من دروس في الفشل ... !!
الشاعر التونسي الدكتور ســـــامي الذيبي – 1982 م
أغدقْتُ في الشربِ
حتى فاض النيل من كأسي
أغرقتُ جميع المراكب كي أنتشي
أنا آخر الواصلين
بي رعشة الفجر
جمّعتُ في صدري محطّة العُشاق
ووحدي حططتُ رحالي
وشمةً وموسيقى
دمعتي صاري
أشرعتي ابتسامة الانتشاء
أدقّ أوتادي
----------
من أرض تونس نغرد في سماء المروج الخضراء بين ظلال الزيتونة و ابن خلدون و الشابي ، نرصد حالة الابداع الفني و المشهد الثقافي ، و من خلال الشعر مرآة الواقع وحلم رسالة التغير نحو المستقبل كانت لنا هذه السطور حول جيل الشباب الذين يحملون هموم الكلمة بين طيات الصراعات و المقاومة كنافذة نور يرصدون منها الحياة اليومية ، و هذا فارس من شعرنا المعاصر يتوشح بعباءة الشعر ذالكم الفن الجميل أنه الشاعر التونسي الدكتور سامي الذيبي .
هكذا كانت سياحة حول عالمه الخصب الذي يجسده في محطات متباينة و لوحات فنية متناسقة فيقول في هذا المقطع :
أعرف أنك لا تفهمين جنون رجل في الأسر
رجل يجر أغلالا كثيرة منذ طفولته
أغلالا من قبيل، المقدس والمدنس
العادات والتقاليد،
أوووووف من المجتمع
أنا أعرف فعلا أنهم لا يفهمون الاختلاف
وأن كل حداثتهم ضرب من التوحّش
ومساحة...
نشـــــــأته :
----------
ولد الشاعر التونسي سامي الذيبي- عام 1982 م . بقرية "حاسّي الفريد" من مدينة القصرين بالوسط الغربي التّونسي .
درس الابتدائي والأساسي بمسقط رأسه ثم انتقل إلى مدينة القصرين حيث أكمل دراسته الثّانويّة بتحصّله على شهادة باكالوريا(الثانوية العامة) آداب سنة 2004 وواصل تعلّمه الجامعي حيث حصّل خلال السنة الدراسية 2008 على شهادة الأستاذية(البكالوريوس) في التّنشيط الشّبابي والثّقافي بالمعهد العالي للتّنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي بتونس العاصمة. حاصل على شهادة الماجستير في العلوم الثقافية. يُعد رسالة دكتوراه في العلوم الثقافيّة
= فهو شاعر وباحث جامعي من تونس- أستاذ بوزارة الثقافة أستاذ مادة الدراسات الثقافية بجامعة تونس.
= رئيس جمعية ثقافية. كاتب عام نقابة الثقافة .
= و صاحب عديد الجوائز الأولى وعديد التكربمات في الشعر في تونس وفي الوطن العربي.
= حصل على شهادة الأستاذية في التّنشيط الشّبابي والثّقافي بالمهعد العالي للتّنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي بتونس العاصمة. باحث دكتوراة في العلوم القافيّة.
= يشتغل بوزارة الثقافة التونسيّة - المركز الثقافي بحمام الشط.
= عضو الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ج1.
= عضو مؤسّس لتقابة كتّاب تونس.
= نشر في عديد الصّحف والمجلاّت التّونسية والعربيّة ونشر في بعض المجلاّت الإلكترونيّة وكذلك نشرت له بعض القصائد في منشورات جماعيّة (كتيّب "إبداعات" عن المنتدى الوطني للتّلاميذ الأدباء سيدي بوزيد2003،وفيه نشرت له قصيدة"للشّعر قافيةٌ..ولـــي".
= كتب ايضا بعض المقاربات السوسيوثقافيّة..
صدر له:
-----------
= كتاب شعري "من دروس في الفشل"
= كأنّي أرمّمُ هذا الخلود"،طبعة أولى 2010/طبعة ثانية 2012،رواية شعرية عن دار إفريقيّة للنشر.
= كتاب علمي: من نقد الاستشراق إلى نشأة علم الاستغراب.
ويؤمن الشاعر التونسي سامي الذيبي، مؤكدا بهذا الطرح :
"أن كل الجدل حول قصيدة النثر من شعريتها أو من عدمه، نعتبره مضيعة للوقت، خسر فيها الشعر والإبداع الكثير من النصوص الجيدة، لافتا النظر إلى أن الشعر والإبداع عامة هو دعوة للحركة والحياة " .
وقد حصل علي العديد من الجوائز و التّكريمات، وشارك في أمسيات شعرية بعدة دول عربيّة في الإمارات، ليبيا، الجزائر، المغرب، فلسطين ...
من شــــعره :
------------
يقول شاعرنا التونسي د . سامي الذيبي في قصيدته الرائعة بعنوان (باقة الورد التي قطفناها معًا ) و التي قد مزجها بين الأصالة و روح المعاصرة بحس حوار نقدي تضاد متباين يفك لنا طلسم الواقع في عبقرية الكلمة والصورة في همس خلف جدار الصمت و المجهول و المستحيل فينساب كالنهر الرقراق :
لم أشأ أن ألمس شعرها
بيدّي المتخشبتين
خفتُ أن أجرح أحلامها
وهي تأخذ إغفاءة فوق نهر قلبي
صنعتُ لها سريرًا صغيرًا من الشعر الجاهليّ
وربطتُ شريط ضفيرتها من أغاني أم كلثوم
عجنتُ لها من أشهر القصص العاطفيّة وسادةً
و طرّزتها بالقُبلات
غرستُ بجانبها نخلةً من الصدّق كي تظللها
وزرعتُ في بساتين روحي جنّةً لها
وملأتها بالتفّاح والغلال..
همستُ لها بآية الكرسيّ كي تحميَ نومها من الكوابيس والأخيلة
كم وددتُ أن ألمس شعرها
ملأتُ الكأس بالماء كي تشرب العصافير الصغيرةُ
مثلما كانت تشرب من كفّها
وضعتُ باقة الورد التي قطفناها في طفولتنا بجانبها.
كأنها ابتسمت..
قرأت فاتحة الكتاب.
وانصرفتُ..
= = = = =
و يقول شاعرنا التونسي سامي الذيبي في قصيدة أخري تحت عنوان ( رجل في بَحّة ) من ديوان : " من دروس في الفشل " :
أنصتي إلى بَحّتي
أنصتي جيدًا ولا تسألي عن موطني
هناك في بَحّتي أقيمُ
هل التقيتِ رجلا يسكن في بحّةٍ؟
ينسج ذكرياته خيطا خيطا
وينفخ أكسجينه للغرقى
وهل تعرفين معنى الموت في كل لحظة
لست إلها ،ولكنني أموت وأحيا دائما
أغرف من عالم الموتى حكمةً ينشدها النّدم
أشيّد بها سقفًا جديدا لبَحّتي
وآخذ من عالم الأحياء درسًا في السذاجة..
أقلّم به أظافر الوقت..
ثم ارميه في سلة المهملات..
أنا هكذا لست حزينا ولا سعيدًا
لكنّني أسكن في بحّتي
أزرع حقلي بحبات المحبة،
فأجْني الخديعةَ والجراحْ.
ألعب مع طفولتي،حتى تكبر أظافر الوقت
لأموت وأحيا من جديد
أنا هكذا رجلٌ في بَحّة
بحّة في رحلة دائرية من نواحْ
هذه كانت قراءة نحو وجه القصيدة التونسية العربية من خلال شاعرها الدكتور سامي الذيبي الذي ابحر بها نحو كل المقومات الحديث برؤية انطلاقية من المجهول و الذات الي الواقعية في فلسفة تستنهض القيم من خلف السخرية لهذا العالم الضبابي الافتراضي كي ينفض و يزيل كل الحواجز الي النور و الحرية معا دائما .
مع الوعد بلقاء جديد لتغريدة الشـــــــعر العربي أن شاء الله