى للاسم الواقع بعد إلا ثلاث أحوال :
وجوب النصب - جواز النصب و الاتباع لما قبله من ترجيح الاتباع ، ووجوب إعرابه حسب موقعه في الجملة ٠
و إلا إذا قصد بها قبلها فهي غير التوكيد في التكرار ٠
وعندما تكرر للتوكيد لم تؤثر فيما دخلت عليه شيئا ٠
و أما الاستثناء بغير إلا ألفاظ منها ما يكون اسما وفعلا وحرفا ٠
أما الفعل و الحرف خلا و عدا و حاشا ٠
* مع أركان الاستثناء :
فللاستثناء ثلاثة أركان كالآتي:
= المستثنى :
وهو سم ظاهر أوضمير أومصدر مؤوّل، ويقع بعد الأداة مباشرة، ولا يمكن حذفه، مثل: "إبليس"٠
والمستثنى منه :
وهو اسم، ويكون قبل الأداة، ويمكن حذفه، مثل: "الملائكة" ٠
والأداة مثل: "إلّا" ٠
* والأدوات ثلاثة أقسام:
------------------
= حروف: "إلّا" ٠
= وأسماء: "غير، سوى" ٠ = وأفعال: "خلا، حاشا، عدا" ٠
و نتأمل هنا سويا كل ركن في الجملة توضيحابالتفصيل :
١ - المستثنى:
وهو الاسم المُخرج عن حكم ما قبله وهو الذي يأتي بعد إلّا، وهذا الاسم إمّا يكون"متَّصلًا" وذلك إذا كان المُستثنى من جنس المُستثنى منه، مثال: حضر الطلابُ إلّا أحمد، فـ"أحمد" من جنس المستثنى منه "الطلاب"، وإمّا أن يكون "منقطعًا" وذلك إذا كان المستثنى من جنس ما استُثْنِيَ منه، مثال: احترق المنزل إلّا الكتب، فالمستثنى هنا "الكتب" ليس من جنس المُستثنى منه ولكن المشترك بينهما هو الحكم "احترق".
٢ -المستثنى منه:
وهو الاسم الذي يقع قبل إلّا ويشتمل في معناه على ما بعدها، وهذا الاسم لا يكون إلّا معرفةً، مثل: نجح الطلاب إلّا طالبًا، فـ"الطلاب" معرفة، أو أن يكون نكرة مفيدة، وذلك في مثل: ما جاء أحدٌ إلّا سعيدًا.
٣ - الأداة:
وهذه الأداة هي التي بوساطتها يُستثنى الاسم الذي بعدها ممّا قبلها، وقد تكون حرفًا وقد تكون اسمًا وقد تكون فعلًا ٠
* أدوات الاستثناء :
============
إنّ أدوات الاستثناء متنوّعة بين حرفٍ واسمٍ وفعلٍ وهي:
= الحروف وهي "إلّا"، وللاسم بعدها أحكام، حيث يختلف إعراب الاسم بعد "إلّا" بحسب نوع الاستثناء المستخدم في الجملة ٠
= الأسماء وهي :
"غير وسوى"، وهذه الأسماء تأخذ حكم الاسم الذي يلي "إلّا" في الإعراب، ويُعرب الاسم الذي يليها مضافًا إليه مجرور، وتكون منصوبة على الاستثناء إذا كان الاستثناء تامًّا مُثبتًا، مثال:
جاء الطلابُ غيرَ سعيدٍ، فـ"غير" مستثنى بإلّا منصوب، و"سعيد" مضاف إليه مجرور، وإذا كان تامًّا منفيًّا إمّا أن تُعرب مستثنى ٠
وإمّا أن تُعرب بحسب موقعها، مثال:
ما جاء الطلاب غيرَ أو غيرُ سعيد، فـ"غير" بالنصب مستثنى بإلا منصوب، وبالرفع بدل من الطلاب مرفوع.
= الأفعال وهي "خلا وعدا وحاشا" ٠
والاسم بعدها إمّا أن يكون منصوبًا على أنّه مفعول به إذا اعتبرَتْ أفعالًا، وإمّا أن يكون الاسم بعدها مجرورًا لفظًا منصوبًا محلًّا على الاستثناء إذا اعتبرَتْ الأدوات السابقة حروف جرٍّ، وذلك في مثل: حضر القوم عدا محمدًا أو محمدٍ، فـ"محمدًا" مفعول به منصوب "إذا اعتُبِرَ عدا فعل"، و"محمدٍ" اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على الاستثناء "إذا اعتُبِرَ عدا حرف جر"، وإن سبقت هذه الأفعال بـ"ما" توجّبَ النصبُ، مثال: حضر القوم ما عدا عليًّا، فـ"عليًّا" مفعول به منصوب.
من الأفعال التي تُفيد الاستثناء أيضًا "ليس" و"لا يكون"، فقد يأتيان بمعنى إلا فيستثنى بهما، وذلك مثل:
جاء الطلاب ليس زيدًا، أو لا يكون زيدًا، وهنا يكون اسم الفعل الناقص ضميرًا مستترًا وجوبًا تقديره "هو" والخبر هو الاسم المنصوب الذي يليه، فـ"زيدًا" خبر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة، وقد أخرج بعض العلماء هذه الأفعال عن فعليّتها إلى الحرفية تشبيهًا بـ"إلّا"، وعلى هذا القول يكون الاسم الذي يليها ليس خبرًا أو مفعولًا به وإنّما مُستثنى منصوب.
و أخيرا ً بعد هذا العرض لدرس الاستثناء في النحو العربي في خطوط رئيسة للكلام المستخدم نطقا و كتابة بعيد عن اللحن و فساد الكلام كانت هذه السطور ، بعيدا عن التعقيد و فلسفة النحو غير المستخدمة ، فهناك تفصيلات و تفريعات طويلة في الدرس فلم نلتفت إلى الكثير منها حيث لا نستخدمه في الحياة اليومية من الحديث فكان الاستغناء عنه غير ملزم سواء منقطع او متصل ٠
و نتمنى أن نكون قد وضحنا بعض الشيء اليسير في هذا المدخل لعلم النحو و الصرف ٠
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مدخل إلى علم النحو و الصرف

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق