الجمعة, 19 فبراير 2021 11:57 صباحًا 0 502 0
عبدالعزيز صبره يكتب.. أرجوك.. إفهم كلامي
عبدالعزيز صبره يكتب.. أرجوك.. إفهم كلامي

مصر تنتصر الآن، عزيزي، وحبيبي، يا غالي، أرجوك افهم كلامي، افهم تلميحي قبل أن تعي تصريحي، فكَّر وتدبر، مصر تنتصر الآن.

لم تكن مشكلة مصر والسودان هي سد النهضة أبداً، أي نعم السد خطر، ويتمثل خطره في أنه أشد فتكا ودمارًا من الأسلحة النووية.  لم تكن خطورة السد في أنه سيقلل كمية المياه المتدفقة، أو سيؤثر على حصة مصر أو مجرى النيل الرباني التاريخي.  ولكن الخطر الحقيقي من هذا السد أنه حتى ولو تم بناؤه بعد مئات السنين أو حتى آلاف السنين، وتم ملؤه بالماء، فقد أصبحت مصر والسودان تحت تهديد خطر الفيضان الجارف - الذي قد يحدث عمدًا أو خطًأ أو سهوًا لأي سبب أو نسفًا من قبل أي عدو من أي مكان في العالم-  يمكنه أن يجرف البلدين السودان ومصر، ولا يبقي منهما أثرًا، على الأقل سوف يدمر الفيضان السودان تدميرًا شبه كاملا، وسوف يدمر معظم أو غالبية مصر.

تخيل مثلا القاهرة ومدن الدلتا تغرق تحت فيضان يرتفع لعشرات الأمتار مكتسحا البيوت والعمارات والبنايات ومدمرًا كل شئ.  هل تتخيل تدمير الدلتا بالكامل وموت كل من بها من إنسان وحيوان، ودمار كثير من القرى والمدن في الصعيد.

إذن، ما هو الحل؟ هل كان الحل في الوصول إلى اتفاق على تعبئة خزان السد في 10سنوات أو سبع سنين كما كانت تتفاوض مصر بدلا من 4 سنوات كما كانت تتمسك إثيوبيا؟ لا يا عزيزي، لا يا صديقي، لا يا غالي.  فعدد السنوات حتى ولو أن السد سيبنى ويملأ بالماء بعد ألف لا يُعتد به، فبداية من تلك اللحظة أصبحت مصر مجرد جارية عند إثيوبيا إذن ما هو الحل؟ هل الحل في تدمير السد، أم محو الفكرة من أساسها.

لذلك استغرقت المفاوضات سنوات وسنوات وظهرت مصر في كثير من الأحيان بمظهر المهزوم المستجدي للعطف والحنان الإثيوبي.. واصبر يا صديقي إثيوبيا التي توسعت إبان فترة الاحتلال الغربي الأوروبي خلال القرن التاسع عشر وبعد أن تكتلت أوروبا وتركيا.. نعم تركيا وأوروبا لتدمير مصر وهزيمة محمد علي باشا توسعت إثيوبيا ومارست سياسات توسعية على حساب جيرانها.. واغتصبت أراض تعود الآن لأصحابها.. تعود الآن "الفشقة" للسودان الذي يطالب ببقية أراضيه والتي تضم الأرض نفسها التي بها سد النهضة.

وعلى فكرة يا صديقي العزيز السودان تسترد أراضيها بكل قوة وبنصر مبين ولاذ آبي أحمد بالصمت مدعيا إنه "بتاع سلام"  وأما إقليم تيجراي فيسعى لاستعادة استقلاله المسلوب، وهناك إقليم صوماليا الذي يتألم بعيدا عن حضن الأم الصومال ويحلم بالاستقلال والعودة لأصله وطبيعته.

وإريتريا التي سبق لها واستقلت في أحداث مشابهة أيام جمال عبدالناصر تحلم بالتخلص من التغول والاحتلال السابق الإثيوبي هل أحكي لك أن هناك ألاف الخبراء العسكريين المصريين يقومون بتدريب مشترك وتأسيس الجيش الجنوب سوداني.

وإذا سألك أحدهم يا صديقي عن ذلك، فقل إن هذا مجرد تدريب وفق اتفاق بين الصديقين مصر، وجنوب السودان، وأن مصر لا تبني قواعد عسكرية خارج أراضيها.  هل تعلم أن ذلك النصر يتكرر في ليبيا التي ستعود ليبيا الموحدة الشقيقة السالمة الموحدة ولكن مع اختلاف السيناريو والتفاصيل التي تحتاج لمقال آخر على الأقل.  هل تعلم أن منطقة الخليج ستعود "خالصة مخلصة"  أشقاء محبون، وأن البحر المتوسط مصر تفرض به سيطرتها بقوة وبثبات وبهدوء وبشراكة لاستخراج البترول والغاز مع أوروبا وأمريكا.. إن شئت ابحث عن الشركات العالمية التي وقعت مصر معها اتفاقيات للبحث والاستكشاف والتنقيب وستجدها أمريكية، إنجليزية، إيطالية، فرنسية، هولندية عالمية.

وهكذا العالم يا صديقي يحتاج من يتعامل معه بكفاءة وبمصالح مشتركة لتحقيق النمو والأرباح المشتركة، ولا يحتاج من يخضع مرة ذليلا ومرة أخرى يعمل فيها عنتر بن شداد.  "مينفعش" تكون عضو في حلف الناتو مع أمريكا وأوروبا، كتركيا مثلا، وتحاول أن تكون حليفا للروس.. هذه عبقرية لا تستوعبها البشرية تتفرد بها كائنات إخوانية من عينة أردوغان وآبي أحمد.. أما مصر فقد فهمت كيف يدُور العالم ببساطة، وتعلمت كيف تتخلص من عدوها خلاصا نهائيا.

عبدالعزيز صبره

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
عبدالعزيز صبره إفهم كلامي

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق