كتبت - بسمة باشا
دانت الأمم المتحدة وعدد من الدول العربية، ما حدث ليلة أمس من اشتباكات دارت في باحة المسجد الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين) بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية التي دخلت الباحة، في مواجهات هي الأعنف منذ سنوات في القدس الشرقية المحتلّة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والإعتداء على المُصلين الفلسطينيين.
- حافظ: تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية
أعربت وزارة الخارجية المصرية عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
- شوقي علام: على المجتمع الدولى التدخل السريع لوقف الاستفزازات الإسرائيلية
كما استنكر بشدة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قيامَ سلطات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المُصلين، كما أدان بشدة إطلاق قوات الاحتلال الرصاصَ المطاطيَّ وقنابل الغاز تجاه المصلين عقب صلاة المغرب؛ مما أسفر عن إصابات في الجانب الفلسطيني.
وأكد مفتي الجمهورية أن الممارسات العدوانية من قِبل الكيان المحتل تمثل استفزازًا مباشرًا للمصلين الفلسطينيين، واعتداءً صارخًا على المسالمين العزل وحرمانهم من أداء شعائرهم الدينية؛ مما يعد انتهاكًا للقانون الدولي.
كما ندد "شوقي" بقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، وهو ما يمثل انتهاكًا لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف فضيلته أن سلطات الاحتلال لا تزال تضرب بالاتفاقيات والقوانين الدولية عُرْض الحائط وسط صمت المجتمع الدولي الذي من المفترض أن يتحرك لمنع هذه الممارسات العدوانية التي يقوم بها الاحتلال تجاه المصلين والمدنيين الأبرياء.
وطالب فضيلة المفتي كافة المنظمات الدولية المعنية بالتدخل السريع والعاجل لوقف الممارسات والانتهاكات من الكيان الإسرائيلي المحتل تجاه الفلسطينيين والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك ونحن في شهر كريم له خصوصية كبيرة لدى المسلمين.
الأزهر: إرهاب صهيوني في ظل صمت عالمي مخز
ومن جانبه قال شيخ الأزهر أحمد الطيب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إنَّ اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي "الشيخ جراح" بالقدس وتهجير أهله - إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ.
وإن الأزهر الشريف، علماء وطلابًا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة".
- الخارجية السعودية: دعم كل الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطنية
كما وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وشددت الوزارة على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجددت وزارة الخارجية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
- الكويت: هذا الاقتحام تحد سافر لمشاعر المسلمين في العالم أجمع والقانون الدولي ولأبسط قواعد حقوق الإنسان
أيضًا أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن الإدانة والاستنكار الشديدين لاقتحام القوات الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى واستهداف أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي.
وأكدت الوزارة في بيان صحفي أن هذا الاقتحام تحد سافر لمشاعر المسلمين في العالم أجمع والقانون الدولي ولأبسط قواعد حقوق الإنسان، وأن هذه الاستفزازات والتصرفات من قبل الاحتلال الإسرائيلي تعرض أبناء الشعب الفلسطيني للخطر وتنذر بتصعيد للعنف، الأمر الذي يتطلب تحركًا دوليًا سريعًا لوضع حد لهذه الاستفزازات وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وسلامته".
وحملت الوزارة في بيانها السلطات الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير وما سيترتب عليه من عواقب.
- فادي الهدمي: إنّ ما يجري في القدس وما جرى في الأقصى هو تطور خطير ونذير خطير جدًا
وفى الأردن التي تتولّى الإشراف على صيانة وإدارة شؤون المسجد الأقصى، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إنّ "اقتحام الحرم والاعتداء على المصلّين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرّف همجي مدان ومرفوض".
كما أوضح فادي الهدمي مسؤول شؤون القدس لدى السلطة الفلسطينية "إنّ ما يجري في القدس وما جرى في الأقصى هو تطور خطير ونذير خطير جدًا".
فيما أدان مجلس التعاون الخليجي استمرار إسرائيل في عمليات التهجير والاستيطان بالقدس
- الأمم المتحدة: يجب على القادة السياسيين والدينيين التصرّف الآن
وبدوره، قال منسّق الأمم المتّحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط "تور وينسلاند": "نحن قلقون للغاية من تصاعد التوتّرات والعنف في القدس ومحيطها، أدعو الجميع إلى التصرّف بمسؤولية والحفاظ على الهدوء، ويجب على الجميع احترام الوضع الراهن للأماكن المقدّسة في البلدة القديمة بالقدس بما يخدم السلام والاستقرار، ويجب على القادة السياسيين والدينيين التصرّف الآن."
وحثت "الأمم المتحدة" إسرائيل على إنهاء جميع عمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، محذرة من أن أفعالها قد تشكل "جرائم حرب".
- روبرت كولفيل: ندعو إسرائيل إلى إنهاء كل عمليات الإخلاء القسري على الفور
- نؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "روبرت كولفيل" خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف "ندعو إسرائيل إلى إنهاء كل عمليات الإخلاء القسري على الفور"، تأتي تلك الدعوة إثر اعتقال 15 فلسطينيًا ليلًا في أعقاب اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومحتجين على إجلاء عائلات فلسطينية من القدس الشرقية، بحسب الشرطة، واندلعت الاشتباكات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في خضمّ معركة قضائية محتدمة حول مصير عائلات فلسطينية مهددة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وأضاف كولفيل "نود أن نؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي".
ويدور التوتر الحالي حول ملكية أراض بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، وأصدرت محكمة منطقة القدس في وقت سابق من هذا العام قرارًا لصالح عائلات يهودية تطالب بحقوق الملكية في هذا الحي من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها.
ووفقًا للقانون الإسرائيلي، إذا تمكن يهود من إثبات أن عائلاتهم كانت تعيش في القدس الشرقية قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، يمكنهم المطالبة باستعادة "حقهم في الملكية"، ولا يشمل القانون الفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال الحرب.
وأثار قرار المحكمة غضب الفلسطينيين الذين طعنوا فيه ونظموا احتجاجات أدت في كثير من الأحيان إلى صدامات مع الشرطة.
وشدد "كولفيل" على أن "إسرائيل لا تستطيع فرض منظومتها التشريعية في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".
وتابع المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "ندعو إسرائيل كذلك إلى احترام حرية التعبير والتجمع، وهذا يشمل المحتجين على عمليات الإخلاء، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة".