الجمعة, 17 سبتمبر 2021 09:07 مساءً 0 397 0
الاحتفاء بذكرى صالح الشرنوبي في يوم ١٧ سبتمبر من كل عام ٠٠ ( عــلى شــاطــىء فــوق الحــيــاة تـمـدّدت )
الاحتفاء بذكرى صالح الشرنوبي في يوم ١٧ سبتمبر من كل عام ٠٠ ( عــلى شــاطــىء فــوق الحــيــاة تـمـدّدت )

الاحتفاء بذكرى صالح الشرنوبي في يوم ١٧ سبتمبر من كل عام ٠٠

( عــلى شــاطــىء فــوق الحــيــاة تـمـدّدت )

بقلم :
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
-------------------------
شاعر البحيرة الثائر صالح الشرنوبي ١٩٢٤ / ١٩٥١ م
رأيــت حــظــوظ النــاس شــتّــى فــجـاهـل
أمــيــرٌ وأهــل العــلم فــي كـفّه أسـرى
ونـــابـــغـــةٍ فـــذٍّ يـــعـــيـــش مـــشــرّدا
يــكــابــدُ مــن أيّـامـه الذلّ والفـقـرا
فــإن مــات هــبّ النــائمـون فـأمـطـروا
ثـراه الجـديـب القـفـر مـدمـعـهـم ثـرّا
وراحــوا يــحــيّــون الرمــيــم بــذكــره
وهـيـهـات أن تـجدى على الميّت الذكرى
لقـد كـان يـرجـو القـوت لا مـؤمنا به
فـظـنّـون يـرجـو المـسـتـحيل أو الكفرا ٠
تمر الأيام هنا وهى تسجل عبقرية شاعر فذ رحل في سن شرخ الشباب إنه صالح على الشرنوبي ابن بلطيم البرلس محافظة كفر الشيخ ٠
الذي قال عنه العقاد :
لو عاش صالح لبذ شوقي ٠
و قال عنه شيخ الشعراء محمد الشهاوي :
النهر الذي أسكر العالم ٠
وقال عنه السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر :
إذا لم يكتب صالح غير قصيدته ( خمس و عشرون عاما ) وهى تجسد شخصيته مع الحياة القصيرة لكانت كفيلة أن تضعه مع فحول الشعراء قاطبة ٠
انه الشاعر الوجداني الفيلسوف المجدد وقد أطلقت عليه ( شاعر البحيرة الثائر ) وتناولته في عدة بحوث من قبل كل مرة نكتشفه من جديد في قالب شعري ذات مغزى هكذا ٠٠ !!
يقول الشرنوبي :
خمس وعشرون عاما
مرّت سحابا جهاما
فما زرعن صفاءً
ولا حصدن سلاما
وما زرعن سوى اليأ
س ناضرا بسّاما
ولا حصدن سوى العم
ر أنجما تترامى
يدور رأسي إذا ما
حسبتها أياما
وأفقد العقل إمّا
حستها أحلاما
مشيت فيها على الشو
ك لا أملّ اعتزاما
أكافح الحقد والحا
قدين والأوهاما٠
نعم إنه الشاعر الذي عان الحرمان بكل أنواعه و ألوانه في تمرد وثورة وشك و إيمان وفلسفة جمالية وتجليات صوفية تشرق من أعماق الوجدان ٠٠٠
أليس هو القائل :
غفا بعد أن مرّت الزوبعه
يقاسم أحلامه مضجَعه
شقيٌّ أحالته أيامُه
صدى نغمة بالأسى دامِعَه
يعيش على حرق الذكريات
ويقتات آماله الخادعه
ثم يقول فيها صالح الشرنوبي :
أتُفّاحةٌ سرُّ هذا الشقاء
ومن أجلها كلُّ هذا البلاء
تعاليت يا ربّ ماذا أقول
وأنت القدرُ على ما تشاء
أنا ابن الطريدين أشكو إليك
وملءُ دمى ثورة الأبرياء
ألم تكُ قدّرتَ أن يعصياك
فلم يخرجا عن محيط القضاء
وإلا فلم صُغتَ هذا الوجود
دحوتَ الثرى ورفعتَ السماء ٠
* نبذة عن صالح الشرنوبي:
هو صالح بن علي الشرنوبي شاعر مصري حسن التصوير ، مرهف الحس رومانسي مجدد .
من أهل "بلطيم" بمصر.
ولد ونشأ بها عام ١٩٢٤ م .
وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين ودخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرس في مدرسة "سان جورج" بالقاهرة.
ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري.
وعمل في جريدة الأهرام. وذهب إلى "بلطيم" ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه في
إجازة عيد الأضحى ببلطيم البرلس لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها شهيد الحب و الغرام إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م ٠
و قد خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة "من تراثنا" مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب
و قد كتبت عنه عدة دراسات في مطبوعات ومجلات وصحف وكل يوم نكتشف عنه الجديد و الجديد فهو شاعر له حضور متنوع الإبداع يمتلك وجهة الفنون الجميلة ثري العطاء ٠٠٠
***
و نكتفي بقصيدته هذه تحت عنوان ( عــلى شــاطــىء فــوق الحــيــاة تـمـدّدت ) وهى تلخص شخصيته و مشوار حياته القصير في فلسفة جمالية تلقائية حيث يقول فيها صالح الشرنوبي :
عــلى شــاطــىء فــوق الحــيــاة تـمـدّدت
عــلى رمــله الأحــلام صــاحـيـة سـكـرى
تــنــامـيـن يـا أحـلام نـفـسـي كـأنـمـا
سـقـتـك غـيـوب الله مـن كـأسـهـا خـمرا
تــنــامــيــن حــتــى يـقـضـى اللَه أمـره
فـيـبـدل عـسـر العـيـش فـي عالمي يُسرا
ويــنــضــح أيّــامــي القــفــار بــوابــل
مـن الخـيـر أنـسـى فـي تـواكـبه الشرا
فـأحـيـا وتـحـيـا بـعـد مـوتـى حـقـيقتي
وأبـعـث مـن قـلبـي إلى خـالقي الشكرا
أأحــلام نــفـسـي ليـتـنـي كـنـت قـادرا
عــلى بـعـثِ مـا ولّى ونـسـيـان مـا جـرّا
أأحــلام نـفـسـي ليـتـنـي كـنـت عـاجـزا
عـيـيّ الحـجـا غـفـلان لا أدرك الفكرا
كــأنــي بــهــذا الكــون قــبــر حـقـائق
تـذوب وتـفـنـى فـي حـقـيـقـتـنا الكبرى
كــأنــي بــهــذا العــقــل ظــلّ خــرافــة
نـــثـــور إذا ولى ونــشــكــو إذا قــرّا
وشــعــري ومــن جــبّ الحــقـيـقـة نـبـعـه
ويـا ليـت أنـى عـشـت لا أعـرف الشعرا
كــأنــي بــه فــي ظـلمـة الطـيـن ضـحـوة
أهـال عـليـهـا الطـيـن مـن روحـه قبرا
وعــمــري ومــن إظــلامـه يـخـلق الدجـى
ويـنـسـى لديـه الفجر من يعبد الفجرا
كــأنــي بــه فــي حــانـة الدهـر قـطـرة
حــمــيــمــيــة تـنـهـلّ فـي قـلبـه جـمـرا
وحـــظـــي وقــد غــسّــلتــه بــمــدامــعــي
ولم أحــتــســب فــيـه لدى زمـنـي أجـرا
كــأنــي بــه فــي قــبـضـة المـوت زهـرة
يـبـابـيّـة الأوراق لا تـنـفـحُ العـطرا
ويـأسـي مـن الدنـيا وسخطى على القضا
وإيــمــان عـقـلى بـالأراجـيـف مـضـطـرا
شــقــيــت وأشــقــيــت الليـالي بـمـطـلب
تــمــنّــيــتــه صــبــحـا وحـقّـرتـه ظـهـرا
ومــــا هــــوَ إلّا يــــطــــيـــع إرادتـــي
زمـانـي وأن أحـظـى بـمـا أشـتـهـى حـرّا
وأنــســيــت أنّ الوهــم روح طــبـيـعـتـي
وأن الذي أجــرى حــيــاتــي بـهـا أدرى
وأن القــضــاء الحــتــم مــثـلي مـسـيّـرٌ
إلى غـايـة تـسـتـغـرق الكـون والدهـرا
ومــن نــكــد الأوهـام أنـى أُفـلسِـفُ ال
حـيـاة كـمـا أهـوى ولم أفـنـهـا خـبـرا
عـيـيـتُ بـهـا فـهـمـا وفـي العـجز راحةٌ
لمـن جـعـل الدنـيا طريقاً إلى الأخرى
ولكــنــنــي والعــقــل نــورى وظــلمـتـي
أحــاول بـالأحـلام أن أكـشـف السـتـرا
ومــا زلت والمــصــبــاح خــاب ضــيــاؤُه

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق