وداعا الشاعر الشعبي الغنائي العراقي عادل محسن " ١٩٦٠ / ٢٠٢٠ م "
( ساعة وتغيب الشمس ٠٠ !! )
" ترى عيونك بدوني تفارك الشوف ..
و بدوني تعيش كل عمرك بحيرة ٠ "
الموت يغيّب الشاعر العراقي عادل محسن بعد صراع مع المرض في مستشفى اليرموك في يوم الخميس الموافق ١٧ / ٩ / ٢٠٢٠ م ٠
مازال مسلسل رحيل الشعراء شاهرا سيفه على الشعر و الشعراء في حلقة صراع و مرض و حرمان و غربة ٠٠٠
مع الواقع المذري للمجتمع العربي ، و بلاد الرافدين تودع شاعرنا الكبير رمز القصيدة الشعبية الغنائية أمل الشارع العريض في صمت هكذا ٠٠٠ !!٠
و يقول عادل محسن في مقطوعة غنائية ذائعة الصيت :
(الأب، لاتخدعك ضحكة، البنات، خابرتها وخابرتني، النساء،أشوفك وين، ساعة وتغيب الشمس، الورد، الغربة، وبكون يمك).
-نبذة عن شاعرنا :
عادل محسن شاعر شعبي عراقي ولد في عام 1960 م ببغداد، العراق ، ليرحل عن عالمنا يوم الخميس – 17 سبتمبر 2020 م ٠
و كان يلتقى العلاج في لبنان، قبل أن يعود إلى بغداد ويفارق الحياة.
بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر ناهز 60 عاما.
وكانت الحالة الصحية للشاعر الراحل قد تدهورت في الأيام الماضية، وسافر إلى لبنان لتلقي العلاج.
اشتهر بكتابة الأغاني، وحصل على جوائز عدة منها جائزة أفضل شاعر غنائي عراقي عام 2000، جائزة الإبداع الثقافي لعام 1999 من وزارة الثقافة وجائزة لقب أفضل شاعر شاب لعام 1999.
و الشاعر الغنائي عادل محسن حاصل علي البكالوريوس في التربية من جامعة بغداد ١٩٩٨ م ، ويعد أحد أبرز الشعراء في العراق، حيث كتب العديد من القصائد الغنائية لمطربين عراقيين وعرب.
-حول شاعريته :
----------------------
شاعرنا يمتلك لغة جميلة بسيطة شعبية ذات مفردات خاصة يخاطب بها مشاعر المتلقي ، أضف الي تصويراته البيانية ، و إيقاعاته المتدفقة من ظلال الشجن مع الحياة في تناغم يعانق الروح في تلقائية مفرطة ٠٠
كما يعد من الأسماء المعروفة في الأوساط الأدبية العراقية، وكتب العديد من القصائد والنصوص الغنائية لعدة مطربين، وعمل أيضا في تقديم البرامج الشعرية في عدد من القنوات الفضائية.
كما قدم مجموعة كبيرة من الأشرطة والأقراص الصوتية والمرئية لقصائد بصوته منتشرة في الشارع العراقي.
مختارات من شعره الغنائي الشعبي :
==========
مع قصيدة (اشوفك وين
اشوفك وين؟ ) و التي يبث فيها عادل محسن تباريح الأشواق متسائلا مع الوعد بالحبيب :
حبيبي اتوسلك واطلبها منك دين
اشوفك وين؟ يالساعة افراكك جنهة عشر اسنين
اشوفك وين؟ عين الماتشوفك عمية هاي العين
وعين المابجتلك شلي بيها العين
وابوسك وين؟ لو مره اني اشوفك كلي ابوسك وين
عالخدين... ماظن تطفة ناري ابوسة الخدين
ابوس العين... لا يالعين صدكـ انتهي لو صرنة عين بعين
واشمك وين... شعرك لو ركبتك لو من الجفنين
لو من الشفايف لو من الرمشين
لايازين ترة اطباع المفارك مو اطباع الزين
تذكر بالهوى شكد جنة متصافين؟
ما اذكر حبيبي بلحظة انتة بعيد
انت اقرب الي من رمش العين
مايشبهك احد بالعشك والله
اني اوياكبالحب نختلف ياحلو عالباقين
اني وياك مو انسان يهوى انسان
اني وياك واحد منقسم نصين
لو جبنة الحلاوة انتة اجمل الحلوين
ولو جبنة الوفة انتة اغلى الموافين
لا ياعين لتبطلين دمعج مو خسارة يروح عالحلوين... عالغالين
روحي اليوم تخلص حدها هذا اليوم
اخاف انتهي وتندم ياحلو بعدين
اشوفك وين؟
***
و ينتقل بنا شاعرنا الرومانسي عادل محسن في قصائد غزلية أخرى مغناة بعنوان ( ساعة وتغيب الشمس )
فيترنم بها عطرها و كأنه يعلم ساعة الرحيل في نبوءة الوداع برمز غروب الشمس فيقول :
ساعة وتغيب الشمس ساعة ويجيني الليل.....
ويحتاج حيل ودمع ومنين اجيب الحيل.....
روحي حمامة صفت ابيت اهلي تدور.....
اشتاقيت لمي انا والخبزة التنور.....
بديرة هلي بالطعم يختلف حتى الماي.....
وحتى الهوى يم هلي يختلف والله اهواي.....
كل ليلة تسوى العمر لو كعدو اهلي وياي.....
ومن ايد امي الصبح محلى استكان الجاي.....
يامنطقتنة حلم ارجع الاصحابي.....
وكل ساعة صاحب يجي ويدك على بابي.....
محتاج محبوبتي الحلوة ام جفن غافي.....
واتمنة هسة تجي وتغفة على جتافي.....
مشتاق للمدرسة والجرس والساحة.....
اطفال نركض ركض بس نشعر براحة.....
اشما دار بية الزمن ابقى الهلي ميال.....
ومنين احصل كلب يتحمل الترحال.....
***
و نختم له بهذه القصيدة الغنائية الرائعة، و التي تحت عنوان (تعـــــــــــال) متوسلا بالمحبوب في حوار راق و مصارحة ، و يعلن عودة التسامح ، و يتذكر الذي بينه و بين الحبيب ، كل عمري وسنيني ، و يجزم بقراره اذا مرك دمع وبجيت فد يوم دموعك ردت بيهن تشتريني ٠٠
حقا إنها كلمات تهز اوتارها رجع الصدى و الحنين مستخدما هذا الفعل " تعال " ٠٠ :
تعال اصفي البينك وبيني وبعد ارجوك لتحاول تجيني
اذا اطلبك امسامح.
كلشي ماريد واذا مطلوب الك جيت ا فك ديني
اذا مرك سهر وسهرت فد يوم انا سهران الك كل عمري وسنيني
واذا مرك دمع وبجيت فد يوم دموعك ردت بيهن تشتريني
جنت قاسي بمحبتك حيل وياي وعلى اصغر مواقف تبجيني
وجنت ملهوف اجيك ودمعتي اتسيل وجنت مرتاح تضحك تلتقيني
تعال وكل طرف يحجي اليريدة ونمحي اثار حبنة ومانعيدة
ماأندم على ماكان رايح انا اخسرتك بس صدك اني رابح
واذا متباهي انك عني صديت صدك باجر مدنك تجيني ٠
-----
هذه كانت تأملات مع شاعرنا العراقي الراحل عادل محسن - الشاعر الشعبي الغنائي الذي جسد حلم وفرح وحزن الواقع العراقي من خلال كلماته الواقعية و المؤثرة ، و لم لا فهو ابن هذه الأرض التي أنجبت فحول الشعر ، و يعد امتدادا لموال عراقي بغدادي ذات شجن مسافر مع الروح دائما ٠
سلاما عليه في سجل الخالدين ٠٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠