الأحد, 13 سبتمبر 2020 07:34 مساءً 0 723 0
عماد الرمادى يكتب في ذكري رحيل شاعر المعلنة والأمل.. صالح الشرنوبي ..
عماد الرمادى يكتب في ذكري رحيل شاعر المعلنة والأمل.. صالح الشرنوبي ..

عندما يؤرخ للشعر العربي المعاصر سيوضع .صالح الشرنوبي في مقدمة مرتاديه.ولن يكون صغر سنه بين الرواد إلا دليلأ علي صدق موهبته.. بهذا العنوان الذي جعله د/احمد كمال ذكي مقدمه لديوان صالح الشرنوبي ..الصادر عن دار الكتاب العربي .

تفوح رائحة الكلمات الممزوجة بعبق الإبداع والتاريخ.. انا في شعري وشعري قصتي.. لست في جسمه ولا في رسمه.. بين كفيك وجودي خافقأ..... وفؤادي غارقأ في دمه... . ويح لي منه ويا ويح له.. ولمن يسبح في عيلمه.. ربما أحزنني في فرحتي .. وشدوت اللحن في مأتمه.. تحل ذكري الرحيل في موعدها كعادتها من كل عام في منتصف شهر سبتمبر لترفع الستار عن روح المعني وصدق المشاعر ورقة وعذوبة الكلمات والمعاني.. الجدير بالذكر أن صالح الشرنوبي ولدا في السادس والعشرين من شهر مايو ؟.. عام 1924.

في مدينة بلطيم ..حفظ القرآن الكريم في كتاب القريه .ثم التحق بالمعهد الأزهري بمدينة دسوق..وحصل علي الشهادة الابتدائية في عام 1939.. ثم الثانوية عام 1947..من القاهره..وبعد حصوله علي الشهادة الثانوية .كان صالح يتأهب للألتحاق بكلية دار العلوم التي كانت اغلي أمانيه..لكنه أخفق في امتحان القرأن الشفوى..فحالا ذلك بينه وبين حلمه إذ ترصده الممتحن بجرة قلم احمر واد آماله غير مكترث بما كانت تحققه الكليه من خير علي يد هذا الشاعر العملاق.

الذي هو من مئات بل آلاف من الطلبه العاديين.الذين لا يجدون غير حفظ القرأن وشوارد اللغه وشواذها قبل صحيحها وبليغها... عمل صالح الشرنوبي في مدرسة بلطيم الابتدائية للبنات ثم مدرسة سان جورج الأجنبية للبنات بالقاهرة، ثم مصححآ بجريدة الأهرام بجوار الشاعر الكبير كامل الشناوي..بواسطه من صديقه المخرج السينمائي.

محمود إسماعيل..بعدتعثره في الحياه لكن شاعرنا الكبير..؟..كان دائما لا يستقر في عمل لانه كان يرى أن شعره هو عمله الأول والأخير..وان ما دونه لا يصلح معه..ولهذا السبب تعرض صالح الشرنوبي لنوبات نفسيه تفصله عن الواقع المرير وتأخذه إلي عالم الجنون اللحظي في غبة الخيال حيث روعة المعاني والكلمات..كتب صالح اغاني فيلم ..فتنه..بعد إلحاح شديد من صديقه محمود إسماعيل..مؤلف ومخرج الفيلم...بعد أن أقنعه بأنها خدمه له..فاصالح كان لا يعترف بغير شعر القصيده ويعتبر ما دونها لا يعتد به في عالم الشعر.برغم أنه حصل على مبلغ خمسون جنيها .في كتابة اغنيتين وموالين.

كما أن الشرنوبي .مولعا بفن السينما فافي عام 1950..عثر صالح علي قصة في غرفته لصديقه وشريك غرفته الكاتب بكر الشرقاوي.بعنوان ..النبي الكافر ..فقراها قراءة تحليلية وأعجب بها وقال أن هذه القصة لو نجحت في أن تخرج شاعرا مجيدأ ومخرجأ كبيرأ وكاتبا اسطوري.؟.فانها ستدخل التاريخ رغم انفها..ويقول المؤلف بكر الشرقاوي عن صدق هذه النبؤة بالنسبه لنفسه.. أنه علي الرغم من إيمانه باالواقعيه كمذهب ادبي فإنه حاول أن يجرب نفسه في التجارب الواقعيه فلم ينجح فيها..؟. مثل ما نجح في كتابة الأعمال الأدبية الاسطوريه..الي أن الثلاثة .. حاولوا معآ في بارقة أمل جديده نحو عمل فيلم سينمائي يحارب الأقطاع.

ولكنهم اكتشفوا أن الإقطاع هو الذي يحكم مصر آنذاك.؟.. والمتتبع لعلاقة الشرنوبي باالأدباء والشعراء يري أنه كان من المتمتعين بعطف الاستاذ العقاد ..كما يقول صديقه المخرج ابراهيم السيد، بل كان الشرنوبي يعتبره ابأ وكان العقاد لا يرتاح لرؤية الشرنوبي في حالة الضيق ولا يتركه إلا بعد أن يساعده على حلها..... انشد صالح دواوينه.

في الفتره مابين 1944و1951..وهي أصداف..الشاطئ..عبرات... سبحات..بسمات...الأمواج.... نسمات..أعاصير ...في موكب الحرمان....وطنيات.. اقاصيص في الحب والحياه... أسفار ورسوم....ظلال وألوان... مع الريح.... وفي 17 ..سبتمبر عام 1951.. أسدل الستار علي المشهد الاخير في حياة شاعر المعاناة والأمل.. تحت عجلات قطار الدلتا...بمدينة بلطيم..بعد أن أوصي بهذه الكلمات أن توضع على قبره.. يازائرينا قبورنا... لا تعجبنا لأمرنا.... بالأمس كنا مثلكم... وغدأ تكونوا مثلنا..

عماد أحمد الرمادي.. رئيس نادي أدب البرلس..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
رسوم-قطار-دلتا-بلطيم-دواوين-قبره

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق