ترويج الأخبار الزائفة، والشائعات، المتعلقة بفيروس كورونا، لها خطورتها في التأثير على الروح المعنوية والإسهام في نشر حالة من الهلع والخوف، وقد تُصدقها شريحة من ضعاف النفوس، لتُلقي بتأثيرها السلبي عليهم، وتفقد الشعوب الثقة بينها وبين حكوماتها، وينقلب الوضع من مقاومة وباء، إلى صراع داخلي بين شرائح المجتمع يقوّدْ الجهود التي تُبذل من أجل إنقاذ ارواح الملايين، من خلال هذه الأزمة يمكن التعرف على الدور الخطير الذي تلعبه الشائعات في صناعة البلبلة ونشر الفوضى، وفي المقابل تُعّد الأزمات أرضا خصبة لظهور الشائعات، وهو ما يتضح جلياً من الأزمة المفاجئة والقوية التي تعرضت لها مصر مثلها مثل سائر بلدان العالم، بوباء فيروس كورونا، الذي لا يفرق بين أحد من البشر.
وألقت الأزمة بظلالها، ليتلقفها البعض كفرصة للنيل من النظام المصري، وهو أمر متوقع وليتها أزمة من صنع البشر، أي وقعت جراء قصور من الحكومة، بل إنها من صنع القدر وبإرادة الله عز وجل، ساقها لكل سكان الأرض المُقدر عددهم بما يزيد على 3 مليارات من البشر.
والحقيقة أن القضاء على الشائعات بشكلٍ نهائي أمر يستحيل حدوثه، لكونها - الشائعات - أخبار مكذوبة مجهولة المصدر، وهي غالباً ما تكون نتاجًا لمشاعر وتفسيرات لبعض ضعاف النفوس الذين يجيدونها فرصة للانتقام من نظام حاكم، أو مجتمع ساخطون عليه، وفي الوقت نفسه يصعب التصدي لكل شائعة والرد عليها وتكذيبها، لكن الحل الأمثل للتصدي لها هو الرهان على وعي الشعب وتقديره للموقف وخطورته، ومجابهته بشكل قوي وثبات تملؤه الثقة في الله ومن ثم حكومته، التي تعمل ليل نهار من أجل التصدي لوباء أتى لنا لا نعرفه من بين أيدنا أو من خلفنا، وهو ما رأيناه ولمسه عامة الشعب، إلا الفئة الضالة التي لا تجد نفسها إلا في هذا الخندق المناهض للإنسانية قبل أن يكون مناهضًا للنظام الحاكم في مصر.
قد يقول قائل إن الحكومة تعاملت مع الأمر في البداية بفتور بعض الشيء، لكن هذا غير حقيقي بالمرة فقد اتخذت من الإجراءات والخطوات الوقائية، التي تحد من انتشار الوباء، لتصبح مصر أقل تضررا من دول اقل منها كثافة سكانية بمراحل، بقى فقط استجابة الشعب للتعليمات والإجراءات التي نادت بها الحكومة من البداية، ولم تجد آذان صاغية، لتضطر إلى اتخاذ إجراءات أشد واقوى بفرض حظر التجوال ليلا، ولو استمرت حالة اللامبالاة قد تكون هناك إجراءات تالية، فلا تجعلوا من أنفسكم عرضة للشائعات، بل اجعلوها آذان صاغية للتعليمات، فتسلموا من كل شر.