الخميس, 16 ابرايل 2020 07:24 مساءً 0 423 0
عبد الرزاق مكادى يكتب .. مواقع " الردع الاجتماعى"..!
عبد الرزاق مكادى يكتب .. مواقع

عبد الرزاق مكادى يكتب .. مواقع " الردع الاجتماعى"..!

التصدى للفساد ومكافحة الانحرافات داخل المجتمع يبرز كواحدة من اهم وظائف الاعلام عن طريق تعرية هؤلاء المفسدين والمنحرفين وتقديمهم الى القضاء لمعقابتهم ، والى المجتمع الذى يتولى بدوره ايضا نبذهم وفضهحم "وتجريسهم" وبالتالى تحقيق ما يسمى بالردع الاجتماعى؛

الذى يفترض ان يترتب عليه تنظيف المجتمع من هؤلاء وافعالهم وجرائمهم ؛ وهو هدف لن يتحقق الا بنشر اسماء هؤلاء سواء كانوا اشخاصا او شركات او مصانع ؛

طالما صدرت بحقهم احكام قضائية نهائية تؤكد ادانتهم بما نسب اليهم؛ وللاسف ففى عالم الصحافة مازالت بعض الصحف عندما تعالج قضية فساد تكتفى بنشراسماء المدانين اما مختصرة بالحروف الاولى او بالتجهيل والتعميم بالقول ( احدى الشركات او احد المصانع ) ؛اوخوفا من وقوع الجريدة تحت طائلة الملاحقة القانونية بجريمة (التشهير والقذف).على الرغم من صدور حكم قضائى..!!..

وفى مواضع اخرى تطل براسها سطوة المال ,وتاثيره وتطفو على السطح علاقات بعض الصحف بالمعلنين، خاصة اذ ا كان من بينهم من تورط فى تلك الافعال والجرائم وطالته تلك الانهامات فاما يتم حجب الخبر او ينشر مشوها اويبث مشوشا...!!

واليوم ومع ظهور شبكة "الانترنت" ومواقع التواصل الاجتماعى واجيال الهواتف المحمولة الذكية ؛التى شكلت بدورها بيئة اعلامية جديدة ؛

جعلت التفاعل الاعلامى يتم فى ثوان معدوده؛ بعد ان اصبح نفس الشخص مرسلا ومستقبلا للرسالة الاعلامية فى ان واحد وتنامى ظاهرة الصحفى المواطن ؛

اصبحت وظيفة" الردع الاجتماعى" بلا قيود ؛ فالمواقع الاخبارية الحرة وصفحات الافراد تنشر بلا قيود اى حكم قضائى فى اى قضية فساد بالاسماء،

كما انه وبمجرد ذكرك لموقف سئ عايشته اومتاعب او اهمال فى مؤسسة خدمية ؛او رويت تجربتك المريرة فى الحصول على خدمة من هيئة حكومية.

تصبح "جرسه " وفضيحة المؤسسة او الاشخاص فى ثوان معدوده متداولة ومعروضة امام الملايين على مواقع التواصل.

 

وهكذا بقدر ما لتلك المواقع من قيمة" انسانية" فى تحقيق التواصل الاجتماعى بين الافراد فى الافراح والاحزان؛ تبقى لها ايضا وظيفتها "الشرسة"
والمطلوبه براى فى نشرثقافة " الردع الاجتماعى" ؛
 
لنبذ المنحرفين ولفظ المفسدين وتقديمهم للعدالة ان امكن؛ شريطة الا تتحول تلك المواقع الى منابر وساحات "للنميمه اوتصفية الحسابات" الشخصية
 
اوالتهجم على الاخرين والاساءة اليهم وتشويه سمعاتهم دون ادلة او اثباتات؛ وتلك امانة مقدسة متروكة لضمائر رواد واصحاب تلك المواقع..
 

وحسبنا هنا تذكر قصة ارسال النبى الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق بعد اسلامهم لتحصيل زكاتهم، ولان الوليد كانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ،

فلما اقترب من ديارهم وجدهم خرجوا من زمامهم ومعهم السلاح، فاستغرب ؛ ورجع للنبي وابلغه إن هؤلاء يريدون قتله -اى الوليد -، ومنعوا الزكاة،

فغضب النبى، وبدأ يتهيأ لحربهم وفى تلك الاثناء وصل وفد من بنى المصطلق الى النبى ليخبرونه انهم خرجوا من بيوتهم لاستقبال رسوله والاحتفاء به

قبل تسليمه زكواتهم ولكنهم لم يلاقوه ..

فانزل الله علي النبى قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ))..اذن جوهر اى عملية نشر او بث اخبارى هو التحرى والدقة احتراما

لقدسية الكلمة وامالنتها...وبالتالى تحقيق المصداقية الاعلامية..

 
 
 
 
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
عبد الرزاق مكادى يكتب .. مواقع " الردع الاجتماعى"..!

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق