نورهان المغربى تكتب.. أموات على قيد الحياة

نحن أموات علي قيد الحياه ما د‏منا نحيا بلا رفيق وأنيس لوحدتنا مادمنا نحيا بدون أيد تمتد لنا تطبطب علينا وتمسح دموعنا.

أموات لو لم نجد الحضن الدافئ الذي يحتوينا ليمحو قساوة السنين وظلم البشر

جميعنا قبور متحركة لو لم نتبادل الحب.

وان سألتني عن الحب لحدّثتك كيف يحوّل شخص واحد فقط باتصال واحد فقط برسالة واحدة فقط.. بكلمة واحدة فقط حياة شخص آخر من العدم إلى الوجود من التعب إلى العافية كيف يعيد له رئتيه لكي يتنفس وملامحه وضحكته وشعوره بالرغبة في الحياة أكثر.

الحبّ شيء أقرب لنفخ الروح لأن الله وحده هو القادر على خلقه في قلوبنا وهو وحده القادر أيضآ على انتزاعه منها..وبالرغم من ذلك هناك كثير منا يحيا بدون هذا الشعور.. نحن لا نموت حين تفارقنا الروح نحن نموت حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير فلا يزداد سِوى أعمارنا وأوزاننا.

نحن نموت على قَيد الحياة حين يتوقف كل شيء داخلنا فنشعُر بهدوء القبور رُغمَ الضجيج حولنا نموت بأرواحنا المُتعبة وقلوبنا المُتهالِكة وأجسادنا الهَشّة وعقولنا المُزدحِمة بالأسرار والمواجِع والحنين.

نموت حين نشعر بالوحدة ونتأكد اننا بالفعل ليس لنا أحد .. نعيش في غُربة وبينَ أنفسِنا أموات بين موت الأحياء بأجسادنا الهشّة وعقولنا المزدحِمة.

نموت حين نتغافَل عن الأيام وهي تمضي أمام أعيننا دون أن نعيش بها.. نموت حينَ نترُك مشاعرنا تنقاد نحوَ الممر الخاطئ الذي يؤدي إلى آلام تأكل حاضِرنا.. نموت حين نجهَل ماذا يعني وجودنا في هذا العالم.. حين نخاف مستقبلنا المجهول ونرتدي مالا يُناسبنا مِن أشخاص وأفكار ومواقف.. نموت عندما تموت فينا المشاعر والأحلام

عندما نعيش حياة لم نختارها فنتصنّع البسمة والرضا ونحن نحترِق في أعماقنا ويبقى أعظم موت حين تموت قلوبنا من كثرة الألآم والصدمات والجروح.

حقيقه مؤكدة نحن أموات علي قيد الحياه.