هناك علاقة تفاعل بين المواطنين ، والوطن كلّما حافظ الوطن على كرامة المواطن في الداخل ، والخارج ،قوي الوطن ،ويقوى المواطن ويقوى مبدأ المواطنة أيضاً، والعكس صحيح ولكن للأسف، مفهوم المواطنة لا يزال هشاً عند البعض بسبب عدم تحمل السفراء في بعض الدول المسؤولية تجاه الوطن والمواطن ،ورغم أن أسمى المهام ،والأهداف وأنبلها هي المحافظة على الإنسان وعلى كرامته، وسلامته.
•• كرامة المواطن هي أساس كرامة الوطن !!
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخراً في منتصف 2020 بعدما أزال كل العوائق التي تواجهه المواطن من طرق وكباري وغيرها فضلاً عن العوائق التي كانت تعوق أي
إجراء مُعاملة حكومية ، والسبب في هذا النهج الذي نهجهُ السيسي والتي تعُد ترجمتها على أرض الواقع وإن لم يعلنها علناً هي
أن لا تخدش كرامة المواطن المصري، في الداخل ، وأن لا يصبح شيئاً صغيراً في وطنه، أو خارج وطنه فالوطن مصر كبير ، ويكبر أكثر بمواطنيه.
وأنه يجب أن يكون المواطن أين ما كان ومن كان هو في نظر قيادتةُ إنسان يستحق الإعتزاز ومواطن يُكن له التقدير، لذا يجب على المسؤولين في جميع مؤسسات الدولة وخاصة الخارجية أن تقتدي بقائدها، وأن تعي هذه النظرة القيادية للمواطن المصري ، وأن تترجمها عملياً على أرض الواقع ، فهذه المؤسسات وموظفيها بإختلاف درجاتهم ومناصبهم وجدوا من أجل هذا المواطن،
إن هذا النهج الكريم الجديد من الرئيس السيسي ، والذي يوجه به القيادات السياسية والتنفيذية في كل مناسبة وأي محفل من المحافل يؤكد لنا أن أي دعم يُقدم إلى المواطن في أي مؤسسة حكومية أو مجتمعية لتحقيق مقاصده ليست مِنة له بل هي حقاً من حقوقه الإنسانية، وهو نهج يتطلب التعاون وترسيخه كأساس للتعامل من كافة مسؤولي الدولة في كافة قطاعاتها، وهذا الأمر يتطلب غرس ثقافة توطين النفس الإنسانية للآخرين .
•• إذا فقد المواطن كرامتةُ داخل وطنه ، أو خارجهُ فليس للوطن أية كرامة!!
كرامة المواطن هي أساس كرامة وطنه، وحتى يحمي المواطن هذه الكرامة عليه أن يعي جيداً؛ أن دوره كمواطن يتطلب حماية هذا الوطن "الذَّوْدُ عَنْ حِيَاضِ الوَطَن"، وإن لم يفعل ذلك فكيف سيعيش هذا المواطن في وطن يتعرض يومياً إلى التهديد،وتحديات تتعلق بهويته ، وسيادته وهو صامت لا يفعل شيئاً تجاه ذلك، وكيف ستكون للوطن كرامة إذا قامت مجموعة تدعي بالوطنية والديمقراطية بالتعدي على الوطن وانتهاك حقوقه؟ .
المواطن الصالح والعاقل لا يمكن أن يصمت حيال هذه التحديات، ولن ينفك مدافعاً عن سيادة وطنه وهويته، ولن يهدأ له بال إلا إذا تحقق الأمن وإنتشر الإستقرار في ربوع وطنه إذن ؛ الكرامة الوطنية والإنسانية لا تتعلق فقط بحقوقه في وطنه بل أيضاً تتعلق بواجباته نحو وطنه.
وعندما نُعلن ، تضامنا مع مواطن مغترب في أي دولة من دول العالم بسبب تورطهُ في شيئً ما ، أو تعرضهُ لأي نوع من أنواع الإنتهاكات يُعد واجب وطني وفرض عين علينا ، قد تغافل أو تراخى عنه السفير المعني في هذا الشأن ، والتي يعُد تقصيراً منه في آداء مهامهُ التي عُين من أجلها في المرتبة الأولى من ثم باقي مهامه "كـ " سفيراً للوطن ، وخدمة المواطن ، من قضاء حوائجه ومد يد العون له في غربتة ودعمه القانوني .
وخالد عوض الطالب المصري الذي يحاكم في أمريكا بتهمة قد تبدوا وإنها ملفقة ، هي الإعتداء على«حاخام يهودي»،
ويترك وحيداً بمفردهُ دون سند وطني له ودون دعم قانوني من سفارة بلده سواء كان مُداناً من عدمه ، يعُد جريمة تقصير في اداء مهام عمل سفير دولة يجب المحاسبة عليه.
الطالب المصري«خالد عوض » طالب مجتهد حسبما ذُكر على لسان عائلتةُ ،وزملاءه يدرس في الجامعة التي إلتحق بها، جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية،ولسوء حظة سكن في حي أكثرهُ من اليهود ، ومن الظاهر أنه قد حصل بعض المشاكل بين اليهود ، وغيرهم في نفس الحي الذي يسكُن فيه الطالب المصري ، وإتهموه ظلماً بالإعتداء على حاخام يهودي وأصبح يواجه هذا المصير المظلم بمفرده وكأنه مجهول الهوية .
إذْ لا قيمة ولا كرامة لوطن لا يهتم ، يُكَرّمُ مواطنيه، ويجعلهم يشعرون بداخله بالدُّونية أي بالشعور العميق ،والمستمرّ عند الفرد بدونيّته ،وعدم كفايتهُ، وإنحطاط قدره، وهي عقدة نفسيّة تنشأ عن الصّراع بين النُّزوع إلى التميُّز، والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي ،وفي حالات مماثلة أخرى .
فضلاً عن الإهانه ،
والتبخيس، حينها قد يفقد الوطن معناه، وتتضاءل قيمة أو حتى رغبة الإنتساب إلية من هنا، أيضا تتعددالأمثلة كثيراً في وطننا العربي " داخل وجع الجغرافيا والهوية والإنتساب "، هذا الوطن الذي لم يفلح، في الكثير من الحالات، في منح المواطن هذا الإعتراف أو هذا التقدير الذي يَنشُده، ومن ثم، تتفكك الكثير من الروابط والعلاقات، ويصبح الإنسان فاقداً لإنتسابه ،وهويته وكرامته.