زيارة أولياء الله الصالحين لها مذاق خاص مهما قال المتفيهقون ومدعى العلم. فقد انتهى زمن يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيراً. ولا أعتقد أن أحداً من الزائرين فكر ولو لمرة واحدة أن المزور من الأولياء يملك نفعاً أو ضراً. وربما كانت هذه الزيارات متنفساً للكثيرين فهناك الفضفضة والحكايات التى لا تنتهى. ورسائل المريدين فى مجملها تحمل الآلام والآمال التى يبحث عنهاأصحابها. مرة أخرى لا أظن أن أصحاب هذه الرسائل يبحثون عن النعيم الدنيوى والآخروى بقدر بحثهم عمن يستمع إليهم. وربما أغلقت الأبواب أمامهم ولم يجدوا من يستمع لتأوهاتهم وشكاياهم وهذا أمر يحدث كثيراً. عندما تغلق الأبواب فى وجهك ولا تجد صدراً حنوناً يتسع لسماعك..فى تقديرى أنه طريق آخر للشكوى وإيصال للأصوات المكبوتة. وربما جاهر صاحبه فصمت الأذان فى وجهه. وأعتقد أن أطباء علم الاجتماع منوط بهم الإجابة دون مواربة فهم وحدهم من يمتلكون مقومات البحث. وقبل ذلك لابد من فتح كل الأبواب الموصدة والمغلقة والاستماع بتؤده إلى كل صاحب شكاية ومحاولة إيجاد الحلول الجذرية والسريعة لها. حتى لا نترك هؤلاء أمام إرهاصات وأوهام لا تنتهى. يقينى أن الذى يملك الضر والنفع هو الله وحده ولكن ماذا أمام مظالم تتضمنها رسائل الزائرين لمقامات أولياء الله. فهى فى أغلبها تبحث عن نصير يوفر على صاحبها عنت الانتظار ونتائج يمتلكها من بيده نواصى العباد. شكايات المصريين على مر الزمان والمكان كانت تجد آذاناً صاغية عند الصالحين فى حياتهم وبعد مماتهم. ولا يمكن أن نتناسى الدور الاجتماعى الرائد الذى كانت تقوم بة نفيسة العلوم السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها وأرضاها عندما كان يذهب اليها المصريون شاكين من سوء المعيشة وارتفاع الأسعار وقلة الزاد. وقد قيل إنها اصطحبت رهط منهم ذات مرة إلى الحاكم وكان سؤالها لم وكانت الإجابة كما. والمعنى كما تكونوا يولى عليكم. وكذا لجوء أهل مصر للشيخ الخراشى أحد أهم شيوخ الأزهر الشريف والذى كان يفتح بابه أمام المظلومين والمكلومين، وقد قيل إن كلمة خراشى قيلت قبل ألف عام إبانتوليه أمر الأزهر. وأصل هذه الكلمة ينبع من أن أول شيخ كان يسمى بالشيخ محمد الخراشى وكان ناصراً للحق ولو كان صاحبه ضعيفاً ولا يخاف الظلم مهما كانت قوته، فكانت كلمة خراشى هى النداء إلى الشيخ كى ينصرهم على الظلم الواقع عليهم.
* كاتب وباحث
