الأحد, 22 يناير 2017 08:58 مساءً 0 687 0
الشيخ سعد الفقي يكتب لـ"مع الناس نيوز": أخلاقيات الريف أين ذهبت؟!!
الشيخ سعد الفقي يكتب لـ

 

الشيخ سعد الفقي يكتب لـ"مع الناس نيوز": أخلاقيات الريف أين ذهبت؟!!

 

 الريف المصري، عشنا أيامه، وأزمانه، الوارفة واليانعة، زمان كان الصفاء والنقاء والإخلاص والإيثار، عناوين لابن الريف، لا فرق بين هذا وذاك ،ولا بين الفقير أو الغني. همزات الوصل التي كانت تجمع بينهم كثيرة، "الجدعنة"، بمعناها الشريف، والتي أصبحت بقدرة قادر "بلطجة" وخروج عن المألوف.

 أين ذهبت هذة المنظومة، ومتي تعود إلي أحضان الريف المصري ، عندما كان أحدهم يتألم، كان الجميع يعيشون نفس الألم القريب والغريب، وعندما كان أحدهم يفرح كانوا كذلك يفرحون.

اليوم تاهت هذه المعالم النبيلة، وانسلخت القرية المصرية عن الثوابت التي تربينا عليها، فلم يعد الصغير يقدّر الكبير، زمان كان من العيب أن تري شابًا يمر علي "الحج فلان" وهو يركب دابته، اليوم أصبح طبيعيًا ومألوفًا أن تري شابًا في ريعانه، وهو يجلس علي قارعة الطريق، وقد وضع ساقًا علي ساق، دون مراعاة لمنظومة الأخلاق التي تعارف عليها الناس، والتي تعلمناها من الآباء والأجداد.

زمان عندما كان يموت أحد أبناء القرية، كان الجميع يعيش حاله من الحزن والألم ، كانت الأفراح تؤجل وبالتالي كل مراسمهما، أما اليوم الفرح بصولجانه و"ديجيهاته" علي مقربه من مراسم العزاء، فقد ذهب الحياء إلي غير رجعة.

زمان كان من الصعب أن تري جائعًا أو محرومًا، كنا نتناول وجبة العشاء التي تحتوي علي الأصناف الخمسة من الطعام ، فهذا الصنف من جارتنا فلانة، والآخر من "الحجة صابحة"، والثالث من "الحجة نبوية".. إلخ.

 ضرورات الحياة ومقومات المعيشة كانت موجودة عند الجميع وفي كل البيوت تقريبا، من خلال ثقافة الإنفاق الذي لا يتوقف، ومن كل ما تنبت الأرض الزراعية.

 زمان كانت القناعة والرضا زاد للجميع، وكانت القلوب صافية من الغل والحقد والحسد، ولم لا وقد عمرت بالحب والإيثار، ومساعدة الآخرين، وإن كانوا في أقاصي القرية.

زمان لا يمكن أن ننسي هذا المنظر المألوف، والنبيل عندما كان الناس يتجمعون قبيل مدفع الإفطار، يتسامرون في كل ما هو خير، وكانوا يتراصون في المساجد ليلا، القلوب كما الأجسام.

أما الآن فالتنافر عنوان حي، وواقعي والبغض قطّع كل الأواصر والجسور التي كانت، وما كان من علاقات طيبه في الريف المصري.

 متي يعود الريف إلي أزمانه الوارفة واليانعة، وأدناها الحب الذي افتقدناه، والإخلاص الذي أصبح عمله نادرة؟!!.

 

** كاتب وباحث

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الشيخ سعد الفقي مع الناس نيوز أخلاقيات الريف

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق