الجمعة, 10 ابرايل 2020 00:26 مساءً 0 443 0
عبدالرزاق مكادى.. يكتب.. فانوس وأكلة فسيخ.. من المصريين للحكومة!
عبدالرزاق مكادى.. يكتب.. فانوس وأكلة فسيخ.. من المصريين للحكومة!

 

إلى أن تضع الحرب العالمية المستعرة الآن على وباء كورونا أوزارها، يتهيأ العالم لحرب جديدة ستدور رحاها بين الصين - بؤرة ونقطة انطلاق الفيروس- من جهة وأمريكا والغرب من جهة أخرى.

 

فى ظل تبادل الاتهامات بين بكين وواشنطن عن "تخليق وتسريب" فيروس هذا الوباء الذى ينشر الموت والرعب، وتسبب فى نزيف اقتصادى كبير تجلى فى تراجع الإنتاج الوطنى فى غالبية الدول وفقدان ملايين الوظائف وتراجع مؤشرات البورصات العالمية، فضلًا عن حالة الشلل التام فى حركة السفر ليبدو العالم معطلًا ومغلقًا أو تحت الصيانة.

 

بل وربما يؤدى إلى اختفاء النظام العالمى الحالى، ويجيئ بآخر ملامحه تتشكل حاليًا تحت ضغوط وتداعيات كارثة كورونا على حد قول الداهية الأمريكى اليهودى هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس نيكسون الذى رأى فى مقال له نشرته صحيفة (وول ستريت جرنال) الأمريكية منذ أيام: "إن جائحة فيروس كورونا ستغير النظام العالمي للأبد، وأن تأثيرها المضر على الصحة العامة قد يكون مؤقتًا، إلا أن الأزمة السياسية والاقتصادية التي خلفها تفشي الفيروس ستستمر إلى أجيال عديدة".

 

وقال: إن القادة في العالم يتعاملون مع أزمة كورونا على أساس وطني إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن آثار الفيروس الاجتماعية لا تعرف الحدود، وأن المهمة العاجلة أمام القادة الآن تتمثل في إطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد جائحة كورونا.

 

مصر واحدة من الدول التى ألقت الكارثة بظلالها عليها بقوة باعتبارها دول نامية، يعجز اقتصادها على مواجهة تلك التداعيات، ورغم ذلك وانطلاقا من المسؤوليتين الوطنية والاخلاقية اللتين استحضرتهما القيادة السياسية والحكومة بقوة، تم رصد100مليار جنيه لمواجهة تلك التداعيات، ما بين تمويل خطط واجراءات لمحاصرة الفيروس وتعويضات لبعض المؤسسات والأفراد، فضلا عن تقديم اعفاءات للمؤسسات المتعطلة من بعض الضرائب الشهرية والموسمية والأقساط المستحقة عليها.

 

 

يضاف إلى ذلك تحمل الدولة لإعانات عينية لمدة ستة أشهر للعمالة غير المنتظمة والتى يصل عددها أكثر من مليونى عامل بواقع 500 جنيه شهريا... وإذا كان من حقنا كمصريين أن نفخر بتلك الإجراءات الوقائية والاحترازية التى اتخذتها الدولة، رغم تواضع امكانياتها وتعدد أوجه انفاقها، لمحاصرة الفيروس وتحقيق نتائج عجزت عنها دول أخرى، تمتلك أضعاف إمكانيات مصر ومنها أمريكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأكثر ثراءً، فإن نفس المسؤولية الوطنية تلزم القادرين منا على دعم الدولة فى معركتها.

 

وبعد المبادرة "القدوة" من الحكومة بخصم 20 بالمئة من مرتبات رئيس الوزراء والوزراء لمدة ثلاثة أشهر، واتجاه مجلس النواب للتبرع بمكافآت الأعضاء لمدة ثلاثة أشهر أيضًا، احسبها فرصة لنا ونحن نتهيأ لاستقبال شهر رمضان أن نوجه على الأقل نصف ما كنا سندفعه لشراء فوانيس لأولادنا.. طالما ستختفى هذا العام مظاهر الاحتفالات الشعبية منعا للزحام.

 

 

أيضًا، وقد ألغيت موائد الرحمن الجماعية التى كانت تقام بالشوارع بأموال بعض الأثرياء من الفنانين ورجال الأعمال، فإنها فرصة لهم لتوجيه تكلفة تلك الأعمال الخيرية إلى صندوق تحيا مصر أو لكفالة عائلات متضررة،  أو شراء أدوات تعقيم وتوزيعها على المستشفيات.

 

تصادف أيضا هذه الأيام أعياد شم النسيم التى توافق هذا العام 20  أبريل الجارى، حيث اعتاد المصريون إنفاق نحو 18مليار جنيه على شراء وأكل الفسيح فى هذه المناسبات، ولعلها تكون فرصة لنا لترشيد استهلاكنا هذا العام فى ظل إلغاء الرحلات للحدائق العامة ونوجه نصف انفاقنا على الفسيخ لدعم الدولة ومستشفياتها.

 

 

صحيح أيضًا أن الإعلام الوطنى هو الظهير لحكومته فى معاركها سواء بالداخل أو الخارج، ولكن فى معركتنا هذه أحسب أنها تحتم على بعض الزملاء الإعلاميين، ممن يكسبون الملايين من عملهم فى القنوات الفضائية الخاصة أن يتبرعوا بشيء من أموالهم ردًا لجميل ودين مصر عليهم، كثيرة.. إذن أوجه الوقوف خلف الدولة ودعمها فى معركتها لدحر كورونا وحمايتنا من كارثته المتصاعدة.. ولكنها الإرادة فلنبدأ بأنفسنا من اليوم، فالمعركة شرسة ولا مؤشرات تبدو فى الأفق لقرب نهايتها.. والوطن يتحمل الكثير باقتصاده المتواضع المنهك.. وكم هو رائع أن تجد الدولة شعبها فى ظهرها بمبادرات ذاتية مفادها رسالة وطنية مدوية ومجلجلة: "نحن يد واحدة".

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
عبدالرزاق مكادى.. يكتب.. فانوس وأكلة فسيخ.. من المصريين للحكومة!

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق