ذكر نبيل أبو الياسين رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، أن التقارب المصري التركي خطوة مهمة، ورشد لقيادات البلدين قُبَالة قُرب مراجعة علاقاتهما الإقليمية.
وإن حالة التقارب المسجلة بين مصر وتركيا تؤكد وجود إرادة سياسة لدى صناع القرار السياسي في البلدين لتجاوز حالة القطيعة التي دامت لعدة سنوات، ومحاولة إصلاح ما فسد العلاقة بينهما خلال هذه السنوات، وأن مصر خلال أزمة سد النهضة وجدت نفسها أمام معطيات جديدة، ولذلك فهي تراجع علاقاتها ومصالحها مع كل الدول وخاصةً «اليونان، تركيا، الإمارات».
وزيارة الوفد التركي برئاسة "سيدات أونال" نائب وزير الخارجية التركي إلى مصر، في أول زيارة رسمية منذ عدة سنوات خطوة مهمة في إطارها الصحيح، وقد تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع زيارة أخرى لـ (وزيري الخارجية والدفاع التركيين) إلى دولة «ليبيا».
وسبق لوزير الخارجية التركي "مولود تشاوش أوغلو" التأكيد ؛ أن وفدًا من بلاده سيزور مصر، مطلع مايو الجاري، إستجابةً لدعوة من الجانب المصري، وذلك بهدف تحسين العلاقات بين البلدين.
بعد زوال سبب التغيير، ومغادرة القطيعة في طريق الإفتراق إلى وقت قد يكون طويلًا أو أبديًا ومصر الآن أصبحت أكثر مرونة في علاقاتها الخارجية، وأن العلاقات الشخصية بين القيادات والأنظمة لا يجب أن تؤثر على المصالح الإستراتيجية لكل من البلدين «مصر، تركيا» معتبرًا؛ أن هذا التقارب قد يصل إلى حد التطبيع الإقتصادي، والسياسي، لا سيما وأن هناك تفاعلات سياسية وأمنية في منطقة المتوسط تحتاج تقارب مصري وتركي.
وتسعى تركيا لـ كسر العُزلة والعمل على ترسيم حدودها البحرية مع مصر، مع محاولة رَضّ السردية اليونانية.
وأشير؛ إلى سنوات الخلاف بين مصر وتركيا، كانت هناك رغبة قائمة لدى قيادات الدولتين في عدم الإصطدام كما كان عليه الأمر في ليبيا، هذا إلى جانب المحافظة على نوع من التعاون الإستخباراتي في مجموعات عدة من الملفات المشتركة.
نحن أمام صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وهذا اللقاء الدبلوماسي الرفيع المستوى يوضح أن الأمر يتعلق بتجاوز خلافات الماضي، وأكدَ هذا؛ المتحدث باسم حزب «العدالة، والتنمية» التركي "عمر جليك"، أن بلاده تعمل على تشكيل آليات جديدة لبحث قضاياها مع مصر.
وأفاد "جليك" في تصريحات صحفية، أمس «الأثنين»، أن زيارة الوفد التركي الذي يترأسهُ نائب وزير الخارجية إلى القاهرة تأتي في هذا الإطار.
تأكيداً ؛ بضرورة تباحث الطرفين بشأن قضايا أمنية إقليمية، على رأسها موضوعات البحر المتوسط، علاوةً على مواضيع أخرى أهمها إتفاقيات التنقيب عن الغاز في المتوسط، لفتً؛ إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى تطوير آلية الحوار بين مصر وتركيا بشكل أكثر فاعلية في المرحلة المقبلة سواء على صعيد البحر المتوسط أو العلاقات الثنائية بين «مصر، تركيا » من هنا نقول وداعًا للقطيعة للأبد.