السبت, 24 أغسطس 2019 09:47 صباحًا 0 604 0
اعتذار إنساني لـ "شريف مدكور"
اعتذار إنساني لـ

اعتذار إنساني لـ "شريف مدكور"

نحن نعيش فترة حدية صعبة، فيها من الضغوط والعصبية والانفعالية ما فيها، نتيجة للتحولات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل والدينية العنيفة، ومنعًا للمزايدة أو التأويل، هي كلها تطورات ضرورية، وكان يجب أن تحدث منذ عشرات وربما مئات السنين،  وأن تأخيرها هذا زاد من حدتها حاليا.

وينعكس كل هذا على مستوى ومعدل أداءنا وأراءنا وانطباعاتنا، وإن كنت أجد أعذارا لكثير من الناس، إلا أنني لا أسامح نفسي ولا أعذرها مهنيا وأخلاقيا ونشأةً .

فنشأة فقد تعلمت من أبي يرحمه الله، وكان يجلس بين الناس في مشاكلهم، أن أتحقق أولا، وألا أكون سريع التأثر والتصديق، دون تبلد وبلا تشكيك أو وسوسة، يا ولدي يا بني: إن جاءك أحد الطرفين، باكيا مقلوعة عينه، فلا تحكم له، حتى ترى بعينيك الخصم الآخر، فربما عينيه الاثنين مقلوعتين.

ويا ولدي، يا إبني، كل حكاية وكل خبر له أصل وكل أصل له أصول، كان أبي يقول هذا ويطبقه، وكم من مشكلة حُلت للصالح العام والخاص معا، وكانت تبدو وتظهر على غير حقيقتها، وكم من أسباب حقيقية أزالت العجب.

سامحني يا أبي فقد أخطأت ونسيت وانفعلت، نسيت خبراتك في حل أشد المواقف والمشكلات تعقيدا، وكانت تهدد كثير من الأُسر والعائلات، وكم من شخص يبدو طيبا وديعا وهو شيطان رجيم، وكم من شخص ظاهره مزعجا، وهو طيب وقلبه أبيض حليب.

ومهنيا فقد تعلمنا في الصحافة الدقة والتحقق والتثبت وأن دائما الأحداث لها أسباب ومبررات وكيفية وملابسات، ولكني أيضا أخطأت.

منذ فترة استفزتني أخبار رأيتها بالخبرة مصطنعة، إحداهن سربت أخبار عن إصابتها بميكروب غريب ونادر في أنفها، والميكروب يهدد بالوصول للمخ، والأطباء وضعوها في عناية مركزة ودقيقة وأن حياتها في خطر.

تزامنت أخبار أو سبقتها، حول إصابة الإعلامي شريف مدكور بمرض السرطان، وهو ما شكك فيه البعض، ولا أنكر أني لم أكن أستلطف شريف مدكور وأداؤه ، برغم أنني كنت دائما أراه ناجحا، وإعلاميا فقد نفذ وطبق فكرة جديدة وناجحة بتقديمه، كرجل برنامجا نسائيا يهتم بأدق تفاصيل واهتمامات المرأة.

احداهن لها سوابق واستفزازات وسلوكيات فظيعة أصبحت في حكم المعروف بالضرورة، ولكنها اختلطت معي وأثرت في الحالة العامة، وسريعا ما كذبها الأستاذ الدكتور هاني الناظر الخبير العالمي في الأمراض الجلدية، والمفكر الكبير.

وسريعا ما ظهرت حقيقة أمرها ، فقد أعلنت لإحداهن عن طريق زبانيتها أن الأطباء سيقومون بعملية تغيير "مناخير" كاملة لها... وبقية قصتها يعرفها الجميع، فسريعا ما ظهرت بمناخير جديدة واستفزت المجتمع والانسانية بكلامها كإعلامية عن الناس الذين يتميزون بالسمنة "التخان" بأسلوب متخلف سيء مستفز. .. ما علينا من لإحداهن، فأمرها معروف ومكشوف، أما شريف مدكور فقد أستفزني أيضا قيامه أو قيام من معه أو ذويه ببث مباشر لدخوله احدى المستشفيات لإجرائه جراحة لمواجهة سرطان، وكان خبر اصابته أصلا قد نُشر مصحوبا بصورته راقدا في سرير المرض، وبجواره شخص في زي الطبيب، وبدت الصورة كصورة متعمدة استعطافية واستغلالية تماما مثلما رأيت عملية البث المباشر لجراحة الأورام.

كنت قد كتبت منفعلا على صفحتي على الفيس بوك مهاجما وشاتما "الإحداهن" ، وشريف مدكور، وردت علي بعض الصديقات منتقدات موقفي الإنساني السيء، وعدم تحققي، وَعِبْن علي السب والألفاظ السيئة، وتعاطفن بالذات مع شريف مدكور، ولكنهن في نفس الوقت اقترفن في نفس تعليقاتهم في حقي ما اقترفته في حق شريف مدكور ، والإحداهن.

خطأ آخر سقطت فيه انفعاليا، واستفزازيا، وهو السب، وهو ما لا يليق بي، لا مهنيا ولا نشأةً وتربيةً ، فلا أبي علمني هذا، ولا صحفيا مهنيا تعلمت ذاك، فشرعا وقانونا وعرفا كما علمني أبي، لا يجوز سب اللص مثلا أو الزاني والزانية حتى، ولو كنت أحكم عليهم فللحكم والقضاء واثبات الفعل والجُرم أصول ، ولا يجوز السب.. ، ومهنيا التحقيق وإثبات الخبر لا علاقة له بالسب.

إنسانيا، أعتذر لشريف مدكور ، فقد تحققت من بعض الثقات أنه مريض حقيقة، شفاه الله وعافاه، وأرجو أن يسامحني ويعفيني، وقد أزال عندي بعض الأخطاء المهنية أو بعض التصرفات المستفزة مثل "البث المباشر" لجراحة السرطان، ما عرفته من ظروف إنسانية، فالرجل يعيش حياته مع جمهوره وليس له سواه يشاركه آلامه ووجدانه.

وأخيرا لولا ظروف مشابهة في حدتها، وكانت ضمن عوامل الضغط والانفعال عندي، لكنت تحركت لعمل تحقيق صحفي ميداني، واستقصائي، ومعايشة إنسانية، اعتذارا له.. وأخيرا أرجوه المعذرة.

عبدالعزيز صبره

رئيس التحرير التنفيذى

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
اعتذار إنساني شريف مدكور عبدالعزيز صبره

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق