السبت, 06 فبراير 2021 07:21 مساءً 0 336 0
كيف أصبح كورونا عقاب ووباء بينما.. عمواس.. ابتلاء وجزاء؟!
كيف أصبح كورونا عقاب ووباء  بينما.. عمواس.. ابتلاء وجزاء؟!
كيف أصبح كورونا عقاب ووباء  بينما.. عمواس.. ابتلاء وجزاء؟!

يختلط على الكثير التفرقة بين البلاء متى يصنف على أنه نقمة ومتى يكون نعمه؟ الابتلاء فى الشرع أو البلاء يأتى لجميع أهل الأرض مؤمنه وكافره.. الطائع منه والعاصى .. البَر والفاجر، بل إن أفضل الخلق وهم الأنبياء والمرسلين قد ابتلوا أشد أنواع الابتلاءات؛ ولكن هل يتساوى ابتلاء الصالحين بالفاسدين؟!.

 هيهات هيهات فقد قسم العلماء البلاء لثلاثة أنواع وهى أولًا: لرفع الدرجات، وهذا لا يكون إلا مع الرسل والأنبياء لتعلو درجاتهم فى الجنة.

ثانيًا: تكفيرًا للذنوب، وهذه تكون للعوام، فمن منا لا يذنب ولا يرتكب أخطاء؟  فتكون تلك الابتلاءات مقابلة ومكفرة لتلك الذنوب، فغيبتِك على زوجة أخيكِ ذنب، وكلامكِ على والدة زوجكِ ذنب، ونظركَ للمحرمات ذنب، وعدم إخلاصُكَ فى عملك ذنب، كلها ذنوب يكفرها لك الله بابتلاءاتٍ لك فى حياتك، وتختلف عقوبة الابتلاء هنا حسب المعاصى، فالسرقة مثلاً لا توازى تأخير الصلاة ، والنظر فى  المحرمات لا يعادل الزنا؛ فكلٌ حسب ذنوبه، فالابتلاء يكون للمذنب تكفيرًا لذنبه، بينما للعاصي المجرم كثير العصيان عقابًا له.

ثالثًا: يكون الابتلاء انتقامًا من المولى عز وجل من الفجار والطغاة الظالمين مثل قوم عاد، وقوم لوط ، وفرعون وثمود.

هذا على حسب حالك مع الله, وكلٌ يعرف نفسه مهما خدع الناس، فيأتى نفس البلاء لأشخاصٍ مختلفين  فيكون لهؤلاء تكفيرًا للذنوب، ولهؤلاء عقوبةً.

 فقد تعرض المسلمون للقتل فى غزوة أحد ومات أيضًا من مشركى قريش الكثير، فهل يتساوى الفريقان.

بمعنى أشمل نتعرض فى العصور الحديثة لأوبئةٍ كثيرةٍ فمنذ أكثر من مائة عام قضت الإنفلونزا الإسبانية على أكثر من أربعين مليون إنسان، والآن فيروس كورونا يرتع فى الأرض بكل مكانٍ مخلفاً وراءه الموتى والمصابين                                                                                             ، ولكن فى المقابل ألم يلتهم طاعون عمواس فى القرن الخيري الأول عام ثمانية عشر من الهجرة وفى خلافةٍ  فاروق الأمة عمر بن الخطاب  كثيراً من الصحابة؟!.

 فقد ذُكر فى أغلب الروايات أنه قد مات  فى هذا الطاعون الذى فتك بمعظم أراضى الشام ما يقرب من خمسة وعشرين ألفاً من خير سكان الأرض آنذاك.. هل كان ذلك عقوبة من الله على تركهم منهجه، أم كان للتطهير وتكفير الذنوب؟ لماذا  نستبعد عقوبة الله لنا الآن.

د. محمد كامل الباز

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
كورونا عمواس

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق