عبد الرزاق مكادى يكتب :الندالة فى زمن الكورونا
اذا كان الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل.قد أبدع فى تاليف روايته (الحب فى زمن الكوليرا ) التى نشرها لأول مرة باللغة الإسبانية عام 1985 ، فإن أبناء إحدى قرى الدقهلية قد ابدعوا أيضا هذا الاسبوع فى تقديم مشهدهم "الجاهل الاحمق" الذى يتسم بالانانية ويفتقر إلى الشهامة حتى يمكن تسميته مجازا (الندالة فى عصر الكورونا) ؛ بعد ان صدموا مصر و المصريين برفضهم دفن جثمان ابنة قريتهم الطبيبة التى قتلها فيروس كورونا ؛الذى نقلته اليها ابنتها العائدة من المملكة المتحدة لزيارتها.
الأديب الكولومبي قدم فى روايته قصة حب "اسطورية" بين شاب وفتاة قرويين؛ تعهد فيها الشاب -عامل التليفون البسيط- بالا يتخلى عن حبيبته فائقة الجمال، والتى فجأة وتحت ظروف معينة تزوجت بطبيب ثرى معروف ؛ ورغم ذلك حافظ الشاب على عهده ولم يتخل عن حبه، الذى ظل يلازمه ويدغدغ عواطفه حتى بلوغهما سن السبعين، فراح يكافح ويجمع المال حتى أصبح ثريا ايضا، إلى درجة أنه تقدم للزواج منها فى يوم وفاة زوجها،مما اغضبها وجعلها تعنفه وتطرده من بيتها.
غير أن جذوة الحب عنده زادت اشتعالا، واستمر فى ملاحقتها للزواج ،حتى رضخت لتكتشف بعدها أنها مازالت تحبه أيضا. وذات يوم يدعوها الى رحلة على مركبه السياحى فى مياه المحيط ، ولكى ينفرد بها ويستمتعان بحبهما القديم المتجدد أشاع بين الركاب أن المركب موبوءة بالكوليرا فغادروها جماعات..!!
أما أبناء قرية الدقهلية فقد قدموا ايضا فصلا مؤلما من قصة "كره وندالة وخسة" غير مسبوقة،عندما تجمهروا بصورة غير حضارية وسدوا الطرق أمام سيارة الإسعاف التى نقلت جثمان ابنتهم الطبيبة ورفضوا السماح بدفنها فى مسقط
راسها ،خوفا من انتقال العدوى إلى القرية كما زعموا ، ونفس الشيء فعلته قرية زوجها ، مما اضطر الشرطة إلى التدخل وتم دفنها مع أسرة زوجها..!!