جهود الدولة لتحقيق وفرض منظومة التأمين الصحي الجديدة ، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية لا ينكرها إلا هؤلاء الذين تقطر قلوبهم بالجحود وبعض الذين يعانون من الحول السياسى والاجتماعى والمشككين فى الأداء الوطنى المسؤول الذى تعيشه مصر هذه الأيام.
المنظومة الصحية التى يتطلع اليها المصريون ليست (ترفا ولا منة) سيغرق فيه أكثر من مئة مليون مواطن، ولكنها حق أصيل وجوهرى من ابسط حقوق الإنسان فى أى مكان ..فطالما المواطن يدفع ضرائبه ويسدد رسوم خدماته للدولة صاغرا ، فإنه من حقه أن يحصل بالمقابل على خدمات صحية انسانية وتعليمية لائقة و جيدة تصون كرامته وتؤمن مستقبله..وطرق وشوارع آمنة بلا حفر و مطبات تؤمن سيره وسيارته .
.فى المجتمعات الراقية التى تحترم رعاياها لا ضرائب ولا رسوم خدمات بلا مقابل والا تصبح نوعا من ( الجباية الرخيصة والابتزاز المقيت) سرعان ما يشعل الضغائن والأحقاد فى الصدور ويوغرها بالكراهية للأنظمة.. !!
وحتى تكتمل المنظومة الصحية المنشودة وتصبح واقعا معاشا فان ثمة امور نحسب ان السلطات الصحية بحاجة إلى التحلى بها هذه الأيام ، خاصة فى ظل الحملات والمبادرات الوطنية الصحية التى تحرص عليها القيادة السياسية وتوجه بها من حين إلى آخر .
تبرز على رأس تلك الأمور التى يجب مراعاتها ضرورة التيسير على المرضى وذويهم؛ وخاصة هؤلاء أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة أو حتى الذين يتعرضون لحوادث طارئة..نريد لهم خدمات صحية بلا(توسل أو تسول) .. لا نريد خدمات تنتزعها ( الوساطات أو بطاقات التوصيات )..خدمات لا تفرق بين فئات الشعب..
.لا نريد خدمات" خمس نجوم" ومميزة للمعارف و أصحاب الوساطات و أخرى فى ردهات واروقة المستشفيات او تحت اشجارها..!!
التمييز فى الخدمات الصحية داخل المستشفيات والمراكز الحكومية جريمة أخلاقية وسلوك غير انسانى بغيض يتنافى مع ابسط حقوق الإنسان وانتهاك فاضح لها...
الله خلقنا سواء ويبتلينا بلا تمييز..فلا تنتهكوا حكمة وشرع الله...
