الجمعة, 25 سبتمبر 2020 06:22 مساءً 0 446 0
حديث الجمعة بقلم.. السعيد عبد العاطي مبارك
حديث الجمعة بقلم.. السعيد عبد العاطي مبارك
((( مع ذكر الله عز وجل )))
* قال تعالى :
" ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا "
[ الأحزاب : 41 ] ٠
* و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : آخر ما فارقت عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قلت له : أي الأعمال خير وأقرب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل .
و عن أبي هريرة قال رسول الله صل الله عليه و سلم :
" ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرةً، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم " رواه الترمذي ٠
و الترة : الحسرة و الخسارة و الندامة ٠
 
يا أخي الكريم ما أجمل من الإكثار من ذكر في كل حال ، و التمسك بذكر فهو طوق النجاة و المنهج الصحيح لمعرفة الله عز وجل ٠
و من ثم نعيش مع فضل ذكر الله قولا و عملا نقطف من القرآن و السنة أزاهير الذكر الحميد هكذا ٠٠
في البداية نعلم الذكر و انواعه و فضله وفوائده الجمة ٠٠حتى تطمئن القلوب معا ٠
تعريف الذكر :
 
* معنى (الذِّكر) لغة بالكسر:
الشيء الذي يجري
على اللسان، وتارة يقصد به الحفظ للشيء.
* معنى الذكر اصطلاحا: في الشرع فهو كل قول سيق للثناء والدعاء.
أي ما تعبدنا الشارع بلفظ منا يتعلق بتعظيم الله والثناء عليه، بأسمائه وصفاته، وتمجيده وتوحيده، وشكره وتعظيمه، أو بتلاوة كتابه، أو بمسألته ودعائه .
الذكر نوعان :
 
= الذكر المقيد :
بمكان، أو وقت، أو حال.
و أذكار الصباح و المساء و الآداب و المعاملات ٠٠
= والذكر المطلق :
ما لم يُعيَّن بشـيء من ذلك، وإنما في سائر اليوم.
و يكون الذكر بالقلب و اللسان و بالجوارح ٠
و أفضل وصية من النبي لرجل جاءه قال له:
" إِنَّ شرائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ، قَالَ: "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وجل "٠
مع معاني الذكر :
 
* المعنى العام:
يتضمن أنواع العبادات كافة، كالصلاة، والصيام، والحج، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، والاستغفار والتسبيح، وغيرها من الطاعات، وشملها مفهوم الذكر لأنّها تذكر بالله وبطاعته وعبادته.
* المعنى الخاص:
 
يشمل ذكر الله تعالى بالألفاظ المذكورة في الكتاب والسنة، وما فيها من تمجيد لله تعالى وتوحيده وتقديسه وتنزيهه، أما أعظم الذكر فهو تلاوة القرآن الكريم.
و من فوائد ذكر الله تعالى :
 
نتوقف مع ما ذكره ابن القيّم في كتابه الوابل الصيّب أنّ الذكر:
يطرد الشيطان وقمعه. يزيل الهم والغم والحَزَن، وهو سبيل لرضى الرحمن، وإدخال السرور على قلب الذاكر. يقوي البدن، وهو سبب لنور الوجه والقلب، كما أنّه مجلبة للرزق. يكسو الذكر الذاكر رداء المهابة والنضرة، ويورث المحبة والسعادة.
يورث في قلب المسلم الإنابة، كما يورثه الإحسان وهو أن يعبد الله كأنّه يراه، فمقدار ذكر العبد لله يذكره الله، والعكس صحيح، وبمقدار بعده وغفلته يكون بعد الله عنه ٠
* الذكر في الكتاب و السنة :
 
فالقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة مبنيان على ذكر الله و طاعته ، و لم لا فالذكر هو غرس الجنة و ثمارها ٠٠
أضف إلى جلب الحسنات و الثقل في الميزان ٠٠
و الذكر يكون بالعبادة و الطاعة و القرآن و الأسماء الحسنى و الصفات العلى و مجالس الذكر ٠٠٠ الخ ٠
و المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا ٠
و قال صلى الله عليه وسلم:
«مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»٠
و كان النبي إدريس عليه السلام خياطا عندما يدخل الإبرة يذكر الله و عندما يخرجها يذكر الله ٠٠
و بذلك رفعه الله مكانا عليا ٠
فطوبى للذاكرين على أي حال و بأي ألفاظ تقربنا من الله عز وجل ذكر تسبيح و تكبير و تحميد و تهليل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ٠٠٠
* و الخلاصة :
 
نتأمل بعض الآيات و الأحاديث التي توضح لنا فضل الذكر ٠٠
قال تعالى :
" ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا "
[ الأحزاب : 41 ]
وقال تعالى :
" واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون "
[ الأنفال : 45 ]
وقال تعالى :
" والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما "
[ الأحزاب : 35 ]
وقال تعالى :
" الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ٠
[ آل عمران : 191 ] .
و قال تعالى :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
و جاء في الحديث النبوي الشريف ٠٠
قال الحبيب المصطفى المعلم و خير الذاكرين لله :
" من أحب أن يرتع في رياض الجنة ، فليكثر ذكر الله عز وجل " .
و عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" استكثروا من الباقيات الصاحات قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : التكبير والتسبيح والتهليل والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " .
و عن أبي سعيد الخدري أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون" .
و عنه أيضا قوله :
"اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون : إنكم تراءون" .
مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" ما عمل أدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل " ٠
و الحديث عن الذكر يطول حيث هو جوهر التقرب إلى الله عز وجل و يحتاج إلى مباحث و كتب ورسائل تسرد لنا شتى الآثار الطيبة لهذا الذكر ٠٠
و لكننا في هذه السطور أوضحنا بعض معالمه ٠
فيا رب أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك يا كريم ٠٠
و الحمد لله رب العالمين و صل الله و سلم علي الحبيب محمد خير الذكراين أجمعين
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الجمعة-حديث-الرسول-كريم-حسن-عبادة

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق