السبت, 04 فبراير 2017 02:06 مساءً 0 646 0
وبكت صغيرتي فى العيد.. بقلم الشيخ سعد الفقي
وبكت صغيرتي فى العيد..  بقلم الشيخ سعد الفقي
وبكت صغيرتي فى العيد..  بقلم الشيخ سعد الفقي
وبكت صغيرتي فى العيد..  بقلم الشيخ سعد الفقي

** وبكت صغيرتي فى العيد..  بقلم الشيخ سعد الفقي

 بكت صغيرتي، وتمادت في بكائها، دون سبب، هذا ما اعرفه وتعرفه والدتها، وقد جاهدنا وثابرنا من أجل أن نهدئ من روعها، ونغرس الطمأنينة والسكينة في قلبها. ولكن باءت كل محاولاتنا بالفشل!!، فالذي أعلمه أننا في صبيحة عيد الأضحى، وهو يوم جعله الله لنا عيدًا في الأرض وفى السماء، فيه يفرح الكبار، ويلهوا الصغار، والمفترض أننا جميعا فيه مبتهجون كبارًا وصغارًا شبابًا وشيوخًا، صغيرتي ومنذ بزوغ فجر العيد، والدموع تنهمر على وجنتيها، إذا ماذا أصابها؟، وما دهاها؟، منذ شهور عديدة وأنا أرسم الخطط والبرامج لعبور هذا اليوم والنهوض بها وأشقائها. مرات عديدة ضربت أخماسا في أسداس لتدبير المتطلبات الضرورية من لباس وطعام وشراب، إلا أنني كنت أخفق، وأطوى صفحة الأرقام، وكان زادي من الصبر قوله تعالى "يدبر الأمر".

صغيرتي ما زالت على حالتها وإن تطورت إلى الانتحاب، مرة أخرى أحاول الوقوف على ما تريد، أخيرا قالتها: أنها تريد الذهاب إلى العيد، هذا مطلبها وأنا بدوري لا أملك الاستسلام والانقياد لأمرها مهما كان الثمن، عندها أصابني الدوار وتوقفت أعمال العقل، ماذا أقول لها؟ أنها تبحث عن العيد ولا أجده لها وقد لقنتني الصغيرة درساً إلا أنه جديد، فالسعادة كما رأت تلاشت في زمانها، والرحمة بدورها ذهبت إلي غير رجعة، والتواصل الذي كان افتقدناه ونحن لا ندري، والعلاقات الأسرية هي الأخرى أصيبت بداء الفرقة والتشرذم والتفكك، وغالبيتنا إن لم يكن جميعنا أصبح في غربة وإن عاش بيننا، وألقينا عليه السلام صباحاً ومساءً.

 بكت صغيرتي وأبكتني أيضا وأبكت كل من حضر لتهنئتنا بالعيد ورحت أتساءل، وتساءل الحاضرون أيضاً، ماذا دهانا والي أين نحن ذاهبون هل نحن فعلاً نستحق أن نحتفل بالعيد، وبالجملة هل نحن بما أصابنا من تقهقر في أخلاقياتنا نسير علي هديه صلي الله عليه وسلم، أم أننا إلي الهاوية أسرع، فالثابت أننا جميعاً إلا من رحم ربي نبحث عن همومنا وطموحاتنا وإن تخطينا رقاب الآخرين، ثوابت أخلاقية كثيرة اندثرت من حياتنا ولم نعد فعلاً نستشعر مواطن السعادة التي افتقدناها في حياتنا ولم ننتبه إليها . والحمد لله أن صغيرتي قد استشعرت بفطرتها وعفويتها أن أعيادنا أصيبت أجواءها بالتلوث ولم نعد نري من مباهجها إلا المظاهر أما جوهرها فقد طواه الثري ويا صغيرتي ربما جاء العيد القادم وقد تبدل حالنا ونهضنا من كبوتنا واستيقظنا من سباتنا واستعدنا عافيتنا، وما ذلك علي الله بعزيز.

   كاتب وباحث **

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
وبكت صغيرتي الشيخ سعد الفقي

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق