#من_عدد_أكتوبر_الورقى

#مع_الناس_نيوز

دخلت كلية الإعلام فى سبتمبر 1993 وكنا ندرس لمدة عامين مجموعة من المقررات العامة وبعض المقررات التى تساعدنا على اختيار التخصص وكنت من الأوائل منذ العام الأول، وفى نهاية العام الدراسى الثانى كان علينا تحديد رغباتنا فى التخصص، وفى ذلك الوقت كان الإقبال كبيرًا على قسمى الإذاعة والصحافة وكنت من القلائل الذين كتبوا رغبة أولى قسم العلاقات العامة والإعلان لإيمانى بأنه قسم شامل فأنت ستتعلم فنون الكتابة عندما تدرس مقرر الكتابة للعلاقات العامة والإعلان وبذلك ستقترب من قسم الصحافة إلى حد ما فالمشتغل بالعلاقات العامة يجب أن يجيد صياغة البيان الصحفى والنشرات الإخبارية التى تتحدث عن مؤسسته لتقديم صورة طيبة عنها لجماهيرها المختلفة.

كذلك يجب أن يكون طالب قسم العلاقات العامة العامة ملمًا بأساسيات التصوير حتى يستطيع على الأقل الحكم على الأفلام الوثائقية التى تجسد أعمال مؤسسته كما ستساعده هذه المهارات فى تصوير منتجاته والاستعانة بهذه الصور فى تصميم إعلانه المطبوع كما يجب أن يكون طالب قسم العلاقات العامة ملمًا بزوايا الكاميرا والإضاءة حيث يتطل عمله الرقابة على تنفيذ الإعلانات التليفزيونية أو إعلانات الفيديو بشكل عام. ومع مرور الوقت تبين لى صحة هذا  القرار خاصة مع الإقبال الشديد على القسم حيث يتوفر لدى خريجى هذا القسم العديد من فرص العمل التى تتعلق بالإعلان وبالتسويق وبالعلاقات العامة.

واسمحوا لى فى هذا المقال أن أوضح لكم ما المقصود بالعلاقات العامة والمهام الوظيفية الرئيسية لها؟

العلاقات العامة فن وعلم، فن لأن المشتغل بالعلاقات العامة لا بد أن يملك العديد من المهارات كالقدرة على الحديث وجذب اسماع المستمعين والإلمام بفنون الاتصال كمهارة الكتابة للبيانات الصحفية والنشرات الإخبارية للانجازات التى تحققها المؤسسة، وعلم لأنها عملية تتكون من أربع عناصر مستمرة وهى البحث وجمع المعلومات عن ظاهرة ما أو عن منافس أو عن التغيرات التى تحدث فى البيئة المحيطة أو عن ملابسات أزمة ما و.. غير ذلك.

ويتمثل العنصر الثانى فى التخطيط حيث يتم وضع خطط طويلة أو متوسطة أو قصيرة المدى لتحقيق الأهداف التى تسعى المنظمة بها كدعم صورتها لكسب عملاء جدد أو تدعيم سمعتها أو مواجهة الأزمات المحتمل حدوثها أو التخطيط لبرنامج اتصالى معين أو حملة للعلاقات العامة.

كما يتمثل العنصر الثالث فى الاتصال وتتعدد أدوات الاتصال سواء من داخل المنظمة لخارجها أو العكس من خارج المنظمة إلى داخلها إلا أنه بشكل عام يمكن للعلاقات العامة الجمع بين وسائل الاتصال الشخصى والجماهيرى لتحقيق أهدافها ثم أخيرًا يأتى التقويم حيث يتم مقارنة النتائج التى تم تحقيقها بالأهداف المرجو تحقيقها.

واليوم نستمع كثيرًا لمصطلح العلاقات العامة الإلكترونية أو الرقمية Online-PR حيث يمكن لإدارة العلاقات العامة توظيف موقعها الإلكترونى وحساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى وتطبيقات العلامة التجارية عبر الهواتف الذكية للوصول لجماهيرها المستهدفة لبناء ودعم سمعتها وصورتها.

كما أن المنظمات اليوم تستعين ببرامج للحاسب الآلى Soft wares لرصد كل ما يقال عن المنظمة عبر الإنترنت وبالتالى هذا الرصد المبكر قد يمنع حدوث أو تفاقم أزمة معينة. وبشكل عام لكل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعى أهمية خاصة فى عمل العلاقات العامة فتويتر يفيد فى أرسال رسائل مختصرة ومحددة للجمهور فى الوقت الفعلى للأزمة فمثلًا فى حال سقوط طائرة يقوم تويتر عبر رسائل مختصرة بالإعلان عن مدى العثور على حطام الطائرة المفقودة أو أعداد الضحايا أو مدى العثور على الصندوق الأسود أو الإجراءات التى تتخذها المنظمة للتعامل مع هذه الأزمة.. غير ذلك. أما الفيسبوك وهو الأكثر استخدامًا فى مصر فأصبح من الضرورى أن يكون لكل منظمة صفحة رسمية لها لتدير علاقاتها مع جماهيرها المختلفة عبر هذه الصفحة؛ فتعرض أحداثها الخاصة و فعالياتها وإنجازاتها عبر منشورات فى صور نصية أو مصحوبة بصور أو فيديوهات . كذلك يمكن الاستعانة بالانستجرام لتقديم قصة مصورة Story عن حدث ما للمنظمة.

تقوم أيضًا العلاقات العامة بأدواتها المختلفة بدور مهم فى إدارة الحملات الانتخابية عن طريق تقديم معلومات عن المرشحين وإدارة مواقعهم الإلكترونية أو صفحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو تنظيم الفعاليات المختلفة.

** أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة